أتربة.. أوراق.. أبواب مغلقة، إنه سجل مدني "أبو تيج"، وقد تحول من خلية عمل إلى كومة أتربة، بعد ما تعطل جهاز الكمبيوتر الخاص بالسجل منذ شهرين، وهو بمثابة قلب نظام العمل به. عن طريق هذا الجهاز يتم استخراج الشهادات التي يحتاجها المواطن، (الميلاد والوفاة والزواج.. وغيرها)، بالإضافة إلى بطاقة الرقم القومي التي اختفت استمارات طلب الحصول عليها. داخل مكتب سجل مدني أبو تيج كاميرا تصوير جهاز بطاقات الرقم القومي مكسورة، وكشاف الإضاءة لا يعمل، والتكييف الخاص بغرفة جهاز التصوير معطل، ولا يوجد أي مراوح للتهوية، حيث يتعرض جهاز الكمبيوتر الخاص بالتصوير للاحتراق من شدة درجة الحرارة داخل الغرفة، ما يسبب حالة نفسية سيئة تعيشها موظفة التصوير على الجهاز. مقر السجل المدني أيضا بدون عامل نظافة، وتقوم الموظفة بتنظيف الغرفة التي تعمل بها. يقول جمال فرغلي مدير سجل مدني أبوتيج: "جهاز الكمبيوتر عطلان منذ شهرين، وأبلغنا به الإدارة بأسيوط، وتم نقله إلى الإدارة بمحافظة أسيوط، ولكنه يحتاج السفر إلى القاهرة؛ حتى يتم برمجته وإعطائه خطا مدنيا، فهو ليس جهازا عاديا، ويحتاج إلى سيارة خاصة تنقله للقاهرة، وبسبب الظروف الأمنية السيئة نسى وسط الزحام". ويضيف: "لدنيا هنا غرفة لتواجد الضباط أو أفراد الأمن، لكن يتواجد لدينا فقط أمين شرطة واحد يحمي كل هذا المكان بما يحويه من أوراق مهمة". وتقول م ع أ (موظفة): "أحد المواطنين قام بضرب كاميرا تصوير استخراج بطاقات الرقم القومي، ما أدى إلى كسرها، ناهيك عن الشتائم والسباب الذي نتلقاه من المواطنين؛ لعدم سرعة إنجاز أوراقهم؛ نظرا للضغط الشديد في ظل أجهزة متهالكة وعدم توافر الأمن، ومنذ ثورة 25 يناير لم يأتي ضابط الشرطة المكلف بحراسة السجل، ويتواجد فقط أمين شرطة في "زي فلاحي" ولا يستطيع عمل أي شيء". ويقول الحاج محمد صديق متجهما: "دائما يقولون لنا إن الكمبيوتر عطلان، وكل مرة يقولوا: تعالى بعد يومين، وحالنا معطل، شوف لينا حل". ويلتقط الحديث الحاج عمر توفيق فيقول: "الجهاز معطل منذ شهرين، وكل يوم نروح مركز صدفا ونقف في الطابور حتى الساعة 2 بعد الظهر ونرجع وورقنا مش خلصان". وشرح لنا ذكي ميلاد، أمين الشرطة المكلف بحراسة سجل مدني أبوتيج، أنه غير قادر على ضبط سلوك المواطنين تجاه المواظفين من شتائم وسباب، كما أنه لا يستطيع عمل محضر للمواطن المتعدي إلا بعد أن يقوم الموظف بعمل مذكرة بالتعدي عليه ويذهبان معا إلى القسم، مشيرا إلى أن كثيرا من الموظفين لا يرغب في عمل هكذا مذكرة؛ لأنه لا يحصل على حقه في النهاية، و"مش بياخد غير البهدلة في الذهاب إلى القسم ثم النيابة"، وقد لا تستطيع النيابة إثبات حقه. رابط الفيديوهات: http://www.mediafire.com/?jjc5xlta74ya1