توقعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تجميد الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن التي كان مقررا الإعلان عنها في أعقاب عيد الفطر المبارك، وأرجعت أسباب ذلك إلى فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية الأمر الذي أفضى إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة في 17 سبتمبر المقبل. وقالت المجلة في تقرير لها تحلل فيه المشهد إن إجراء انتخابات برلمانية جديدة في إسرائيل من شأنه تجميد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتسوية القضية الفلسطينية في المستقبل القريب؛ حيث تتوقع المجلة مع التوجه لإجراء انتخابات برلمانية جديدة أن ينأى نتنياهو بنفسه عن أي إشارة إلى تنازلات محتملة للفلسطينيين في أي اتفاق مستقبلي، كي يستطيع السيطرة على قاعدته اليمينية المتشددة. وبحسب التقرير، يمثل ذلك نكسة كبيرة لفريق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي كان يستعد لإعلان تفاصيل صفقة القرن بعد إعلان نتنياهو تشكيل الحكومة. وتعمل الإدارة الأمريكية منذ عام 2017 على صياغة مبادرة سلام، لكنها أرجأت الإعلان عنها لما بعد الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل الحكومة لتجنب التسبب في صعوبات سياسية أمام نتنياهو. وحاول ترمب الأسبوع الماضي دعم نتنياهو، عبر تغريدة تمنى فيها نجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة. وبحسب التقرير فإن فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة يقيد أيضا مساحة المناورة لديه بعد تحرك المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت لتوجيه اتهامات لنتنياهو في قضايا فساد. وتضيف أن هذا الفشل أيضا يهدد مساعي حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، لتمرير قانون يمنحه حصانة بأثر رجعي من المقاضاة وقانون لتمكين البرلمان من تجاوز قرارات المحكمة العليا. وينقل التقرير عن دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل: “لا يوجد مجال حقيقي لتقديم خطة خلال الحملة الانتخابية الإسرائيلية. الآن، عليك أن تبدأ حساب الوقت من جديد. وأقرب وقت ستكون فيه حكومة (إسرائيلية) هو نوفمبر. بحلول ذلك الوقت، سيكون ترمب قد دخل في سياسات عام الانتخابات، وسيصبح ذلك عاملا مهما. لذلك، هناك إمكانية لعدم إعلان هذه الخطة على الإطلاق”. الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية جديدة جاء بالتزامن مع زيارة مستشار ترمب وصهره جاريد كوشنير والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات إلى الكيان الصهيوني حيث التقيا نتنياهو لكن لم يصدر إعلان عن تفاصيل ما جرى في اللقاء. زيارة الرجلين لإسرائيل جاءت ضمن جولة في منطقة الشرق الأوسط لوضع الأسس لعقد مؤتمر إقليمي في البحرين الشهر المقبل يتوقع أن يمثل الجزء الاقتصادي من صفقة القرن. لكن السلطة الفلسطينية أعلنت عن مقاطعة هذا المؤتمر.