لم يرحم عبد الفتاح السيسي أنين المظلومين والفقراء، بل حقق وعيده برفع أسعار الكهرباء ومترو الأنفاق مجددًا، بعدما سخر من المصريين قائلا: “بترقصوا كيكي.. يا وزير البترول زود سعر الكهرباء ماتخافش”. هذا ما كشفته مصادر في وزارة النقل، من أن قائد الانقلاب العسكري وافق على افتتاح المرحلة الجديدة من مترو أنفاق القاهرة، خلال شهر يناير المقبل، مقابل رفع قيمة سعر تذكرة مترو الأنفاق بقيمة 5 جنيهات بشكل منفرد، خلافا للتذاكر المعمول بها حاليا، وهي 3 إلى 7 جنيهات، ما يعني ارتفاع تكلفة انتقال المواطنين عبر المترو إلى 12 جنيهًا، بعد أن كانت جنيهًا واحدًا قبل عامين. وتقتصر المرحلة الجديدة على 4 محطات فقط، هي: “هارون، وهليوبوليس، والألف مسكن، ونادي الشمس”، وتخدم مناطق شرق القاهرة، وانتهت أعمال تلك المحطات منذ شهر مارس الماضي، بحسب تصريحات السيسي في مؤتمر الشباب، حين قال إنه “يرفض افتتاح المرحلة الجديدة من مترو الأنفاق منذ 8 أشهر كاملة؛ لأن تكلفة تذكرته غير اقتصادية، وتعادل ضعف سعر التذكرة الحالي”. ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر بوزارة النقل، أن السيسي ربط افتتاح المرحلة الجديدة بدفع المواطنين قيمة تذكرة جديدة للمحطات الأربع، عوضًا عن تعميم زيادة الأسعار على جميع خطوط المترو، بحيث يكون سعر الأربع محطات خمسة جنيهات، بشراء تذكرة منفردة، بخلاف تذكرة ركوب المترو لباقي المحطات. تقارير أمنية وأشارت إلى أن السيسي لم يأبه بتحذيرات التقارير الأمنية التي تحدثت عن الغضب المستعر في الشارع المصري، فضلا عن تحذيرات وزير النقل الانقلابى، هشام عرفات، بشأن إمكانية تجنب الركاب استخدام تلك المحطات، ومن ثم عدم تحقيقها الإيرادات المرجوة منها، والأرباح المستهدفة لتغطية تكاليف تشغيلها. وقالت المصادر، إن المواطن الذي سيركب مترو القاهرة من محطة السادات بميدان التحرير إلى محطة هارون بمصر الجديدة- على سبيل المثال- سيضطر إلى دفع قيمة تذكرتين، كل منهما بواقع 5 جنيهات، الأولى من السادات وحتى محطة الأهرام، والثانية من الأهرام وحتى محطة هارون، بينما ترتفع قيمة التكلفة على الراكب إلى 12 جنيها في حال قدومه من مناطق المنيب أو حلوان أو المرج. تأتي هذه الزيادة عقب زيادة 11 مايو 2018، حينما قررت حكومة الانقلاب رفع أسعار تذاكر مترو القاهرة بنسبة 350%، والذي يعتبر وسيلة النقل الأساسية لقرابة 10 ملايين من ذوي الدخل المحدود، لترتفع سعر التذكرة الموحدة من جنيهين إلى 3 جنيهات لعدد 9 محطات، وإلى 5 جنيهات لعدد 16 محطة، وإلى 7 جنيهات لأكثر من 16 محطة، مع إلغاء رسوم الاشتراكات المخفضة للأطفال وكبار السن والصحفيين. 22 جنيهًا كان وزير النقل الانقلابى، هشام عرفات، قد مهد لرفع سعر تذكرة مترو الأنفاق خلال اليومين الماضيين، بقوله إن سعر تذكرة مترو الأنفاق في المغرب يعادل 22 جنيها لنفس عدد المحطات في القاهرة، وجميع قطارات الخط الثالث للمترو مكيفة، على غرار الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن تعطل خط المترو يصيب العاصمة بالشلل المروري، ومهما كانت الزيادة في أسعار تذاكره، فهي لا تقارن بأسعار المواصلات الأخرى التي يرتادها المواطنون. وأضاف عرفات، أنه لا بديل عن إدخال الخبرات الخارجية في إدارة المترو، وزيادة أسعار الخط الثالث، لأن الإعلانات لا تسهم في تمويل تكاليف التشغيل بشكل كبير، معتبرا أن “التسعير الخاطئ” لتذاكر الخط الأول للمترو، وعدم وضع رؤية واضحة لتحديث أنظمته، كانت من أسباب تعطله المتكرر، حتى أصبح “عالة” على الدولة نتيجة تدهور نظام الإشارات. وأفاد عرفات بأن افتتاح المرحلة الجديدة لن يشمل محطة هليوبوليس، بالرغم من أن المترو سيمر بها، بحجة أن هناك تأخرا في إنشاء بعض المرافق، لافتا إلى أن الوزارة لديها خطط طموحة لتطوير الخطين الأول والثاني بتكلفة إجمالية 47 مليار جنيه، بواقع 32 مليار جنيه للخط الأول، و15 مليارا للخط الثاني، مع عدم تحريك أسعارها في المرحلة الراهنة، ووضع أسعار “اقتصادية” لتذاكر الخط الثالث حفاظًا على المرفق. وزعم أن الدولة لا تحقق أرباحًا من مترو الأنفاق، والمواطن يدرك أهمية وقيمة المرفق الذي ينقل 100 ألف شخص في الساعة الواحدة، ونحن لا نريد تحميل المواطن أي زيادة في الخطين الأول والثاني، ولكن سنضع سعرًا مناسبًا للخط الثالث، منوها إلى أن الوزارة في مرحلة الاختبارات حاليا قبل افتتاح المرحلة الجديدة، باعتبار أن المشروع له طبيعة خاصة، ولا بد من الاطمئنان من إجراءات السلامة قبل التشغيل. سعر الوقود يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت مصادر في وزارة البترول أنه سيتم رفع سعر الوقود في يناير المقبل، لاستكمال أجندة تحرير أسعار الوقود، استجابة لشروط صندوق النقد الدولى. وقالت المصادر، إن تطبيق التسعير الآلي سيكون خطوة أولية، يتبعها تطبيق نفس الآلية على بنزين 92 و87 أوكتان، التي سيتم استحداثها في نهاية الربع الأول من 2019، بعد وقف بيع بنزين 80 أوكتان في المحطات. وأكدت بدء تطبيق الزيادات الجديدة على أسعار تذاكر مترو الأنفاق نهاية الربع الأول أيضا من 2019، وذلك وفقا لتوصيات صندوق النقد الدولي، للحصول على الشريحة السادسة للقرض المقدرة قيمته ب12 مليار دولار، في أبريل المقبل. تأتي هذه الزيادة بعد زيادات أسعار الوقود نهاية يونيو الماضي، وتعد هذه الزيادة هي الثالثة لأسعار الوقود منذ تطبيق الحكومة برنامج وشروط صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض ال12 مليار دولار في عام 2016. ورفعت حكومة الانقلاب أسعار الوقود، خلال يونيو 2017 من العام الماضي، وزاد سعر لتر بنزين 95 إلى 7.75 جنيه للتر، وبنزين 92 إلى 6.75 جنيه للتر، وبنزين 80 إلى 5.50 جنيه للتر، والكيروسين إلى 5.50 جنيه للتر، والسولار إلى 5.50 جنيه للتر، والمازوت (باقى الصناعات) إلى 3500 جنيه للطن، مع ثبات سعر الصناعات الغذائية والكهرباء والإسمنت. كما ارتفع سعر أسطوانة البوتاجاز بنسبة 100% لتصل إلى 50 جنيها من المستودع، وتباع في السوق الموازية بسبعين جنيها.