"الثورة التي حدثت لم تقطع طريقا أو تنتهك حرمة منشأة عامة أو خاصة، بل إن أجساد الثوار هي التي حمت المتحف المصري ومبنى التليفزيون من البلطجية الذين ظنوا أن الثورة فرصة للنهب، وهم أنفسهم الثوار الذين لم يعطِّلوا العمل في مجمع التحرير طوال 18 يوما، أو يقوموا بوقف قطارات المترو بالقوة، وهم أنفسهم الثوار الذين شكلوا لجانا شعبية للتصدي لقطاع الطرق والبلطجية، بل هم الذين ذهبوا لقصر الاتحادية ليهتفوا برحيل مبارك دون أن يكون معهم طوب أو خرطوش أو مولوتوف.. هذه هي الثورة وهؤلاء هم الثوار". هذا جزء من إحدى مقالات الزميل الكبير الإعلامي أحمد سبيع، مدير ومراسل قناة الأقصى بالقاهرة، وعضو نقابة الصحفيين، الذي اعتقلته سلطات الانقلاب الجمعة 4 أكتوبر، بعد عودته من مظاهرات رفض الانقلاب لمنزله بتهمة التحريض على العنف"!!"، لينضم لقائمة طويلة من رهائن الحقيقة في سجون الانقلاب العسكري الدموي. وقد تكون شهادتي مجروحة في أحد أساتذتي المقاومين النبلاء، ولكن يكفيه أن سمعته المهنية الطيبة تسبقه، وتحلق في عنان السماء، لتكون لعنة على الانقلابيين الذين حرموه من حقه في الحرية، بعد أن دمروا مكتب قناة الأقصى بالقاهرة ومركزه الإعلامي، ليصبح مسلوب الحرية ومهدور الحق في الأمان، رغم أنه أحد أعضاء السلطة الرابعة التي تباكي عليها كذابو الزفة المشاركون في مخطط "الأذرع" الانقلابية الذي كشفه فيديو "عمر ونوال". وينضم سبيع بذلك إلى قائمة طويلة من الأحرار المعتقلين والمحتجزين تعسفيا، منهم: محسن راضي، وابراهيم الدراوي، وحسن خضري، وعبد الله الشامي، ومحمد بدر، وشريف منصور، وأحمد أبو دراع، وسامحي مصطفى، ومحمد العادلي، وعبد الله الفخراني ومحمد ربيع، وعماد أبو زيد، وسيد موسى، وأسامة عز الدين، وأماني كمال، الذين يسجلون بكل إباء وعزة تاريخا جديدا في الإعلام المصري، يسطر لمرحلة بيضاء جديدة، ويدين المرحلة السوداء الحالية التي تعد أسود مراحل الإعلام المصري بسبب إرهاب الانقلابيين. إن الانقلاب يثبت كل يوم أنه عدو سافر للصحافة والإعلام في مصر، كما يثبت مجلس نقابة الصحفيين الحالي مع كل انتهاك أنه لا يمثل الصحفيين، وغير قادر على انتزاع حقوقهم وحماية حرياتهم، وأنه أفشل وأعجز مجلس في تاريخ نقابة الصحفيين، فلا هو رحل وتساوى بالنشطاء، ولا هو بقي وتساوى بالعظماء. وهنا لا يعنينا لون النقيب ولا ميوله السياسية، ولا وصفه لما حدث في 3 يوليو الأسود، فنقابة الصحفيين لها تقاليد وقيم، وأواصر زمالة، ولوائح واضحة، وتاريخ نضالي معروف ضد المستبدين، ولا نحب أن يسطر التاريخ عن رشوان ومجلسه أنهم قاموا بتأجير النقابة لسلطات الانقلاب "مفروش" لأعمال منافية للحريات!. إن سبيع ورفاقه من رهائن الحقيقة، أبطال فوق الخوف والقهر والسجان الجبان، والحقيقة ستبقى دوما أقوى من الرصاص والقمع والإرهاب، ولكن هؤلاء الرهائن وغيرهم ينتظرون من الجميع مواصلة الوفاء للشهداء والمعتقلين، وقيادة الثورة حتى إسقاط الانقلاب وعودة الجيش لثكناته، وعودة الشرعية الدستورية كاملة، وتحرير الصحافة والإعلاميين وإنقاذ مصر وكل المصريين. إن منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين والإعلاميين مطالبين بسرعة التحرك، وتصعيد دورهم الرقابي والقانوني في ملاحقة الانقلابيين الكارهين للحقيقة، وتسليط الضوء على رهائن الحقيقة في سجون الانقلاب حتى إسقاطه، وبدء محاكمة قياداته على كل ما اقترفت أيديهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). ___________________ منسق حركة "صحفيون من أجل الإصلاح"