على هامش زيارة ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، أطلق السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، صبيانه المعممين يهاجمون الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، متخذين من قرار اتخذه الأخير بالمساواة بين نصيب الرجل والمرأة في الإرث، حجة ومبرراً لتكفير الجنرال العجوز الذي جاء للحكم هو أيضا بانقلاب ناعم على الإسلاميين. وفي لقاء مثير للجدل وصف “علي جمعة” مفتي مذبحة رابعة والنهضة، تونس بأنها بلد ليس إسلاميا، مدللا على ذلك بأن دستورها لا ينص على أنها دولة إسلامية في المقام الأول، وأضاف أنّ النظام في تونس أصلا ليس مسلما، ولا يعترف بأن الدين الرسمي هو الإسلام، ولذلك يريد أن يعيش خارج نطاق الإسلام شأنها شأن أي دولة في العالم تعيش بلا دين، مثل اليابان والصين وفرنسا، فهؤلاء الناس لا يريدون الدين. ريحتهم وحشة من جانبه علق الداعية التونسي المعروف الشيخ بشير بن حسن، على تصريحات مفتي العسكر، بقوله:"علي جمعة المفتي السابق لمصر يصف النظام التونسي بأنه ليس نظاما مسلما وهذا يعني تكفير الحكومة التونسية"، وتابع في منشور له رصدته (الحرية والعدالة) على صفحته بفيس بوك:”وبالتالي نطالب مفتي تونس عثمان بطيخ بتوضيح الأمر والرد عليه وإلا فسيعتمد كثير من الناس فتوى التكفير و تحصل الكوارث “. وفي بداية انقلاب 30 يونيو 2013، ظهر “جمعة” في كلمة مصورة ألقاها أمام قادة جيش الانقلاب يحثهم على ضرب المعارضين، ويصفهم بالخوارج الواجب قتلهم، حيث يقول للجنود: “اضرب في المليان” .. “ناس نتنة ريحتهم وحشة”، ثم يواصل جمعة افتراءاته ليقول أن “الرسول زاره فى المنام و طلب منه تأييد السيسي”! ويبدو أن ولي العهد المنشار اشتكى إلى السفيه السيسي المظاهرات الفاضحة له في تونس، فأطلق السفيه صبيانه أمثال جمعة يهاجمون السلطات التونسية التي سمحت بهذا الهامش من الحريات، على عكس القمع في مصر الذي يمنع التظاهر إلا بالأمر ولصالح جنرالات العسكر، وهو ما قام به السفيه عندما استأجر مجموعات من المواطنين الشرفاء، وسير تظاهرات تحتفي وتشكر المنشار على زيارته للقاهرة. وتظاهر تونسيون في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، تعبيرا عن رفضهم لزيارة بن سلمان المقررة مساء اليوم إلى بلادهم، بينما طالب حقوقيون بإلغاء الزيارة متهمين بن سلمان بالتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي وجرائم ضد الإنسانية في اليمن. ورفع المحتجون شعارات من قبيل “تونس ليست للبيع” و”الشعب يريد طرد بن سلمان”، كما رفعوا أعلام تونس والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين، ومن المقرر أن يلتقي المنشار خلال زيارته بالرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وقال رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي إن زيارة محمد بن سلمان المرتقبة إلى تونس، سواء كانت بطلب منه أو بدعوة من الدولة التونسية، هي إهانة للشعب التونسي وثورته التي قامت على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان. وأضاف الجبالي في تدوينة على صفحته في فيسبوك أن الزيارة تُعدّ وصمة عار على جبين كل من دعاه أو رضي باستقباله، وأشار إلى أن الزيارة هي ضد مصلحة تونس حاضرا ومستقبلا، ويجب ألا تُرهَن تونس بالمكاسب المادية، وبرر الجبالي موقفه بالقول إن ما أقدم عليه بن سلمان من تعدٍ صارخ على القيم الإسلامية والإنسانية في بلاده وخارجها، -وآخرها جريمة القتل والتمثيل بالصحفي جمال خاشقجي، يحتم عدم الترحيب به على أرض تونس الثورة. مصر ترفض وقالت مصادر داخل تونس إن شائعات سرت مؤخرا عن إلغاء هذه الزيارة، لكن الرئاسة التونسية نفت تلك الأنباء، في حين قالت وسائل إعلام تونسية إن زيارة ولي العهد السعودي يبدو أنها ستبدأ في وقت متأخر من اليوم، وطالب بعض الحقوقيين بملاحقة محمد بن سلمان قضائيا لشبهة تورطه في مقتل خاشقجي و”ارتكابه جرائم ضد الإنسانية” في اليمن، حيث تعد تونس من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وفي رسالة مفتوحة إلى الرئيس التونسي، عبرت نقابة الصحفيين عن “استهجانها لزيارة ولي العهد السعودي، كونه خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وعدوا حقيقيا لحرية التعبير”، معتبرة الزيارة “اعتداء صارخا” على مبادئ الثورة، وفي مصر أدان صحفيون وناشطون سياسيون، زيارة بن سلمان بعد فترة قصيرة من جريمة قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا. وقال سياسيون مصريون ونشطاء إن :”مكان ابن سلمان هو قفص الاتهام لمحاكمته على ما ارتكبه النظام السعودي من جرائم. وليس الاستقبال الرسمي هنا في القاهرة”، وأصدر أعضاء بنقابة الصحفيين، الأحد الماضي، بيانًا وقعه نحو 200 عضو بالجمعية العمومية للنقابة، بإدانة الزيارة لأربعة أسباب: “إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية”. nbsp;