أكد خالد القزاز، سكرتير العلاقات الخارجية السابق للرئيس محمد مرسي، أنه بصفته “الشاهد الرئيسي للأحداث الأخيرة، ورغم ما استطاع الفيلم توثيقه كما ذكرت؛ فإنني أبدي بعض التحفظ على صورة معينة فُرضت على المشاهد في بداية الفيلم، وتم توظيف أجزاء من الشهادات لخدمة هذه الصورة”. وأضاف في جانب من إعادة شهادته بمقال على موقع “الجزيرة نت”، أن “ما دفعني للتعليق هنا هو أنني وجدت هذه الصورة المغلوطة قد استقرت عند كثير من المشاهدين بشأن حقيقة إدراكنا لما يُحاك حولنا. فما غاب عن الفيلم -رغم أنه تم توثيقه خلال اللقاء- هو: متى وكيف واجهنا كفريق محاولات الانقلاب المختلفة؟” وقائع وشهادة وأشار في مقاله الذي جاء بعنوان “ما لم يذكره وثائقي “الساعات الأخيرة” على الجزيرة” إلى أن إحدى الوقائع التي ذكرتها وللأسف لم تُعرض بالكامل، وهي تحديدا واقعة العشاء الرسمي؛ عندما أكد السيسي ضرورة الحفاظ على د. مرسي والمشروع الإسلامي، فللأسف لم يكمل الفيلم باقي هذه الرواية وأخطأ في وضع سياقها الزمني. وقال: “حدثت هذه الواقعة في الفترة الأولى لتولي الفريق السيسي وزارة الدفاع، وليس كما أشار الفيلم من أنها حدثت قرب النهاية. وأضاف: “والأهم من ذلك هو أنني ذكرت هذه القصة نموذجا لكوننا -كفريق رئاسي- كنا نتعامل مع هذا الرجل على أنه يتلاعب منذ البداية، وأنه يظهر ويقول شيئا ويضمر شيئا آخر”. ماذا أراد المخرج؟ وعن تحوير الشهادة قال القزاز: إنه “في اللحظة التالية لهذه النقطة، والتي لم ترد في الفيلم، سألني جمال الشيال: وماذا كان رد فعلك؟ فقلت له إني بصعوبة تمالكت نفسي حتى لا أضحك. وهو ما يخرج هذه الواقعة من السياق الذي وُضعت فيه، وهي أننا كفريق رئاسي كنا مغيبين ولم ندرك ما يحدث إلا بعد فوات الأوان، وهي الصورة التي أراد الفيلم أن يوصلها، وهي عملية الخداع التي قام بها الجيش فعليا”. وعاب على الفيلم عملية القص واللصق فقال: “وللأسف؛ لم يتعرض الفيلم لجزء كبير من الحوار الذي تم تسجيله معي، ربما لالتزام البرنامج بوقت محدد، أو ربما لكثرة الضيوف”. صورة مغلوطة وأعاد التأكيد أن الصورة المعينة التي أراد بها صناع الفيلم لفت الأنظار إلى طيبة الرئيس والفريق المصاحب له هي مغلوطة فقال: “وما دفعني للتعليق هنا هو أنني وجدت هذه الصورة المغلوطة قد استقرت عند كثير من المشاهدين بشأن حقيقة إدراكنا لما يُحاك حولنا. فما غاب عن الفيلم -رغم أنه تم توثيقه خلال اللقاء- هو: متى وكيف واجهنا كفريق محاولات الانقلاب المختلفة؟”. وعن كونها شهادة أكثر من كونها حكما على تصورات أجاب “وتعليقي هذا ليس بهدف تقييم ما إن كنا تصرفنا تصرفاً صحيحاً أو ناقصاً، ولا أحاول حتى أن ألتمس المبررات. ولكنني أنفي بشدة التناول السطحي للأحداث، وتصدير صورة أن الفريق الذي كان حول الرئيس لم يكن يعلم، وأنه خُدع بسهولة، وأنه لم يقاوِم”. تواطؤ ودعم إقليمي ودولي واتفق مع الفيلم كونه أقر بأشياء يراها هي الواقع فقال: “وكما ورد في الفيلم؛ قام الجيش بلعبة الخداع والاستخدام، فقد خدع من خدع واستخدم من استخدم، وفي النهاية تم الانقلاب بالدبابة وتجييش كل مؤسسات الدولة العميقة، وبدعم إقليمي وتعامي دولي، وتواطؤ -حتى ولو بنية حسنة- من القوى المدنية التي وفرت غطاء مدنيا له”. كما شكر للفيلم توثيق عدة مواقف: أولها؛ ما سماه د. عمرو دراج عملية الخداع الإستراتيجي التي قامت بها المؤسسة العسكرية المصرية طوال فترة من الزمن، ولعب عبد الفتاح السيسي فيها دورا محوريا. ثانيا؛ تم إلقاء الضوء على الدور الذي قامت به ما تسمى القوى المدنية في تهيئة وتسهيل قبول الانقلاب العسكري في الخارج، واستخدامهم لإتمام هذه الخدعة ثم الاستغناء عنهم. ثالثا؛ ألقى الفيلم الضوء على الدور الأمريكي وموقف واشنطن من الأطراف المختلفة أثناء الانقلاب، وتباين المواقف داخل الإدارة الأمريكية. وتم تناول دور بعض الدول الخليجية ومواقفهم ذلك الوقت. خاتمة التساؤلات وأضاف في خاتمة مقاله “والسؤال الأعمق الذي أنا على استعداد للتفاعل معه (دون ادّعاء للحكمة وبمعلوماتنا وقتها) هو: ما الذي كان بالإمكان؟ وماذا تم لإيقاف المؤسسة العسكرية -المستعدة لاستخدام القوة المُمِيتة- بأساليب سلمية ديمقراطية في ظل مطالب تنموية حقيقية بعد ثورة شعبية وضغوط وقيود دولية؟ وإذا لم يكن هناك وسيلة واضحة لذلك؛ فما هي الطريقة الأفضل التي كانت ممكنة للانسحاب بدون القضاء على روح الثورة”؟