بدأت تركيا في كشف مزيد من الأدلة حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في 02 أكتوبر الماضي، وسط ضغط من الرئيس رجب طيب أردوغان على النظام السعودي وحكومات الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا من أجل كشف النظام السعودي عن تفاصيل أكثر حول الجريمة الوحشية ومكان الجثة ومن أصدر الأمر بالجريمة. واليوم الثلاثاء 13 نوفمبر كشفت تركيا عن “3” أدلة جديدة حول تورط محمد بن سلمان في الجريمة التي هزت أرجاء العالم. الدليل الأول: ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول قيام اللواء ماهر مطرب قائد مجموعة الاغتيال وأحد أبرز المقربين من “بن سلمان” بإجراء اتصال هاتفي بأحد المسئولين السعوديين بعد مقتل خاشقجي، وقال له: “أخبر رئيسك بأنّ المهمة انتهت”. وقالت الصحيفة إنّ المكالمة التي أجراها مطرب، أحد ال15 سعوديًا الذين قدموا إلى إسطنبول من أجل اغتيال خاشقجي، دارت باللغة العربية، وإنّ المقصود بكلمة “رئيسك” الواردة بالحوار، هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ووفقًا للصحيفة، فإنّ الشخص الذي تحدّث معه مطرب هو أحد مساعدي ولي العهد بن سلمان. الدليل الثاني: ما نشرته صحيفة “صباح” التركية في عدد اليوم الثلاثاء من صور من أجهزة فحص الأمتعة “X Ray”، لحقائب فريق اغتيال خاشقجي والتي كشفت احتواء الحقائب على مقصّات وحقن وأجهزة تشويش. وبحسب الصحيفة، فإن الصور تعود لفحص حقائب فريق الاغتيال السعودي المكون من 15 شخصًا، في أول طائرة خاصة غادرت مطار أتاتورك بإسطنبول، قبل أن يتم تفتيشها بدقة؛ بسبب أنّ الإبلاغ عن فقد خاشقجي كان عند الساعة 17:50 بالتوقيت المحلي، وإقلاع الطائرة الأولى كان في الساعة 18:20. وأوضحت الصحيفة أنّ أبرز المعدات التي تم الكشف عنها في حقائب المغادرين؛ هي: 10 هواتف للتحدث المباشر، و5 أجهزة لاسلكية والكوابل المناسبة لها، وحقنتان، وجهازا صعق، وجهاز تشويش، و3 كباسات، وجهاز قطع وثقب يشبه المشرط، حيث يجري تقييم الأمر على أنّ هذه الأجهزة هي لمنع تعقبهم ورصدهم، واستخدام الإبر وباقي المعدات في تخدير الضحية وقتله. وتعتقد الجهات المعنية، بحسب الصحيفة، أنّ الكباسات استُخدمت بعد تقطيع الجثة من أجل تغليفها ومنع عملية التسريب لأي سوائل منها، كما أنّ التقارير المتعلقة بهذه الأجهزة تظهر أنّها معدات تستخدم من قبل أجهزة المخابرات من أجل تنفيذ عمليات خارج البلاد. وبيّنت الصحيفة أنّ فريق الاغتيال الذي يتزعمه ماهر المطرب أخرج هذه الأجهزة بغطاء الحصانة الدبلوماسية، ووضعها في الطائرة، وهذه الآلات تُعد بمثابة دليل على أنّ تخطيط الجريمة وتنفيذها كانت بأوامر من الرياض. وحول صور الحقائب والآلات، كشفت صحيفة “صباح” أنّ الجهات الأمنية أعدّت تقريرين حول هذه الأجهزة من قبل قوى الأمن والمخابرات، وتمّ تقديمهما للجهات المعنية، وتضمن التقريران أنّ هذا النوع من أجهزة الاتصالات الموضوعة في الحقائب هي لمنع عمليات التعقب، وتستخدم في عمليات الاغتيال من قبل أجهزة المخابرات. الدليل الثالث: جاء في تصريحات الرئيس التركي أردوغان، اليوم الثلاثاء وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن وسائل إعلام تركية؛ حيث قال الرئيس التركي: إنّ التسجيلات التي أطلعت بلاده حلفاء غربيين عليها، فيما يتعلّق بمقتل خاشقجي “مروعة”، وأصابت ضابطًا في المخابرات السعودية بالصدمة عند الاستماع إليها. وأضاف: “التسجيلات مروعة بحق. وعندما استمع ضابط المخابرات السعودية إلى التسجيلات أُصيب بصدمة لدرجة أنّه قال: لا بد أنّ هذا الشخص تعاطى الهيرويين، لا يفعل هذا إلا شخص تعاطى الهيرويين”. وأضاف أردوغان أنّ من الواضح أنّ قتل خاشقجي كان مدبرًا، وأنّ الأمر صدر من أعلى مستوى للسلطات السعودية، معربًا عن اعتقاده بأنه ليس للأمر علاقة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلاً إنّه يكن له “احترامًا لا حدود له”. وتابع أردوغان: “يقول ولي العهد: سأوضح الأمر وسأفعل ما هو ضروري. ونحن ننتظر بفارغ الصبر”، مشيرًا إلى أنّ الجناة من بين 18 مشتبهًا بهم محتجزون في السعودية، وتابع “لا بد من الكشف عمن أصدر الأمر بالقتل”. وبعد إنكار دام 18 يومًا، أقرّت الرياض رسميًّا، في 20 أكتوبر الماضي بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة. وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، بينما أكدت النيابة العامة التركية أنّ خاشقجي قُتل خنقًا فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، “وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً”، وأكدت أنّ الجثة “جرى التخلص منها عبر تقطيعها”. وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، التي يكتب فيها خاشقجي مقالات تنتقد النظام السعودي، قد نقلت سابقًا عن مسئولين أمريكيين وأتراك، لم تكشف أسماءهم، أنّ تسجيلات فيديو وأخرى صوتية تثبت أنّ خاشقجي قُتل داخل القنصلية وتم بتر أعضائه!.