روى الدكتور عبدالله الكريوني، أحد أطباء المستشفى الميداني، تفاصيل من مجزرة الفض فقال "استيقظ الأطباء في السادسة صباحا على عدد كبير من الشهداء و المصابين لندرك جميعا أننا نتعرض لمحاولة إبادة و ليست محاولة فض اعتصام خاصة أننا عاصرنا كل الأحداث الملتهبة منذ يوم 25 يناير و لم نر في تاريخ مصر يوما أسود من هذا". وتابع الكريوني، في حديثه للجزيرة مباشر مصر، "الإصابات التي كانت ترد لنا كلها برصاص حي في الرأس والصدر والبطن ومنها طلقات مضروبة من مسافات قريبة وهو ما لم نتوقعه على الإطلاق أن تصل الوحشية بقوات الأمن المصرية لهذا الحد مع بني وطنهم؛ لدرجة جعلت بعض الأطباء ينهارون عصبيا و خرج بعضهم من المستشفى بسبب انهيارهم من بشاعة ما رأوا و عدم قدرتهم على مساعدة من يموتون تباعا لدرجة أننا بدأنا في رفض استقبال أي حالة مصابة بطلقة في قدمها مثلا لأنها حالة بسيطة والمستشفى يكتظ بالحالات الخطرة و جثامين الشهداء. و أكد أن المستشفى بعد ساعة واحدة من الفض عجزت عن استقبال مزيد من الحالات فانتقلنا لمسجد رابعة ثم إلى مستشفى رابعة المكونة من 5 طوابق لكنها امتلأت بالجثث و المصابين قرب صلاة العصر ؛ وبدأت عملية قنص الأطباء من أدوار المستشفى المختلفة فكنا نخفض رؤوسنا لننجو بانفسنا و في الطابق الرابع من المستشفى سقطت الشهيدة أسماء صقر". وأضاف الكريوني "كان هناك نية للقتل واضحة جدا في كل حالة مصابة وردت إلينا و زملاؤنا في الطب الشرعي أكدوا أن الرصاصات المستخدمة من نوع لا يستخدم إلا في الحروب الضارية و أنها قادرة على إخراج المخ من الجمجمة إذا صوبت إلى الرأس؛ ولكن محاولاتهم في قطع البث فشلت و لأننا لسنا في الستينيات رأى العالم كله جريمتهم". وتابع "كان لدينا فريق توثيق قوي جدا أصدر كتيبًا يضم كل شهداء المنصة و الحرس الجمهوري و لكننا في مجزرة الفض لن نتمكن من توثيق كل الحالات لكننا نتحدث عن 2000 شهيد على أقل تقدير بعدما تم استهداف من يعمل في مجال التوثيق وحرق أدواتهم و الآن عدنا لنعمل على الأرض لتجميع الشهداء و منذ أسبوع أخرجنا قائمة مبدئية لكل الشهداء الذين توجهوا لكل المشارح التابعة للطب الشرعي في هذا اليوم". واستدرك الكريوني "كنا كأطباء مصرين على القيام بمهمتنا لآخر لحظة وحماية المستشفى الميداني قدر الإمكان وكنا نرتدي البالطو الأبيض ليعرف أننا أطباء وبعد الاقتحام تأكدنا أن المستشفى وأطباءه على قائمة المستهدفين حتى لا نفضح جرائمهم لهذا اعتقل منسق المستشفى و 100 طبيب آخر فضلا عن 20 شهيدًا من الأطباء أما مشهد إخلاء المستشفى فكان بشعا لأن الأطباء أخرجوا أثناء إجراء العمليات للمصابين و حينما رفضوا ترك المصابين هددوا بالقتل ليخرجوا" واختتم الكريوني "استشهد كل المصابين في أبشع جريمة ممكن ان ترتكب ضد الإنسانية؛ لذلك تواصلت مع منظمة هيومان رايتس ووتش و أمددتهم بكل تلك التفاصيل بعد ذلك تواردت الأنباء عن حرق مخزن الأدوية المجاور للمستشفى ثم التهم الحريق المستشفى الميداني بما يضمه من جثث ومصابين لأننا لم نتمكن من إخراجهم جميعا قبل الحرق من قبل قوات العمليات الخاصة التي ترتدي الأسود وتظهر ملثمة".