انتقد -محمد شومان-كاتب مصري- المناخ العام الذي لا يتيح النقد ولا يسمح به إلا لماما، ورغم إنطلاقه من مسلمة القضاء علي العنف والإرهاب المزعومة والمروج لها، إلا أنه أطّر ذلك بضرورة احترام القانون وحقوق الإنسان. حيث قال-شومان- في مقال له نشرته جريدة الحياة اللندنية اليوم الجمعة-:" أنا شخصياً مع دعم جهود الدولة في مواجهة وردع كل أشكال العنف والإرهاب والتهديد به، شرط احترام القانون وحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه الدفاع عن حرية الرأي والتعبير والحفاظ على استقلال المجال العام، ما يعني ضرورة اتخاذ مواقف مركّبة ترفض وتحارب العنف والإرهاب، وتدافع أيضاً عن حقوق المعارضة السلمية، وحرية الإعلام وتنوع الآراء وحق النقد الذي اعتبره حقاً وواجباً يمارسه أبناء الوطن للحفاظ على ثورة يناير وعدم تكرار أخطاء المرحلة الانتقالية السابقة. والمشكلة أن تركيبة النخبة المصرية وأساليبها في التفكير والعمل، تفضل المباريات الصفرية، وتميل دائماً إلى مواقف المع والضد، وبالتالي ترفض المواقف المركبة". ورغم الإنطلاق كما يبدو من افتراضية ليس عليها دلالات وحجج واضحة، وهي الحرب علي "الإرهاب" لكن أهمية هذا المقال في أن النخب التي تبارك هذه الحرب وتدعمها، هي الآن التي تنتقد وتوجه اللوم وترصد المخالفات. حيث أضاف الكاتب أنه:" يمكن القول إن المرحلة الانتقالية بعد 3 تموز(يوليو) تنصلت من أفكار وشعارات المشاركة وضرورة التوافق الوطني، وإنهاء الانقسام المجتمعي، بل عمقت الانقسام والاستقطاب ولكن بطريقة مغايرة". كذلك انتقد المقال:" تحالف الجيش والأحزاب والقوى المدنية والفلول على السلطة"حيث اعتبره:" تحالف هش لاختلاف أهداف ومصالح أطرافه"،كما توقع "انهياره قريباً". كما شمل نقد-شومان- الحكومة الحالية أيضا حيث قال أن هناك:" ضعف في أداء حكومة الببلاوي، فالقرارات بطيئة، والاستجابة ضعيفة لمطالب الشعب في إنقاذ الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفشلت الوزارة خلال شهرين تقريباً في التخفيف من معاناة الشعب في الحصول على الخدمات الأساسية، والأهم أنها لم تمنحهم الأمل في التغيير، وبالرغم من خطاب الحكومة المتكرر عن المصالحة الوطنية وعدم استبعاد أي طرف سياسي فإنها لم تطرح رؤية واضحة لشروط وضوابط المصالحة مع الإخوان...".وأضاف أن:" السلطات أغلقت 5 فضائيات اتهمت بالتحريض على العنف، علاوة على مكاتب الجزيرة، ولم تتخذ إجراءات كافية لحماية الصحافيين..". لا يتمني الكاتب في ختام مقاله فشل للسيسي وأعوانه، لكنه قدم للجميع رصدا حقيقيا للعديد من المشكلات التي أفرزها الانقلاب، وهي هنا بيد المؤيدين والمعضدين له، واختتم بقوله:" وأخشى أن تصبح 30 يونيو بداية لعملية شاملة وممنهجة لإعادة إنتاج دولة مبارك بعد تقزيم الإخوان والتيار الإسلامي واحتواء القوى الثورية، وأتصور أن مخاوفي لها ما يبررها في ظل تنامي دور الجيش وعودة بعض ملامح الدولة البوليسية واحتمال تمديد حالة الطوارئ وحظر التجوال، إضافة إلى رهان الدولة على الفلول لمواجهة الإخوان في الانتخابات القادمة، والمشكلة أن الفلول لا يعملون أصلاً بالسياسة وإنما يعتمدون على جهاز الدولة والأمن وشراء الأصوات، ما يعني القضاء على السياسة، وتحدي مشاعر أغلبية المصريين وطموحهم المشروع في الحرية والعدالة الاجتماعية...".