اغتصاب الذوق العام.. هذا ما يفعله إعلام الانقلاب في المصريين، حتى إن الفنان أحمد عدوية اعترض على الوباء السمعي الذي تنشره سلطات العسكر، وقال إن “الأغاني الشعبية المنتشرة اللي فيها ألفاظ خارجة زى المهرجانات متنفعناش”. ووجّه “عدوية” رسالة إلى الذين يقدمون الأغاني الشعبية أمثال حمو بيكا ومجدي شطة، والتي بها ألفاظ خارجة، بأنها تسيء للأغنية الشعبية قائلا: “عيب عليهم الأغاني اللي بيغنوها دي أعوذ بالله، عيب تغني كدا”. وتفاعل النشطاء مع منع حفل حمو بيكا، الذي كان مقررا إقامته الجمعة الماضية في منطقة العجمي، بعدما استجابت سلطات الانقلاب للضغوط التي مارسها رواد السوشيال ميديا، وأبدى كثير من المصريين استياءهم من حالة التردي الفني التي تداهم الذوق العام، وآخرها ظهور حمو بيكا، وطالب النشطاء حكومة الانقلاب بملاحقتهم بدلا من الترويج لهم؛ لحماية الفن والمجتمع من هذه الظواهر السلبية. إبداع العسكر ومنذ انقلاب 30 يونيو 2013، انتشر الإسفاف والابتذال الذي اختلط بالأغاني، من أول أغنية “تسلم الأيادي” التي مجدت قتل عصابة الانقلاب للمصريين، ثم ظهور بعض الأغاني ذات الطابع العنصري، مثل أغنية “انتو شعب وإحنا شعب” التي غناها علي الحجار، وظهور أخرى تفسد الذوق العام، وهو ما أدى إلى اشتعال السوشيال ميديا لإلغاء حفل حمو بيكا ومجدي شطا. وأكد مراقبون أن وزارة الثقافة في حكومة الانقلاب بدلا من القيام بدورها في الرقابة على مثل تلك المصنفات ومنع انتشارها، للحفاظ على الذوق العام للشعب المصري، تقوم بغض الطرف عن هؤلاء البلطجية ونشر الأغاني المنحطة التي تخدش الحياء؛ بهدف إفساد ما تبقى من وعي المصريين بمثل تلك الأغاني، التي يُصدرها مطربون مغمورون يفسدون الفن. وربما لم يسمع البعض عن مُطربين باسم “حمو بيكا” و”مجدى شطا”، تفاخر بهم إعلام السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وهم يقدمون نوعًا من الإسفاف والابتذال الذي لا بد من مواجهته. وتتعرض الأغاني الشعبية لنوع من الإسفاف والابتذال من بلطجية الفن المغمورين، وبالتالي لا بد من وقفة أمام هذا الإسفاف، وباتت هناك ضرورة لمنع مثل هذه الأغاني من الانتشار واستماع الشباب لها. أجور الفسدة ونظرًا لتشجيع سلطات الانقلاب للإسفاف والفن الهابط خلال الفترة الماضية، وصل سعر الساعة التي يحيي بها “بيكا” الأفراح الشعبية إلى 18 ألف جنيه، ويحيي معه الأفراح ضمن فرقته الفنانان الشعبيان “علي قدورة” و”نور”، ووصل سعر الساعة التي يغنيها مجدي شطة في الأفراح الشعبية إلى 10 آلاف جنيه، وإذا جاء بفرقته كاملة يصل أجره في الساعة إلى خمسة عشر ألف جنيه، ويقدم المطربان الشعبيان محمد الفنان وإسلام الأبيض، الأفراح الشعبية بأربعة آلاف جنيه، وإذا أتوا بفرقتهم كاملة يصل أجرهم إلى 6.5 ألف جنيه. وعلى نهج أبو الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر والمخلوع مبارك، سعى السفيه السيسي لتقوية علاقته بالفنانين، إذ تجسدت بوادر هذا التقارب وهو لا يزال وزيرا للدفاع، عندما دعا السفيه مجموعة من الفنانين، منهم المطرب “محمد فؤاد”، إلى حضور الاحتفال بعيد تحرير سيناء بجامعة المستقبل في أبريل عام 2013، ووجه السفيه وقتها التحية إلى الفنانين أثناء الاحتفال. وفي العام نفسه، في مايو، دعا السفيه السيسي مجموعة من الفنانين- كان على رأسهم “عادل إمام” و”حسين فهمي”- إلى حضور تفتيش الحرب الذي أجراه بالفرقة التاسعة مدرعات، وبعد الانقلاب العسكري والغدر بالرئيس مرسي ظلت العلاقة مستمرة، ففي ذكرى احتفالات السادس من أكتوبر عام 2013، دعا السفيه بعض الفنانين، وعلى رأسهم الفنان “أحمد السقا” و”سامح حسين”، إلى حضور احتفالات أكتوبر. بالإضافة إلى أنه في مايو عام 2014، دعا السفيه إلى عقد اجتماع مع الفنانين، وذلك أثناء ترشحه في مسرحية الرئاسة، إذ كان من أبرزهم الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وإلهام شاهين، وعزت العلايلي، ودار الحوار بينهم حول مستقبل الفن والإبداع في مصر، هذا الإبداع الذي أنتج حمو وبيكا وشطا!.