تحت 4 شعارات براقة، يقوم جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومستشاره لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، بجولة خليجية لتسويق ما تسمى بصفقة القرن للقضاء نهائيًا على القضية الفلسطينية وإهدار ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه. وأعلن بيان صادر عن السفارة الأمريكية في أبو ظبي اليوم الثلاثاء 26 فبراير 2019، أن كوشنر وغرينبلات بالإضافة إلى الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الإيرانية، براين هوك، التقوا الإثنين ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتم بحث “زيادة التعاون بين الولاياتالمتحدةوالإمارات، وجهود إدارة ترامب لتسهيل التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالإضافة إلى ذلك، بحثوا طرق تحسين المنطقة بأكملها عبر الاستثمار الاقتصادي”. كما التقى المسئولون الأمريكيون أيضا، الإثنين، في سلطنة عمان مع السلطان قابوس بن سعيد، وبحثوا معه جهود التسوية أيضًا، ومن المقرر أن تقدم واشنطن خطتها هذه للتسوية بعد الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في التاسع من أبريل المقبل. 4 شعارات خادعة وأكد كوشنر في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية” بثت الإثنين أنه سيزور ست دول في المنطقة، وتشمل الجولة الإمارات وسلطنة عمان والسعودية وقطر، وبحسب كوشنر “تركيزنا كان على 4 مبادئ في الخطة، المبدأ الأول هو الحرية، نريد أن ينعم الناس بالحرية، حرية الفرص والدين والعبادة بغض النظر عن معتقداتهم، بالإضافة إلى الاحترام، نريد أن تكون كرامة الناس مصانة وأن يحترموا بعضهم البعض ويستفيدوا من الفرص المتاحة لتحسين حياتهم من دون السماح لنزاعات الأجداد باختطاف مستقبل أطفالهم، وأخيرًا، الأمن”. “كوشنر” أكد أن صفقة القرن في طريقها للتطبيق، وبرَّر سرية التفاصيل بقوله: “في المفاوضات السابقة التي قُمنا بدراستها، وجدنا أن التفاصيل كانت تُسرب قبل نضوجها؛ ما يدفع السياسيين إلى الهروب من الخطة”، و”صفقة القرن” هي خطة تعمل عليها إدارة ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدسالمحتلة، وحق عودة اللاجئين. وتوقعت وسائل إعلام أمريكية أن يتم الكشف عن تفاصيل صفقة القرن بعد الانتخابات العامة المقررة في إسرائيل 9 أبريل المقبل. وتأتي جولة كوشنر في الوقت الذي يقود فيه “الاحتلل الإسرائيلي” حملة دبلوماسية علنيّة للتقرّب من دول الخليج، عبر سلطنة عمانوالإمارات؛ حيث يخيم قلق مشترك من سياسات إيران. في الوقت ذاته يبالغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المدعوم من إدارة ترامب في التسويق للتهديدات الإيرانية؛ باعتبارها تهديدا مشتركا للمنطقة والتسويق كذلك لتقارب المصالح المشتركة مع دول عربية؛ حيث هيمن ملف إيران على مؤتمر وارسو الذي عقد في وقت سابق الشهر الجاري. ويقول نتنياهو: إن هذا المؤتمر كان “منعطفا تاريخيا” بسبب وحدة الموقف بين إسرائيل والدول العربية حيال إيران.
غياب التفاصيل وبحسب “مونت كارلو” فقد تجنب مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، الكشف عن تفاصيل خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، أثناء زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، أولى محطات جولته الخليجية. وتضيف “مونت كارلو” أن كل ما أعلنه كوشنر يمكن تلخيصه في عبارته التي أكد فيها أن المقترحات الأمريكية تشمل خطة سياسية شديدة التفصيل وتتناول في الحقيقة تعيين الحدود وحل قضايا الوضع النهائي. وأكد المستشار الأمريكي ما كان قد أعلنه مسئولون أمريكيون من أنه سيركز خلال جولته الخليجية، التي تشمل البحرين، عمان، قطر والسعودية، على الجانب الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية، وهو ما يؤكد أن الهدف من الجولة الخليجية هو الدور الذي يمكن لدول هذه المنطقة أن تلعبه في الجانب الاقتصادي من صفقة القرن. إشارة كوشنر إلى الفرصة الكبيرة التي ستبرز مع حلول السلام تعيد إلى الأذهان تحركات وتطورات إقليمية، مثل إعطاء جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية وتحويل خليج العقبة، بالتالي، إلى ممر بحري دولي، ومشروع “نيوم” الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالشراكة مع الأردن ومصر، وهي تحركات رأى فيها بعض المحللين ملامح خجولة لمشروع يهدف لخلق شراكة إقليمية كبيرة اقتصادية بالدرجة الأولى يكون لإسرائيل مكان فيها، مع تجاهل الإشارة إلى حل حقيقي للقضية الفلسطينية، وهو ما أطلق عليه صفقة القرن بحسب “مونت كارلو”. عقبات في طريق الصفقة واستعرض تقرير “مونت كارلو” عدة عقبات تواجه “الصفقة”، منها أن الخطوات الأولية لم تمر بسهولة، وخصوصا قضية جزيرتي تيران وصنافير، ولم يبد الأردن أو مصر حماسا فوريا وقويا للمشاركة في مشروع “نيوم”، ومحاولات تطبيع علاقات عدد من الدول الخليجية والعربية مع إسرائيل تتعثر وتواجه عقبات، كما أدى اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى انقطاع الحوار الأمريكي مع الجانب الفلسطيني. ويؤكد دبلوماسيون أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قدم تأكيدات خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن الرياض لن تقر أي خطة سلام لا تشمل وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة، وهما نقطتان تثيران خلافا جذريا مع إسرائيل، وترى واشنطن أن ترامب حسم هاتين النقطتين بصورة خاصة لصالح وجهة النظر الإسرائيلية. وبحسب “مونت كارلو”، تتمثل العقبة الكبرى التي تؤدي لتعثر صفقة القرن في ولي العهد السعودي، والذي كان يشكل في رؤية مستشار البيت الأبيض محورا رئيسيا في إنجاح هذه الصفقة، ولكن نفوذه الإقليمي والدولي تلقي ضربة كبيرة بسبب قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إضافة إلى الأزمات المتفجرة، عسكريا، في العديد من بلدان المنطقة. وأيضا، سياسيا واجتماعيا، في عدد آخر، لا يقل أهمية، من البلدان العربية، وعجز السلطات القائمة عن إيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه الأزمات. وتعزو “مونت كارلو” عدم الإفصاح عن التفاصيل وصمتن “كوشنر” حيالها إلى رغبة الأخير في ضمان اتفاق مع دول الخليج على القيام بدورها الاقتصادي في الصفقة. من جانبه، حذَّر الدكتور محمد البرادعي، زعيم حزب الدستور، من تفاصيل صفقة القرن الجديدة التي يروّج لها كوشنر في المنطقة. وكتب البرادعي تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يقول فيها: “في وسط المآسي التي تعصف بالعالم العربى، انتهت إدارة ترمب من إعداد “صفقة القرن” التى ستعلن بعد الإنتخابات الإسرائيلية فى أبريل. ما أسمعه لا يبعث على أي طمأنينة.. هل هناك موقف فلسطيني وعربي موحد لما يمكن قبوله ومايجب رفضه، حتى لا تتم تصفية القضية بليل وسط صراعاتنا وإنقساماتنا!”.