حالة من الهرولة تقوم بها نظم الاستبداد العربي لإعادة تأهيل وتعويم الطاغية السوري بشار الأسد في منظومة الحكم العربية من جديد عبر بوابة “جامعة الدول العربية”، ويبقى جنرال الانقلاب في مصر الطاغية عبد الفتاح السيسي أحد هؤلاء الذين يمهدون الأجواء لإعادة الطاغية بشار من جديد. وكانت جامعة الدول العربية قد قررت، اليوم الأحد 06 يناير 2018م، تأجيل اجتماع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة العربية، والذي كان مقررًا اليوم الأحد إلى الأربعاء القادم، حيث سيتم مناقشة عودة نظام الطاغية بشار الأسد لمنظومة الحكم العربية. وشهدت المرحلة الأخيرة هرولة عدد من طغاة العرب نحو النظام السوري، حيث أعادت دويلة الإمارات العبرية المتحدة فتح سفارتها في دمشق، وقد كانت إلى وقت قريب تمول منظمات في المعارضة المسلحة من أجل إسقاط نظام بشار الأسد، وقيام الرئيس السوداني عمر البشير أخيرا بزيارة العاصمة السورية، في زيارة هي الأولى لرئيس عربي منذ اندلاع الثورة السورية. كذلك زار مدير “مكتب الأمن الوطني” التابع للنظام السوري، علي مملوك، والذي يعد بمثابة الرجل الثاني في نظام الأسد، القاهرة أخيرا، حيث التقى رئيس المخابرات العامة عباس كامل. في حين أكدت البحرين أن العلاقات لم تنقطع وستستمر، مؤكدة “ضرورة الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شئونها الداخلية”. وشهدت نيويورك في سبتمبر 2018، على هامش اجتماعات الدورة العادية للأمم المتحدة، لقاءً خاطفًا بين وزيري الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، والسوري وليد المعلم، ونوه الوزير البحريني إلى كونه ليس الاجتماع الأول منذ اندلاع الأزمة السورية. ولحقت المملكة الأردنية بالدول العربية الأخرى، فبدأ الغزل الأردني من القصر مباشرة، إذ قال الملك الأردني عبد الله الثاني خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين الأردنيين، إن “علاقاتنا ستعود مع سوريا كما كانت من قبل، نتمنى لسوريا كل الخير إن شاء الله”، معبرا عن أمنياته بتحسن الأوضاع فيها. لم يتأخر الرد السوري على التقارب الأردني إذ جاء سريعا، حيث دعا القائم بأعمال السفارة السورية في عمان، أيمن علوش، المملكة إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، واستكمال الأردن طاقم سفارته في دمشق. بعد أن توترت العلاقات الدبلوماسية بعد اندلاع الثورة عام 2011. تحركات السيسي وتأتي هذه التحركات قبل ما تسمى بالقمة العربية، مارس المقبل، المقرر انعقادها في تونس، وضمن هذا السياق عقد وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، سلسلة لقاءات مع مسئولين بحكومة الانقلاب بمصر، على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري، فيما من المقرر أن يختتم تلك اللقاءات باجتماع مع جنرال الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل. وبحسب مصادر بحكومة الانقلاب، فإن زيارة الوزير التونسي إلى القاهرة تأتي بناء على مطلب من رأس الانقلاب عبد الفتاح السيسي لحسم ملف مشاركة نظام الأسد في الدورة الثلاثين للقمة العربية، والبحث عن آليات تنفيذ ذلك حال تم التوافق عليه عربيا. وإزاء ذلك سوف يعقد شكري وكامل اجتماعا منفصلاً مع الوزير التونسي، لإطلاعه على المشاورات العربية التي تقودها القاهرة في هذا الإطار، وكذلك إطلاعه على مواقف عدد من الدول العربية المرحبة بتلك الخطوة، المرهونة بحسب المصادر بمجموعة تعهّدات سورية. دول تحالف الثورات المضادة (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) ترهن إعادة نظام الطاغية بشار ضمن منظومة الطغاة العرب وتمثيله لمقعد سوريا في قمة مارس المقبل بتونس، بعدة تعهدات على رأسها الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وتقديم تطمينات محددة في هذا الإطار. وبالتالي.. إذا أبدى النظام السوري مرونة بهذا الشأن وتجاوبا مع مطالب باقي الطغاة العرب، فسوف يرحبون به فاتحين عواصمهم أمام رفيق الاستبداد والدموية وقمع الشعوب المتطلعة للحرية والمساواة. فتنة أمريكا.. حرب بين الأتراك والعرب وفي سياق مقارب، كشفت المصادر عن أن القاهرة وعواصم عربية تدرس مقترحا أمريكيا بالدفع بقوات عربية إلى الشمال السوري لتحل محل القوات الأمريكية التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحبها بشكل كامل، رغم تنسيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تركيا سوف تملأ هذا الفراغ للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية؛ لكن يبدو أن واشنطن تريد توريط العرب والأتراك في فخ مواجهات مسلحة بعد انسحابها. ويؤكد ذلك أن المصادر المصرية قالت إن القاهرة وأبو ظبي والرياض تدرس مجموعة من البدائل للدفع بقوات تحل محل القوات الأمريكية التي ستنسحب من هناك، ونشرها في مناطق وجود الأكراد، لافتة إلى أن من بين المقترحات، الدفع بقوات سورية تابعة لنظام الأسد وإعادة تمركزها هناك بتنسيق مع الأكراد، وتمويل وإشراف ووجود عربي على مستوى الخبراء العسكريين. ما يعني نية أمريكية لتفصيل مواجهة عسكرية على المقاس يتورط فيها العرب والأتراك وتستنزف الطرفين لصالح القوى الأخرى الطامعة والمترقبة.