استقال عدد من أعضاء الحزب الحاكم في الجزائر، اليوم الجمعة، معلنين انضمامهم للتظاهرات ضد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، كما أعلن حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر أنه يسعى لتسليم آمن للسلطة عبر عملية ديمقراطية. وتأتي تلك التصدعات على وقع نزول المتظاهرين للشوارع للجمعة الثالثة على التوالي، منذ صباح اليوم في العاصمة الجزائرية تحت شعار “يوم الكرامة” رفضا لترشح بوتفليقة ل”عهدة” ولاية خامسة. وتواصلت المظاهرات بعد صلاة الجمعة، بكثافة واستمر وصول رجال ونساء رافعين أو ملتحفين بالعلم الجزائري إلى ساحة البريد في قلب العاصمة. وجاءت تلبية الجزائريين بالآلاف لتوصيات انتشرت عبر الإنترنت بعنوان “التوصيات ال18 لمتظاهري الثامن من مارس” التي أصرت على الطابع السلمي للتظاهر وتدعو المحتجين إلى جعل يوم الجمعة “يوم احتفال” والتزود “بالمحبة والإيمان والأعلام الجزائرية والورود”. “سلميا وبهدوء سأسير” وبين هذه الوصايا التي وضعها الشاعر والكاتب لزهاري لبتر “سلميا وبهدوء سأسير” و”لن أرد على أي استفزاز” و”سأعزل المخربين وأسلمهم للشرطة” و”لن أرمي حجارة واحدة ولن أكسر زجاجا واحدا” و”بعد المسيرة سأنظف” الشوارع. ودعم النشاط على الانترنت، ما أعلنته العديد من الفروع النقابية المحسوبة على نقابة الاتحاد العام للعمال تمردها على القيادة ودعمها للحراك الشعبي، كما دعت الاتحادية الوطنية لعمال وموظفي قطاع التعليم إلى إضراب عام خمسة أيام بداية من الأحد. وهران وقسنطينة وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الجزائريين نظموا مظاهرات أخرى، في أنحاء البلاد خصوصا في وهران (غرب) وقسنطينة (شرق) ثاني وثالث أكبر مدن البلاد، فضلا عن مظاهرة كبيرة أيضا في بجاية في منطقة القبائل. وأضافت أن المظاهرات تأتي على الرغم من تحذير الرئيس بوتفليقة أمس الخميس في رسالة وجهها إلى مواطنيه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، من مخاطر “الفتنة” و”الفوضى”. قابلها دعوة من الاتحاد الوطني للمحامين وتجمع محامون من أجل الحرية أمس قرب مقر المجلس الدستوري وسط الجزائر للتعبير عن رفضهم لترشح بوتفليقة، وتخطى بعضهم الحواجز الأمنية ووصلوا مقر المجلس، لكن نقيب المحامين قال إن المجلس الدستوري رفض تسلم رسالة موجهة إلى الرئيس. إلا أن الرئيس دعا في رسالته إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات”. جميلة بوحريد وشارك العديد من المثقفين والمناضلين الجزائريين ومنهم المناضلة الثمانينية “جميلة بوحريد” وطسف متنوع من السياسيين الجزائريين، وهو ما جعل المفكر العربي بسام جعارة يكتب “الوا ان الأوجاع التي خلفتها “العشرية السوداء” في الجزائر ستحول دون نزول الملايين الى الشوارع و.. نزلوا ..الآلام التي خلفتها مجزرة “رابعة” في القاهرة لن تمنع نزول الملايين لسحق السيسي وعصابته”. أما المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت فكتب :”في هذه اللحظات يصنع التاريخ في الجزائر..سعدت البارحة بمتابعة واسعة من اخواني المعلقة قلوبهم بما يجري في البلاد..فحيا الله احرار الامة في كل مكان…”. وأضاف في تغريدة سابقة أن “عزيمة وتحدي ووعي لم يسبق لهم مثيلا…وموعد مع التاريخ لن يخلفه الجزائريون بإذن الله وشعور بالحرية ينبعث من جديد في قلوب الشعوب المستضعفة في مشارق الأرض ومغاربها…تحرر الجزائر سيعيد الأمل لامة بأكملها لتعود لتصنع التاريخ وتقيم الحضارة…حيّا الله احرار الامة في كل مكان وزمان”. وامتدحت الكاتبة أحلام مستغانمي المشاركة النسائية ضمن فعاليات الانتفاضة الجزائرية وقالت: “صبايا الجزائر لا خوف . . لا رعب.. الجزائر ملك الشعب”.