تزايدت حدة الغضب من قرار حكومة الانقلاب رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق؛ حيث اقتحم مواطنون في العديد من المحطات ماكينات الدخول، وتظاهر آخرون، واعتدت القوات الخاصة على العديد من المواطنين في بعض المحطات. وبالتزامن مع ذلك، أثار القرار المفاجئ سخطًا واسعًا بين السياسيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا العديد منهم إلى مقاطعة مترو الأنفاق ردا على ذلك القرار الذي يعتبر تركيعًا وسحقًا وطحنًا مُتعمدًا للمواطن. وأظهر مقطع فيديو وجود فوضى عارمة بمحطة مترو المرج، واقتحام مواطنين ماكينات التذاكر رفضًا لزيادة الأسعار الجديدة التي أقرتها حكومة الانقلاب. كما تظاهر ركاب المترو مرددين "حسبى الله ونعم الوكيل" و"مش حنمشى.. مش هنمشي" داخل محطة مترو حلوان بالقاهرة؛ احتجاجًا على رفع أسعار تذكرة المترو، وسط صراخ إحدى السيدات "يا بلد مافيهاش راجل". كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا، أظهر رد فعل ركاب المترو على زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق بنسبة وصلت إلى 250%. ويظهر المقطع المتداول مظاهرات غاضبة داخل المترو، حيث تجمهر المواطنون داخل المحطات، مرددين هتافات رافضة لحكم العسكر وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى. مقطع آخر لهتاف متصاعد من الركاب كما دشن ناشطون عبر "تويتر"، هاشتاج #قاطعوا_مترو_الأنفاق، منددين باستمرار تجاهل سلطة العسكر لمعاناة المصريين ورفع أسعار السلع والخدمات، مطالبين بمقاطعة المترو تنديدا بما حدث أمس الأول الخميس. ورفعت حكومة العسكر أسعار تذاكر مترو الأنفاق بما يصل إلى 250 بالمائة، وبدأ سريان الزيادة أمس، الجمعة، وهي الثانية في أسعار التذاكر في أقل من عام. وجاء في بيان لوزارة النقل: "سعر تذكرة مترو الأنفاق سيبلغ ثلاثة جنيهات لعدد 9 محطات، وخمسة جنيهات لعدد 16 محطة، وسبعة جنيهات لأكثر من 16 محطة"، معللة ذلك بأن الإجراء يأتي في إطار "تحقيق العدالة الاجتماعية واستكمالاً لخطط التطوير المنشودة لمستخدمي مترو الأنفاق"، بحسب قولها. #قاطعوا_مترو_الأنفاق قرار حكومة الانقلاب أثار غضب الكثير من المصريين الذين يعوزهم ارتفاع تكاليف المعيشة، عندما ضاعفت سعر تذكرة المترو في يوليو من عام 2017، حيث أطلق العديد من النشطاء حملة لمقاطعة المترو، فيما تصدر وسم #المترو و#قاطعوا_مترو_الأنفاق المركز الأول في قائمة أعلى الوسوم تداولاً في مصر. في الوقت ذاته، أعاد النشطاء تداول مقطع فيديو لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، خلال حديثه عن مرفق السكة الحديد ورفض تطويره، قائلاً إن "المرفق عايز 10 مليارات لعمل ميكنة بس، ولو أنا حطيتهم في البنك هاخد عليهم فايدة مليار جنيه". وتابع السيسي مستشهدا برفع أسعار تذاكر المترو: "لما مرفق عايز أكتر من 100 مليار جنيه لتطويره، إحنا هنسده منين؟ هندفع قرض كوريا وفرنسا إزاي؟ الناس ليه مش بتسأل هنجيب منين، ولما أزود التذكرة جنيه يقول: أنا غلبان مش قادر، طيب وأنا كمان غلبان مش قادر". تنديد بالغلاء فى السياق ذاته، أكدت الجبهة الوطنية المصرية أن قرار رفع سعر "تذكرة مترو الأنفاق الذي يستخدمه ملايين المصريين، إلى 7 جنيهات يمثل صدمة جديدة للمواطن، الذي لا يكاد يفيق من صدمة حتى يفاجأ بأشد منها". وقالت الجبهة، في بيان لها عبر الإنترنت الجمعة، إن "هذا القرار هو أحد الالتزامات التي قطعتها سلطة السيسي لبعثة صندوق النقد الدولي، حتى تتمكن من الحصول على الشريحة الجديدة من قرض الصندوق، وتتضمن هذه الالتزامات المزيد من رفع أسعار السلع والخدمات التي تفتك بالمواطنين، وخاصة محدودي الدخل". من جهتها، أوضحت حركة الاشتراكيين الثوريين عبر فيس بوك، أن "نظام السيسي يعصر الفقراء ويضاعف أسعار تذاكر المترو بأمر من صندوق النقد الدولي"، مؤكدة أن "النظام لم يتردد في توجيه الضربات اليومية للفقراء والكادحين" وأردفت: "إذ يستمر النظام في هجماته المتتالية على مستوى معيشة الفقراء والكادحين، لا يبقى سوى النضال طريقاً واحداً في مواجهة سياسات الإفقار والاضطهاد التي لا يحاول النظام حتى تبريرها، بل فقط يحاول إزالة آثارها من على النخبة الحاكمة من قضاة وضباط شرطة وجيش ووزراء ومسئولين، ليدفع الفقراء وحدهم ثمن تلك السياسات". واستطردت حركة الاشتراكيين الثوريين قائلة، إن "تضامن الفقراء والكادحين وتطوير قدرتهم على المقاومة والنضال، هو السبيل الوحيد لمواجهة تلك السياسات والدفاع عن الحق في حياة كريمة". المترو تحت قبضة الأمن وشهدت محطات مترو الأنفاق بالخطوط الثلاثة، إجراءات أمنية مشددة من رجال شرطة النقل والمواصلات لتأمين مداخلها ومخارجها والأرصفة عقب الإعلان عن رفع أسعار تذاكر المترو، والتي تم تطبيقها بدءًا من صباح أمس الجمعة، والتى جاءت كالتالي، 9 محطات ب3 جنيهات، و16 محطة ب5 جنيهات، و32 محطة ب7 جنيهات. ومن جانبه، زعم المهندس علي الفضالي، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل وصيانة مترو الأنفاق، أن هناك إجراءات أمنية مشددة على جميع المحطات، مشيرا إلى وجود كمائن ثابتة ومتحركة بالمحطات، تحسبًا لحدوث أي شيء يؤثر على حركة تشغيل القطارات. سخط على التواصل في الشأن ذاته تواصلت ردود أفعال النشطاء، حيث نددت صفحات التواصل بارتفاع تذكرة المترو، ومنها ما قاله الكاتب الصحفى وائل قنديل، معلقا على الأمر بمنشور كتب فيه: "أيها المترو السيد في الوطن السيد"، كما كتب أيضا: "اللي غلّوا كل حاجة ورخّصوا البلد، همه دول اللي بيسخروا من شعبنا". وفيما يلى ننشر تعليقات الناشطين عبر "برنت سكرين"، مطالبين حكومة الانقلاب بالكف عن الصب فى مصلحة المواطن، وهو المصطلح الذى تداوله إعلام الانقلاب خلال الشهر الماضية بعد كل زيادة.