قالت صحيفة الحياة اللندنية إن عددا كبيرا من السوريين يستقبلون فصل الشتاء بقلق كبير، لمواجهة كارثة الصقيع والتدفئة في سوريا، فمع الإقامة في مساكن بائسة مفتوحة على العراء، ومع غياب الحد الأدنى من خدمات الدولة، ينتظر السوريين الكثير من الصقيع والمرض والقليل من الدفء والعافية. ونقلت الصحيفة في تقرير نشر لها على موقعها الإلكتروني معاناة عدد من المواطنين النازحين، حيث استذكر المواطن السوري أبو معن والذي يسكن في غرفة بائسة على العظم بسبب فقدانه منزله في القصف ذكريات الشتاء في العام الماضي، راويا معاناته وعائلته مع قسوة الظروف المناخية في ذلك الشتاء القارص، يقول أبو معن مشيرا إلى نوافذ البيت وهي فتحات في الجدار: "هل يمكن لمرء أن يتخيل أنني قضيت مع أطفالي شتاء كاملا في غرفة من دون نوافذ، ومن دون وسيلة تدفئة"، ويتابع مجيبا: "نعم حصل ذلك، لقد كنت أغلق النوافذ بالنايلون والبلاستيك، كانت تصمد ساعات فقط قبل أن تعصف بها الرياح العاتية، وكنا نتدفأ على الأعواد التي أجمعها من الشارع، وكم يرعبني اليوم أن أسابيع فحسب باتت تفصلنا عن تجدد المعاناة". وتحدثت الصحيفة عن ارتفاع أسعار المازوت الذي بات عنصرا أساسيا في حياة النازحين، الذي يستخدمونه لتشغيل المولدات الكهربائية، وذلك بسبب الحصار المفروض على منازلهم، حيث وصل سعره إلى 60 ليرة للتر الواحد، حيث تشمل المعاناة جميع السوريون حتى أولئك الذين لم يفقدوا منازلهم. فأبو أحمد، وهو رب أسرة مؤلفة من ثلاثة أطفال لا يستطيع إسقاط هذه المادة من حساباته، يقول : "مع ارتفاع وتيرة انقطاع التيار الكهربائي لتصل إلى 10 ساعات في الشتاء،\ ووجود طفل رضيع لدي، لا يمكنني بأي حال أن أستغني عن المازوت للتدفئة"، ويضيف: "وحتى مع رفع السعر إلى 60 ليرة، أتمنى بشدة أن تفي الحكومة بما تقطعه على نفسها من وعود وما تطلقه من تصريحات، وأن تبيعنا المازوت بهذا السعر من دون أن اضطر للمزاحمة ساعات وأياما في محطات الوقود أمام طوابير لا تنتهي، لأحصل عليه بسعر 100 ليرة كما حصل معي في الشتاء الماضي". وحذر نقيب عمال النفط بدمشق علي مرعي، من أزمة مازوت كبيرة ستشهدها محافظة ريف دمشق خلال الشتاء، إن لم تسرع (شركات المحروقات) بإيجاد مقر جديد لفرعها وخزاناتها بدلا من تلك المخربة، هذا وتستوعب الخزانات التي فقدت الحكومة السيطرة عليها مئات الملايين من الليترات، وتسد حاجة محافظة ريف دمشق. واعتبر مرعي أن قرار الحكومة تخصيص كل عائلة ب 400 ليتر مازوت، لن يقدم و لن يؤخر في حال عدم التصدي للأمور التي تسببت بأزمة الشتاء الماضي، والتي حرمت خلالها النسبة العظمى من المواطنين من مازوت التدفئة، ومنها موضوع الخزانات.