اعتبر الكاتب الصحفي الكبير فهمي هويدي أن التصريحات التي نشرتها جريدة "المصري اليوم" على لسان عبد الفتاح السيسى والتي استمرت ثلاثة أيام ترجح احتمال ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهي لا تمثل حوار صحفي بقدر ما تمثل حلقة جديدة من حملة "كمل جميلك" وجهد للتسويق ينتمي إلى العلاقات العامة بأكثر مما ينتسب إلى العمل الصحفي. وتمنى الكاتب أن يراجع السيسي معلوماته بشأن ما ذكره حول عدم انشغال الإخوان بالوطن والحدود، والتزامهم بأفكار الخلافة والأمة، لأن تاريخ الحركة الوطنية المصرية يذكر للإخوان أنهم قادوا معسكرات محاربة الاحتلال الإنجليزي فى الإسماعيلية، وان بعض شبابهم، (عمر شاهين وأحمد المنيسى)، قتلوا أثناء تلك المعارك. وأشار هويدي في مقاله اليوم الخميس بجريدة "الشروق" المصرية تعليقا على شكل الحوار وليس مضمونه أن السيسي حين سئل عن ترشحه للرئاسة لم يستبعد ذلك الاحتمال، كما أنه أعاد تأويل كلامه السابق الذي حذر فيه من دخول الجيش في السياسة، معتبرا أن الكلام لا ينبغي أن يبتسر وأن يقرأ في سياقه. وقال هويدي إن السيسي الذي نشرت له الصحيفة صاحبة الحوار 28 صورة متعددة الأحجام ومن زوايا مختلفة تمنى أن يحظى ببعض الثقة التي أولاها الناس للرئيس جمال عبد الناصر، لترسيخ الفكرة التي لا يتبناها بعض الناصريين في مصر فحسب، ولكنها تلقى أيضا ترحيبا وتشجيعا من بعض الدول الخليجية التي سارعت إلى تأييده ومباركته، أما المفارقة –بحسب الكاتب- فهي أن الأطراف الخليجية حاربت عبدالناصر بالسلاح فى اليمن في الستينيات، هى التى تقود مباركة ترشيح السيسى فى المحيط العربى. وكشف هويدي أنه إشارة السيسى إلى الرؤية الاستراتيجية، إلا انه لم يشر بكلمة إلى التحديات والحسابات الاستراتيجية الخارجية التى تواجه مصر، فلا تطرق إلى علاقة مصر بمحيطها العربى، ولا إلى موقفها من التغول والاستيطان الإسرائيلى. الذى يهدد بتصفية القضية الفلسطينية، ولا تحدث عن العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التى ما فتئ مسئولوها العسكريون يتحدثون عن التحالف الاستراتيجى مع الجيش المصرى. ومن التناقضات التي يحملها حديث السيسي تمثله للرئيس جمال عبدالناصر وإعجابه بشخصه، وكذلك إعجابه بالسادات الذي كان مشروعه في جملته على النقيض من مشروع عبد الناصر، رغم الانجاز الذي حققه في حرب عام 73، كما لم يتطرق السيسي للحديث عن وضع سيناء خلال الفترة التي شهدت حكم الرئيس محمد مرسي والتي أشاعت بعض الأطراف أن الأنفاق التي تصلها بقطاع عزة تشكل مصدرا لعدم استقرارها وأحد عوامل تهديد الأمن المصري، ولم يستبعد هويدي ذلك لأن الفريق السيسى حين كان رئيسا للمخابرات العسكرية كان طرفا في غرفة عمليات شاركت فيها قيادة حماس وكانت مهمتها الحفاظ على أمن سيناء. وقال هويدي إن السيسى قدم تقييما لفترة حكم الدكتور مرسى، وهو ما يستحق التقدير والاحترام، لكن ذلك يظل قراءة من جانب واحد، يتعذر على المرء ان يسلم بها إذا كان منصفا إلا إذا سمع رأى الطرف الآخر ورده على ما نسب إليه.