قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء 26 فبراير 2019م، إن شراء أنقرة منظومة صواريخ “أس400” الدفاعية صفقة محسومة، وذلك رغم جهود واشنطن لإقناع أنقرة بشراء منظومة باتريوت الأميركية بدلا منها. ووفقا لقناة الجزيرة الإخبارية فقد حذّر مسؤولون من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي أنقرة من أنه لا يمكن دمج المنظومة الروسية في المنظومة الجوية الصاروخية للحلف، وأن شراء منظومة “أس400” سيُضعف احتمال شراء تركيا لمقاتلات “أف-35” من لوكهيد مارتن، وقد يؤدي إلى عقوبات أميركية. وسبق أن طلب مايك بنس نائب الرئيس الأميركي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن صفقة الصواريخ الروسية. وكان الرئيس أردوغان قال إن صفقة أنقرة مع موسكو لا رجعة عنها، لأن الصفقة الأميركية لم تلتزم بجميع المعايير التي تحتاجها تركيا. وذكر موقع “ميدل إيست آي” أن وزارة الدفاع الأميركية أعربت عن قلقها من أن رادار المنظومة الروسية يمكنه التجسس على الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة الأميركية “أف-“35. في السياق ذاته، قال مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، في تصريحات سابقة خلال الأيام الماضية، إن بلاده ستبدأ بتسلم أول دفعة من المنظومة الدفاعية الجوية الروسية “أس 400” في يوليو المقبل، على الرغم من المعارضة الأميركية لهذه الصفقة. وذكر دمير في تصريح لشبكة “أن تي في”، أن أول وحدة من صواريخ “أس 400” ستبدأ العمل في أكتوبر من العام الجاري. وبحصولها على المنظومة الروسية، ستصبح تركيا أول دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تحصل على نظام صواريخ أرض جو الروسي. وقالت أنقرة أكثر من مرة إنها ستنفذ صفقة شراء المنظومة الصاروخية الروسية رغم معارضة واشنطن، ونقلت وسائل إعلام تركية في وقت سابق عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه لا رجوع عن تنفيذ الصفقة التي أبرمتها أنقرة مع موسكو في سبتمبر 2018. مكالمة بنس وأورد موقع “ميدل إيست آي” في تقرير له منتصف فبراير الجاري، أن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي طلب من الرئيس التركي في مقابلة هاتفية التراجع عن صفقة “أس 400″، والاستعاضة عنها بمنظومة باتريوت الأميركية. وأشار الموقع البريطاني إلى أن طلب بنس يعود لقرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي صدّق عليه الكونغرس عام 2017 بمعاقبة الدول التي تعقد صفقات مع الصناعة العسكرية الروسية. نقل التكنولوجيا بدوره قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنه بالنسبة لتركيا لا توجد أي علاقة شرطية بين شراء صواريخ “إس 400” الروسية وباتريوت الأمريكية. وشدد قالن على أنه لا تغيير في موقف بلاده الرافض للاقتراحات التي تدعو للتخلي عن أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي الروسية “إس-400” مقابل أنظمة صواريخ “باتريوت” الأمريكية. وأشار إلى أن تركيا تشتري التكنولوجيا العسكرية التي ترغب بها من أي دولة تريد، بما يتماشى مع مصالح أمنها القومي وخططها العسكرية. ولفت إلى مقترح واشنطن المتعلق ببيع تركيا أنظمة باتريوت الدفاعية، مؤكدا استمرار المفاوضات في هذا الخصوص. وتابع “وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أبدت موقفا إيجابيا للكونغرس بشأن إنجاز هذه الصفقة”. وأوضح أن بلاده لديها 3 شروط لشراء منظومة باتريوت من واشنطن أولها السعر والثاني موعد التسليم والثالث نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك، مبينا أن المفاوضات في هذا الخصوص مستمرة. وأفاد قالن أن تركيا اتفقت مع روسيا بشأن سعر منظومة “إس 400″ وموعد تسليمها وإنتاجها بشكل مشترك. و”أس 400” منظومة صواريخ متطورة قادرة على تدمير أهداف من مسافات بعيدة، ويصل عدد الأهداف التي بإمكانها تتبعها في وقت واحد إلى ثلاثمئة، ويبلغ مدى تدمير الطائرات ما بين 3 و240 كيلومترا، وبإمكانها تدمير جميع أنواع المقاتلات واعتراض الصواريخ المجنحة. وفضلا عن قدرتها التدميرية، تحتاج منظومة “أس 400” فقط إلى خمس دقائق ليكون الصاروخ جاهزا للإطلاق، وقد بدأ الجيش الروسي بالتزود بها منذ عام 2007.