رغم الاعتداء الصارخ لقوات أمن الانقلاب على أهالى قرية "العتامنة"، الواقعة بمركز طما، أحد مراكز محافظة سوهاج، والخسائر التى لحقت بمواطنى القرية، إلا أن وسائل إعلام الانقلاب تجاهلت الأمر، وكأن شيئا لم يحدث. فصحيفة "المصري اليوم" اكتفت بنشر خبر تنفى خلاله ضبط أي مواطن خلال عمليات التمشيط التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، وذلك علي لسان مصدر أمني، فضلا عن نفى الدكتور محمد عبد العال، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، وجود أي قتلى أو إصابات في قرية العتامنة بسوهاج، وهو ما يتنافي مع الأنباء التي أعلنها شهود العيان بالقرية حول سقوط قتيلين، والعديد من الإصابات. فيما أشار موقع "صدي البلد" الإلكتروني، المملوك لرجل الأعمال المقرب من الحزب الوطني المنحل محمد أبوالعينين، إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الأجهزة الأمنية، وأهالي المتهم الرئيسي في حرق نقطة شرطة العتامنة بسوهاج، فضلا عن إطلاق مجهولون النار علي قوات أمن الانقلاب، التي ردت علي مصدر النيران ونتج عن الاشتباكات احتراق منزلين، بينما رواية شهود العيان تؤكد احتراق عشرات المنازل الخاصة بأهالي القرية. أما صحيفة "اليوم السابع" فركزت علي نفى الدكتور محمد عبد العال، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، ما تردد علي لسان شهود العيان حول ارتفاع عدد القتلى والمصابين فى عملية اقتحام الشرطة لقرية العتامنة اليوم إلى 20 شخصا، موضحا أن غرفة العمليات الخاصة بمرفق الإسعاف لم ترصد إلا حالة قتل واحدة فى صفوف الشرطة. بينما ركزت بوابة "الشروق"، على نجاح الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، في استعادة الأسلحة النارية المسروقة من نقطة شرطة العتامنة، متجاهلة كافة الانتهاكات التي قامت بها الأجهزة الأمنية ضد الأهالي. وبعيدا عن تجاهل وتضليل إعلام الانقلاب للأحداث الجارية في "العتامنة"، روى "محمود" أحد أبناء القرية تفاصيل اعتداء قوات الانقلاب على قريته قائلا: بدأت الأحداث حينما حاولت الداخلية اعتقال عزيز مصطفى أمين بعد عودته من عمله فتهجموا عليه وأصابوه بطلق ناري في قدمه ما أشعل غضب الأهالي الذين رفضوا امتهان الشرطة لكرامة المواطنين لهذا الحد فما كان من ضباط الشرطة إلا أنهم قاموا بإحراق منازل المعترضين ليتم حرق 50 منزلا أمام أعين ذويهم ومن بشاعة هؤلاء كانوا يقفون حتى يتحول المنزل لكتلة رماد ولا ينصرفوا إلا بعد تأكدهم من حرقه بالكامل". وأضاف "محمود" خلال مداخلة على قناة "الجزيرة مباشر مصر"، أن قوات الأمن تحاصر القرية من كل الجهات ونعيش في ظلام دامس بعدما تم قطع المياه و الكهرباء عن القرية بالكامل ما أعاق قدرتنا على تحديد عدد المصابين جراء هجوم الداخلية.