يبدو أن السيسي قرر “التعييد” على المصريين في ذكرى ثورة يناير برفع أسعار تذاكر المترو 100%، فبعد 6 أشهر فقط من الزيادة الثانية لأسعار تذاكر المترو في مايو الماضي بنسبة وصلت إلى 250%، ألمح وزير النقل بحكومة الانقلاب هشام عرفات إلى رفع أسعار تذاكر المترو بنسبة 100% أوائل شهر فبراير المقبل. وكشفت مصادر مطلعة أن وزارة النقل اتخذت قرارا نهائيا باستحداث تذكرة بقيمة تتراوح بين 4 و7 جنيهات لمحطات الخط الثالث من مترو القاهرة، تزامنا مع افتتاح المرحلة الجديدة للخط مع بداية فبراير، وذلك خلافا للتذاكر المعمول بها حالياً، والتي تتراوح أسعارها بين 3 و7 جنيهات، وتشمل 9 محطات من الخط الثالث، بحيث تقتصر على محطات الخطين الأول والثاني فقط. وسبق أن اعترف قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في تصريحات على هامش “منتدى شباب العالم” بأنه رفض افتتاح المرحلة الجديدة من مترو الأنفاق، التي ستسهم في تخفيف حدة التكدس المروري في العاصمة المزدحمة، منذ 8 أشهر كاملة، لأن تكلفة التذكرة غير اقتصادية، وتعادل ضعف قيمة السعر الحالي، على حد زعمه.
زيادة 100% وأكدت المصادر أن الزيادة المرتقبة في أسعار مترو الأنفاق تصل إلى نسبة 100%، باعتبار أن الراكب سيدفع 14 جنيهاً للاستفادة من جميع محطات المترو في الخطوط الثلاثة، بدلاً من 7 جنيهات حاليا، وهي التذكرة التي كانت قيمتها جنيها واحدا قبل أقل من عامين. رغم أن المرحلة الجديدة تقتصر على 4 محطات فقط ضمن الخط الثالث. وكشفت مصادر مطلعة في وزارة النقل أن قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسي ربط افتتاح المرحلة الجديدة لمترو الأنفاق بدفع المواطنين قيمة تذكرة جديدة، عوضا عن تعميم زيادة الأسعار على جميع خطوط المترو، منوهة إلى أنه رفض تحذيرات وزير النقل بحكومة الانقلاب بشأن إمكانية تجنب الركاب استخدام محطات الخط الثالث، ومن ثم عدم تحقيقها الإيرادات المرجوة منها، والأرباح المستهدفة لتغطية تكاليف تشغيلها. ووفقا لما أعلنته وزارة النقل، فإن تذكرة الخط الثالث المنفصلة عن تذكرة الخطين الأول (حلوان – المرج)، والثاني (شبرا – المنيب)، ستبلغ 4 جنيهات لأول 9 محطات، بحيث تبدأ من محطة العتبة وصولاً إلى محطة الأهرام (تخضع حالياً لقيمة تذكرة الخطين الأول والثاني)، على أن ترتفع إلى 7 جنيهات بعد افتتاح المرحلة الجديدة التي تشمل محطات هارون، وهليوبوليس، وألف مسكن، ونادي الشمس.
تبريرات مكررة وسبق أن زعم “عرفات” خسائر قطاع السكك الحديد، التي بلغت 660 مليون جنيه، خلال الخمسة عشر شهرا الأخيرة، بأن تذاكر القطارات ستظل تحظى بنسبة من دعم الدولة، عقب تطبيق الزيادات الجديدة، بدعوى أن الدعم يصل إلى 300% لتذاكر القطارات العادية، التي تخدم الضواحي. وفى مارس 2017، تم رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق الذى يستقله يوميا قرابة 4 ملايين مواطن من متوسطي الدخل والفقراء بنسب بلغت 100%. أما في يونيو 2017 فقررت زيادة أسعار الوقود بنسب تصل إلى 100% ، وفى يوليو 2017 زيادة أسعار الكهرباء بنسب بين 18% و42%، وفى نوفمبر 2017 زيادة الضرائب على السجائر بما يرفع أسعار العبوات بين 75 قرشا إلى 125 قرشا. وفى ديسمبر 2017، قررت زيادة أسعار تذاكر المترو مرة أخرى ثلاثة أضعاف قيمتها 2 جنيه، والقطارات بنسب 60% إلى 200 %. زيادات كبيرة وارتفعت تذاكر قطارات الدرجة الثانية بنسبة 60%، والعادية بنسبة 200%، والتي يرتادها ملايين الموظفين ومتوسطي الدخل والفقراء يوميًا. كما طالت الزيادات أسعار تذاكر قطارات الدرجة الأولى (مكيفة) بنسبة 40%. قمع الغضب الشعبي الزيادات السابقة قوبلت بغضب شعبي عارم تم قمعه قبل أن يتسع؛ حيث اقتحم مواطنون ماكينات الدخول، وتظاهر آخرون، واعتدت القوات الخاصة على الجميع. وأعاد النشطاء تداول مقطع فيديو لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، خلال حديثه عن مرفق السكة الحديد ورفض تطويره، قائلاً إن "المرفق عايز 10 مليارات لعمل ميكنة بس، ولو أنا حطيتهم في البنك هاخد عليهم فايدة مليار جنيه". وتابع السيسي مستشهدًا برفع أسعار تذاكر المترو: "لما مرفق عايز أكتر من 100 مليار جنيه لتطويره، إحنا هنسده منين؟ هندفع قرض كوريا وفرنسا إزاي؟ الناس ليه مش بتسأل هنجيب منين، ولما أزود التذكرة جنيه يقول: أنا غلبان مش قادر، طيب وأنا كمان غلبان مش قادر".