في فوضى جديدة بدولة القمع التي يعيشها المصريون تحت ظل حكم الانقلاب العسكري، وقعت اشتباكات وحرب شوارع بين عائلتين في جنوب محافظة قنا بصعيد مصر، راح ضحيتها شخص وأصيب آخر بعدة طلقات نارية. واندلعت الاشتباكات المسلحة إثر مشاجرة بين شباب استخدمت فيها الأسلحة النارية وراح ضحيتها شخص وأصيب آخر، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى قفط التعليمي، والمصاب تم نقله إلى مستشفى قنا العام. ولم تتحرك قوات الأمن لفض الاشتباكات المسلحة التي أدلت لحالة هلع بين المواطنين، إلا بعدما انتهت الاشتباكات وأسفرت عن قتل وإصابات، وفرضت الأجهزة الأمنية حاجزا أمنيا، حول موقع الاشتباكات لمنع تبادل إطلاق النار بين العائلتين، وتواصلت مع كبار أفراد العائلتين لوقف إطلاق النار وضبط المتهمين. ودائما ما تكشف عائلات الصعيد عن انهيار دولة الأمن المزعومة، حيث تتجدد الاشتباكات بين العائلات في الصعيد بين الحين والأخر، دون تدخل قوات الأمن إلا لعقد جلسات الصلح التي تنتهي سريعا ويعود الاشتباك مجددا. ومن بين الاشتباكات الدامية المعركة التي حدثت بين عائلتين في محافظة قنا بالنيران وبالأسلحة الثقيلة، في غياب تام لقوات أمن الانقلاب. وأظهر مقطع فيديو، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبادل إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة بين المتحاربين دون أي وجود لقوات الأمن، وظهر أحد المسلحين وهو يقوم بحمل رشاش ثقيل مدجج بمئات الرصاصات ومثبت على الأرض، ويقوم بإطلاق النار بشكل عشوائي. وتستمر الفوضى التي أسس لها نظام الانقلاب بعد أن غلب لغة القوة والسلاح على لغة الحق والعدل، الأمر الذي حاصر عقليات الكثير من المصريين، في أن حمل السلاح لأخذ الحق هو المؤهل الوحيد في دولة السيسي. الفوضى منتشرة ولا يكاد يمر يوم في مصر خلال الآونة الأخيرة إلا وتحدث اشتباكات بين المواطنين في كل ربوع مصر، خاصة في الصعيد، التي تعد الأخطر في انتشار الأسلحة الآلية بين العائلات الكبيرة، المشهد الذي تسفر نهايته عن قتلى وجرحي بالعشرات نتيجة غياب الأمن، ويكون أغلب الضحايا من البسطاء المارين الذين لم يكن لهم ناقة ولا جمل في هذه المعارك الدائرة. وكان من بين هذه المشاجرات ما حدث من اشتباكات دامية بين عائلتين بقرية سيف الدين بمدينة الزرقا التابعة لمحافظة دمياط، حيث قام كلا من العائلتين بالمشاجرة بالأسلحة النارية، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص أغلبهم بجروح خطيرة. وكالعادة انتظرت قوات أمن الانقلاب حتى يجهز المشتبكون على بعضهم، وبعد انتهاء المعركة وإصابة البعض، دفعت أجهزة أمن الانقلاب بتشكيلاتها الأمنية للسيطرة على المشاجرة الدامية بالقرية، وتم القبض على عدد من العائلتين أطراف المشاجرة. وسجلت حالات الفوضى في مختلف المحافظات حالة اعتيادية يدفع ثمنها الموطنون يوميا، ما بين قتل عشوائي وإصابات، وتكسير واجهات محلات وانتشار العنف وفوضى السلاح في ظل غياب سلطة القانون وتقاعس الشرطة في مكافحة العنف والجريمة، فضلا عن انتشار أعمال السطو والسرقة في وضح النهار، إضافة لانتشار سرقة الأعضاء البشرية، التي سجلت أرقاما عالمية في مصر، وسط غياب القانون. ولم تكن هذه الاشتباكات حالة عارضة، حيث سبقتها عشرات الاشتباكات المسلحة بين عائلات الصعيد وفي القاهرة نفسها، ولعل أبرزها الاشتباكات المسلحة التي دارت بين عائلتي “بني هلال” و”أبوعمره” بالأقصر، وراح ضحيتها الكثير من القتلى والمصابين. واتسعت الفوضى في دولة السيسي للاشتباك بين الجيش والشرطة، فقد تزايدت الاشتباكات بصورة لافتة، فخلال عام 2014 شهد أكثر من 4 حوادث يقوم فيها عناصر من الجيش بمحاصرة أقسام الشرطة، واعتقال ضباط من القسم، بسبب الانتصار لضابط في كتيبة على حساب ضابط في قسم شرطة، اختلف كل منهما فاشتبكا، فاستدعى كل منهما رجاله، للوقوف في وجه الآخر، وهي ما مثلت فضيحة لما تشهدها أي دولة في العالم، فضلا عن فضائح أخرى كثيرة، أبرزها القبض على ضابط وأمين شرطة، وتصويرهما في كتيبة للجيش في طابور ذنب، إثر خلاف بين ضابطين من الجيش والشرطة.