لا حرمة للموت ولا كرامة للوطن عند جنرالات العسكر؛ الأمر الذي جعل إحدى المذيعات تقع في خطأ فادح أثناء قراءتها لخبر يتناول وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي, قائلةً في نهاية الخبر:”تم الإرسال من جهاز سامسونج”، في إشارة إلى المصدر الذي تم من خلاله إرسال الخبر، ما أثار تكهنات حول تلقّي القناة الخبر بذات النص من جهة سيادية ربما تكون المخابرات التي يديرها عباس كامل الذراع اليمني للسفيه السيسي. وقالت المذيعة بقناة “إكسترا نيوز” في إشارة إلى الرئيس الشهيد: إنه “تم وضع المذكور تحت الرعاية الطبية الدورية منذ نوفمبر 2017، وتقديم العلاج له بشكل دوري، وأكد المصدر أن جميع الوثائق الطبية التي تؤكد تقديم الرعاية الصحية موجودة”. عباس كامل يرسل التعليمات من بيلاروسيا من جهز سامسونجوالمذيعة المسكينة وجدت الميل المرسل كما هو على جهاز القارئ "الأوتوكيو"#مرسي_شهيداً Gepostet von عبدالعزيز مجاهد am Dienstag, 18. Juni 2019 تم الإرسال..! وختمت المذيعة بالقول: “تم الإرسال من جهاز سامسونج”، في إشارة إلى المصدر الذي تم من خلاله إرسال الخبر، وهو ما أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق الإعلامي عبد العزيز مجاهد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلاً: "عباس كامل يرسل التعليمات من بيلاروسيا من جهاز سامسونج، والمذيعة المسكينة وجدت الميل المرسل كما هو على جهاز القارئ “الأوتوكيو”. ووسط ردود فعل دولية ساخنة إثر وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي، خلال جلسة محاكمته عصر أمس الاثنين، تنتاب حالة خفوت الأوساط المصرية، وفي الوقت الذي اكتفت فيه عصابة الانقلاب عبر التلفزيون الرسمي بإعلان خبر عن وفاته ثم صدر بيانان للنائب العام نبيل صادق حول تفاصيل الوفاة وتصريح بدفن الجثة، توالت الإدانات محليا وإقليميا ودوليا على المستويين الشعبي والحقوقي في المجمل. ولم تصف عصابة الانقلاب الرئيس الشهيد مرسي ب”الرئيس” واكتفى بعضها باسمه وأخرى بالمتهم، في حين وصفته بيانات عربية وعالمية بالشهيد والمناضل وفقيد الديمقراطية، ووسط تراجع ملحوظ في التدفق الخبري بأغلب المواقع الإلكترونية المؤيدة للانقلاب في تغطية الحادث، لاسيما وهو أول حالة وفاة لرئيس داخل محبسه وأثناء محاكمته، لم تشهد الشوارع أي حراك بارز يندد بظروف الوفاة، وسط حديث وسائل إعلام عن تشديد أمني ستشهده البلاد. في المقابل، تصدر هاشتاج “السيسي قتل الرئيس مرسي” تويتر في مصر والعالم بعد الإعلان عن وفاته وسط حالة من الحزن والغضب على ما اعتبروه إهمالا طبيا أدى لوفاته، كما نعته شخصيات عامة وحركات معارضة للانقلاب بينها حركة 6 أبريل. وكتب العالم الإسلامي أحمد الريسوني مقالا بخصوص وفاة الرئيس عنونه “الشهيد محمد مرسي.. قتلوه جميعا”، وقال :”حالة الدكتور محمد مرسي تُشكِّل وصمة عار وراية غدر، للمتآمرين المجرمين من آل سعود وآل نهيان، الضالعين في قتل الشهيد محمد مرسي، والوالغين في دماء المصريين والليبيين واليمنيين والسودانيين، وغيرهم من المسلمين”. قتلوه ويبدو خيار التصعيد مطروحا بقوة، لا سيما بعد اتهامات صادرة رسميا عن جماعة الإخوان المسلمين، في بيان، بعنوان “اغتيال الرئيس محمد مرسي”، تضمن اتهاما مباشرا وصريحا لعصابة الانقلاب بقتل “مرسي ببطء”، وأضاف البيان: “وضعوه في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت 5 سنوات، ومنعوا عنه الدواء، وقدموا له طعاما سيئا ومنعوا عنه الأطباء والمحامين وحتى التواصل مع الأهل، منعوه من أبسط حقوقه الإنسانية، فقد كان الهدف قتله بالبطيء”. وعلى غرار الطريقة نفسها التي قتل بها الرئيس الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات”، جاء اتهام القيادي بحزب “الحرية والعدالة”، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق “عمرو دراج”، للسفيه “السيسي” بالقتل العمد للرئيس الشهيد محمد مرسي، وطالب في تصريحات لبرنامج “ما وراء الخبر” على فضائية “الجزيرة”، بفتح تحقيق دولي في ملابسات وظروف وفاة “مرسي”، كما طالب بإجراء كشف طبي ومعاينة للجثة تحت رقابة دولية. إزاء ذلك، قد تعد وفاة الرئيس الشهيد مرسي حلقة في مسلسل احتدام الصراع بين جماعة الإخوان وعصابة السيسي، والأولى قد لا تقبل بأية مصالحة في ظل الغموض الذي اكتنف ظروف الوفاة، بل قد تدفع الجماعة للتشدد إزاء قبول أية مصالحة مستقبلا، واعتبار ذلك نوعا من الخيانة للرئيس الراحل، فضلا عن المطالبة بتحقيق دولي لكشف ملابسات الوفاة. في المقابل أيضا، قد تواصل عصابة السيسي حربها ضد الإخوان، والإجهاز عليها، دون منحها فرصة لالتقاط الأنفاس، باعتبارها العدو اللدود لحكمه، مع استمرار سياسة القتل البطئ لقيادات الجماعة، خلف الأسوار، بعدما نجح في التخلص من الرئيس الشهيد مرسي، ومن قبله مرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف، وعضو مكتب الإرشاد عبدالعظيم الشرقاوي وآخرين.