"اليوم أكملت لكم برنامجي ورضيت لكم التنمية منهجًا"، مانشيت تصدر صحيفة تديرها السيدة "إلهام شرشر" زوجة اللواء حبيب العادلي، وزير داخلية المخلوع مبارك ومدبر تفجيرات الكنائس الشهيرة، قابلها نشطاء بسخرية واسعة فيما قال مراقبون إنها علامة أكيدة على أن السفيه قفز قفزات واسعة في القمع وادعاء الألوهية فوق رؤوس المصريين. إن ما يفعله السفيه السيسي الآن يتطابق مع ما فعله فرعون منذ لحظة إعلان الألوهية – التفويض- وحتى القتل وإهلاك الحرث والنسل، ولكن الطغاة دائماً لا يعتبرون، تقول الناشطة أريج الجنة:"هي وصلت لكدة ؟!!….كدا ناقص ابني لي يا عباس علي الطين صرحاً"، فيما يعلق ناشط آخر على عنوان الصحيفة بالقول:"من اعاجيب الاخبار في الصورة "تنقية جداول الناخبين من الارهابيين استعدادا لمعركة الرئاسة". مضيفًا:"يعنى هما الارهابيين هيروحو ينتخبو ليه ما كفاية عليهم التفجيرات و كدة.و هيعرفو الارهابيين في الجداول ازاى؟ او انهم في الاصل مش ارهابيين. و كمان هو احنا عندنا انتخابات رئاسية و معركة كماااان". فيما يقول عمرو عبد الهادي، المتحدث باسم جبهة الضمير :" حينما يكون الحاكم هكذا فبالتأكيد كل مؤسسات الدولة ستكون منحطة، فيه ناس اقتنعوا ان السيسي هو المسيح الدجال، المسيح الدجال هيجيب معاه خير علشان يقنع الناس بالكفر، انما السيسي يأجوج و مأجوج الي بوروا الارض الي بيمروا فيها". هامان والسيسي اعتقد السفيه السيسي أنه "الواحد القهار" وأن من يواجههم هم " الكفار"، وأخذ يقتل الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ والأعجب يوم أن خرج على قومه فى زينته من خلف نظارته السوداء التى تعبر عن قلب أسود يمتلئ بالكراهية العمياء، ليطلب " تفويض" ليقتل الشعب الثائر الذى أعلن رفضه للانقلاب الدموي العسكري فى 3 يوليو. أما اللواء عباس كامل عسكري ترعرع في المخابرات الحربية، ارتبط اسمه بالسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وبالتسريبات المنهمرة التي كان مكتب السفيه محورها، والتي أبرزت دور الرجل بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، كلفه السيسي بداية 2018 بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد لها. وبرز اسم كامل في بعض الملفات التي أدارها بعد الانقلاب، وخاصة فيما يعرف إعلاميا ب "قضية التخابر مع قطر"، المتهم فيها الرئيس محمد مرسي وآخرون، حيث تولى رئاسة ما سميت لجنة الخبراء المكلفة بفحص أحراز الهزلية لضمان انتقام أكبر من ثورة يناير ورمزها الرئيس محمد مرسي. كما أن السلطات الإيطالية طلبت رسميا من العسكر تسليم كامل للأمن الإيطالي، لتورطه في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وهو التورط الذي كشفت عنه الصحيفة الإيطالية "لاريبوبليكا" في تقرير سابق لها، ووصفت كامل بأنه أحد أقوى رجال عصابة الانقلاب واليد اليمنى القوية للسفيه السيسي. وظهر اسم كامل، للمرة الأولى، عندما تم تسريب التسجيل الصوتي لحوار رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم"، الكاتب ياسر رزق، مع السفيه السيسي الذي كان حينها وزيراً للدفاع، إذ وجّه رزق سؤالاً للسفيه السيسي بشأن عدد ضحايا وشهداء فض اعتصام رابعة العدوية، فقال له السفيه السيسي "اسألوا عباس"، وتوالت بعد ذلك التسريبات حتى بات عباس هو بطلها الأول بلا منازع، للدرجة التي دفعت فضائية "مكملين"، صاحبة التسريبات لتسميتها ب"تسريبات مكتب السيسي". العصابة العسكرية ويُعرف عباس بأنه قائد الأذرع الإعلامية مقدمي برامج ال"توك شو"، ورؤساء تحرير الصحف، فهو يوجّه دفّة الإعلام كما يحلو له، سواء لتسويق القرارات التي يتخذها السفيه السيسي أو التمهيد للقرارات الجديدة تارة، وتارة أخرى يوجهها للهجوم على أي شخصية أو كيان يعلن معارضته للسفيه. يقول المحلل السياسي محمد عبد الحليم بركات :" ثمة عناصر تشابه بين دوري جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، واللواء عباس كامل إذ إن كلاً منهما تحكم في آلة الدعاية الإعلامية من أجل الترويج للنظام السياسي، عبر دعاية موجهة تهدف إلى التحكم في الجماهير وردود أفعالها، كما يؤكد خبراء ومختصون في مجال الإعلام". مضيفًا:" لكن الفارق بين جوزيف غوبلز وعباس كامل ؛ يتمثل في أن غوبلز كان في الأصل رجلا مثقفاً وضع مخزونه المعرفي والإعلامي في خدمة الفاشية، في حين أن عباس كامل عسكري تدرج في الرتب وفقاً للنظام العسكري، وليس له أي خلفيه ثقافية، غير أن الرجلين في النهاية وإن كانا قد نجحا في تضليل الشعب، إلا أن النهاية كانت سيئة في الحالة الأولى، وربما تكون أسوأ في الحالة الثانية".