واصل القطاع الصناعي في مصر انهياره نتيجة القرارات والسياسات الفاشلة التي اتبعها نظام الانقلاب بقيادة الجنرال الفاشل عبد الفتاح السيسي، حيث لحقت صناعة الصلب بباقي الصناعات التي كتب الانقلاب شهادة وفاتها كالغزل والنسيج ومواد البناء والصناعات الغذائية. ورفض العاملون في قطاع الصلب السياسات التي يسير عليها نظام الانقلاب والتي أدت إلى توقف العديد من المصانع وإعلان أخرى عزمها غلق أبوابها خلال أشهر قليلة. وأكد حسن المراكبي الرئيس التنفيذي لشركة المراكبي للصلب المصرية، من إغلاق المصانع المصرية المنتجة للبليت (خام الحديد) في حالة استمرار استيراد البليت من الخارج بأسعار بخسة دون فرض رسوم حمائية، لافتا إلى أن عام 2018 كان من أصعب الأعوام في صناعة الصلب، مؤكدا أن جزءا كبيرا من شركات الحديد والصلب في مصر لديها مشاكل في الميزانيات. ويبلغ إنتاج مصر الفعلي من البليت ما بين 3 و4 ملايين طن سنويا، كما يعمل في مصر 9 مصانع بانتاج البليت، وفقا لبيانات غرفة الصناعات المعدنية. وأضاف المراكبي: “بعد قرار الرئيس الأمريكي في مارس بفرض رسوم حماية 25% على واردات الصلب.. هناك تأثير سلبي على الكثير من البلدان وخاصة من لم يفرض رسوما على المنتجات القادمة لبلاده لحماية مصانعه مثل مصر في ظل الفائض الكبير العالمي”. وبلغت قيمة واردات البليت في العشرة أشهر الأولى من 2018 نحو 1.4 مليار دولار مقارنة مع حوالي 804 ملايين دولار قبل عام. وطالب عدد من مصنعي البليت نظام الانقلاب ممثلاً في جهاز الدعم والإغراق بوزارة التجارة والصناعة بفرض رسوم حماية على واردات البليت بعد الرسوم التي فرضتها الولاياتالمتحدة على واردات الصلب وأدت لوجود فائض عالمي كبير من البليت، بحسب الوكالة. وأضاف المراكبي العضو بمنظمة الصلب العالمية: “سنغلق أو نوقف مصانعنا إذا استمر دخول البليت بالأسعار البخسة.. تكلفة البليت في نزول مستمر بالعالم كله إلا مصر.. فتكلفة الانتاج لدينا مرتفعة بسبب أسعار الطاقة بجانب أعباء أخرى”. وتابع “هل في صالح الدولة أن نغلق المصانع ونستورد البليت كلنا من الخارج؟ تركيا وضعت رسوم 22.5% على البليت في حالة عدم تصنيعه وتصديره للخارج من جديد”. وأشار إلى أن مصر استوردت في 2017 نحو 1.7 مليون طن بليت، وفي 2018 قفز الرقم لنحو ثلاثة ملايين طن. واستطرد “الطاقة المتاحة لإنتاج البليت في مصر 10.5 مليون طن لكن المنتج فعلاً لا يتجاوز 50% من هذه الطاقة رغم أننا نستخدم ما يصل إلى 8 ملايين طن بليت في العام.. نحتاج لتعميق صناعتنا الوطنية وزيادة القيمة المضافة بها عوضا عن الاعتماد على الاستيراد”. وقال المراكبي “80% من مصنعي حديد التسليح في مصر ينتجون البليت الخاص بهم… جميع المصانع خفضت أسعار بيع حديد التسليح بسبب الركود الموجود في السوق حالياً.. الفترة المقبلة صعبة جداً في صناعة الصلب.. لدينا مشكلة عالمية في وفرة الإنتاج ومشكلة محلية بعدم تحسن الطلب”.