تجري الآن عملية ممنهجة لإخفاء أدلة جريمة الإبادة الجماعية التي قامت بها ميليشيات الانقلابيين أمس الأربعاء بحق المعتصمين السلميين في ميادين رابعة العدوية والنهضة ومصطفى محمود، فبعد إحراق أماكن وجثث تتم الآن عمليات مكثفة لرفع ما وصفته حكومة الانقلاب ب"المخلفات والآثار" بواسطة أجهزة المحليات في ميادين رابعة والنهضة ومصطفى محمود. وذلك بحجة سرعة تسيير المرور وعودتها لطبيعتها. ويجري ذلك كخطوة استباقية قبل بدء أية تحقيقات فيما جرى من عمليات إبادة جماعية. وحذر د. محمد شرف عضو جبهة الضمير من أن عمليات الحرق ورفع المخلفات بكثافة وسرعة هي محاولة للتعتيم على الأدلة وأعداد الشهداء والمصابين وإخفاء الحقائق التي تكشف كذب سلطة الانقلاب، مشددا على أن جرائمه هي جريمة إبادة جماعية لا تسقط حتى مع حالة اختفاء الأدلة لأن حجم الجريمة أكبر وأقوى من أن يخفى، وهي جرائم متعددة منها استخدام سيارات الإسعاف لنقل أسلحة ومسلحين للاعتداء على السلميين، وهي جميعها جرائم حرب لن تسقط وتعرض صاحبها للمساءلة الدولية والثورية. وطالب "شرف" باستمرار عمليات التوثيق الشامل والتمسك بكل الوثائق والفيديوهات وتوثيق حالات الشهداء والإصابات بالمستشفيات، وأسباب الوفاة بجميع المذابح وعمليات الإبادة التي تمت، وتوثيق الشهادات للشهود العيان والمراسلين في مواجهة آلة الكذب والافتراءات من داخلية الانقلاب التي تعتم على جرائم ضد الإنسانية. وردا على بيان وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب، وصفه "شرف" ابتداء بأنه بيان ساقط أخلاقيا يكذبه شهود عيان ونوعية الطلقات واستهداف النساء وممارسة العنف مع الجميع في إطار خطة فاشلة للداخلية استهدفت البدء بعمليات قتل يفضحها أعداد الضحايا وأساليب حرق المساجد والجثث وحرق بعض الأحياء معهم وهو ما لم تفعله إسرائيل. وكشف "شرف" أن عمليات حرق الجثث واضحة، والنيران مستعرة بمسجد رابعة والمستشفى الميداني وإشعال النيران والجثث المتفحمة وحرق مصابين أحياء برابعة والنهضة. وشدد"شرف" على أن داخلية وسلطة الانقلاب ملطخة بالدماء وما أوردته من ادعاءات بأن الاعتصامات مسلحة أو أن المتظاهرين أطلقوا النيران مجرد افتراءات لا تعقل، بل اعتمدت خطة الداخلية على القتل المباشر والقوة المفرطة والإبادة الجماعية، ووجهت الرصاص للشعب الأعزل، وأن الفض لم يكن متدرجا كما زعم بل بدأ بالقتل دون إنذارات. وكانت المستشفى الميداني برابعة تعمل بدون كهرباء، وكانت تضرب بالرصاص الحي أثناء الإسعافات. كما أن أعداد الشهداء والمصابين الضخمة تقطع بأنهم لم يكن لديهم سلاح وإلا لما تعرضوا للإبادة لمجرد أنهم مخالفون النظام سياسيا.