ربما مر هذا الخبر عابرًا بين سطور الأخبار المتسارعة كل يوم في محطات وفضائيات وصحف دولة العسكر؛ حيث كشفت مصادر مطلعة بالهيئة الوطنية للإعلام؛ عن تخصيص قطعة أرض مساحتها 800 متر لصالح مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون المعروف باسم “ماسبيرو”، داخل العاصمة الإدارية الجديدة. وأوضحت المصادر أن حسين زين، رئيس الهيئة؛ تواصل مع المسئولين بدعم من هالة السعيد وزيرة التخطيط بحكومة الانقلاب، لحصول “ماسبيرو” على مساحة داخل العاصمة مجانًا. وقالت المصادر التي رفضت ذكر اسمها أن قطعة الأرض تعني تواجدًا فعليا للتليفزيون المصري (ولو بشكل إداري بسيط) في العاصمة الجديدة، وفق حديثه. المهمة “ماسبيرو” ودأب نظام عبد الفتاح السيسي على محاولات حثيثة لتغيير معالم أقدم مؤسسة إعلامية عربية “اسبيرو”، وهو الأمر الذي دفع أحد أبواق الانقلاب، مصطفى بكري، للإشارة إلى بوادر للبيع، بعدما زعم أن هناك جدلاً كبيرًا تشهده المؤسسات الإعلامية؛ بسبب ما تردد عن وجود خطة لإعادة هيكلة ماسبيرو، وأشار إلى أن هذه الخطة تعتمد على استحداث كيانات أخرى جديدة تكون بديلة عن القطاعات الحالية. ويسمى مبنى الإذاعة والتلفزيون، المطل على النيل بالقاهرة، اختصارا “ماسبيرو”، نسبة إلى المكان الذي بُني فيه بداية ستينيات القرن الماضي، كأهم عناصر القوة الناعمة للأنظمة المصرية المتعاقبة، و”ماسبيرو”نسبة إلى جوستاف ماسبيرو المهندس الفرنسى الشهير. مقترح برلماني كان برلمان العسكر قد ناقش مؤخرا طرح “ماسبيرو” للبيع ليعيد إلى الأذهان مقترحات بيعه الذي بدأت في 2014؛ حيث دعا المهندس ورجل الأعمال الموالي للعسكر نجيب ساويرس في أغسطس 2014، إلى إعادة طرح عدد من القنوات التلفزيونية المملوكة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون للبيع في مزايدة عامة بزعم سد الديون!. واستند ساويرس على تصريح سابق لوزير الإعلام الأسبق، أسامة هيكل، قال فيه إن ديون اتحاد الإذاعة والتلفزيون بلغت 20 مليار جنيه، وتشكل عمالة الاتحاد حوالي 35 ألف موظف عبء زائد بسبب التعيين دون حاجة العمل، مردفا:حرام إهدار فلوس الشعب على تلفزيون لا يشاهده أحد! “عز” على الخط في 29 مايو 2015، كشفت تقارير صحفية عن دخول رجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني المنحل، في منافسة مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، على شراء أرض مبنى الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو”، وحق استغلال عدد من القنوات الفضائية لتصل قيمة العرض المقدم من قبل أحمد عز إلى 5 مليارات جنيه مقابل شراء أرض ماسبيرو، وحق استغلال قنوات ومحطات إذاعية تابعة للاتحاد مقابل 3 مليارات جنيه. وتضمن عرض عز الحصول على حق استغلال عدة قنوات تلفزيونية تابعة للاتحاد، هي نايل لايف، ونايل سينما، ونايل دراما، بالإضافة إلى الفضائية المصرية، والقناة الثانية الأرضية مقابل 300 مليون جنيه سنويًا لمدة 10 سنوات وتضمن العرض دفع مبلغ مليار جنيه فور توقيع عقد شراء الأرض، على أن تتولى الحكومة إخلاء المبنى من الموظفين، وتسليمه لساويرس خاليًا، مع منح رجل الأعمال حق استغلاله بالوضع الذى يراه مناسبًا، سواء باستمراره كمبنى إعلامى، أو تحويله إلى أى نشاط آخر. خطط حاضر وكشف اللواء أحمد زكي عابدين رئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية الجديدة، أنه سيتم نقل مدينة الإنتاج الإعلامى إلى العاصمة الإدارية الجديدة، موضحا أن أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس نواب العسكر، تواصل معه للحصول على مساحة أرض داخل العاصمة من أجل بناء مدينة إنتاج إعلامى هناك، وتابع:”هو كان فاكر أنو هيخدها ببلاش بس أنا قلت ليه مفيش حاجة ببلاش لأن المرافق بتتعمل غالية جدًا هناك”. وأضاف “عابدين”، خلال حواره ببرنامج “هنا العاصمة”، الذى كانت تقدمه الإعلامية لميس الحديدى، عبر فضائية “cbc”، أنه فى يونيو من عام 2019 ستدير حكومة الانقلاب شئون البلاد من العاصمة الإدارية الجديدة بحضور الإذاعة والتلفزيون والقيادات الرسمية. 41 مليار جنيه وحاولت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة الاقتصاد بحكومة الانقلاب، إرجاع أزمات "ماسبيرو" إلى دوامة الديون التي تعصف به منذ سنوات؛ حيث أكدت أن حجم المديونيات المتراكمة على اتحاد الإذاعة والتليفزيون وصل 32 مليار جنيه، علاوة على اشتباكات مالية مع جهات أخرى تصل إلى 9 مليارات جنيه. وزعمت أن المشاكل التي تواجه ماسبيرو ليس فقط المديونيات المالية، ولكن مشاكل أخرى يتعرض لها مثل باقي مثل مؤسسات الدولة من حيث كثرة العمالة. وادعت أنه رغم المشكلات السابقة فإن موضوع تطوير اتحاد الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو من الموضوعات العامة التي تعمل الوزارة عليه حاليا. الناشط والباحث أشرف العجى قال إن مخطط اللهث وراء بيع أرض” مبنى ماسبيرو” مخطط له منذ فترة على غرار حديقة حيوان الجيزة وأنطونيداس والأميرة فوزية بالإسكندرية وقصر الأحمر بالمنصورة ،وجميع ما سبق يدر مبالغ مالية يتهافت عليها المستمثرون العرب قبل الأجانب. ويضيف فى منشور له بفيس بوك: مبنى الإذاعة والتلفزيون الحالى ” ماسبيرو” تصل مساحتة إلى 10 أفدنة كاملة يقدر ثمنها الأن وفق المعطيات الجديدة ب20 مليار جنية كأرقى وأفخم المناطق بمصر. بنك الاستثمار واستمرارا لنية سلطة العسكر فى بيع "ماسبيرو" ، قال محمود منتصر، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة بنك الاستثمار القومي، إن الهيئة الوطنية للإعلام عرضت على البنك بيع قطعة أرض تمتلكها في إحدى المحافظات على مساحة 190 فدانا، واستخدام حصيلة البيع في سداد جزء من مديونياتها للبنك. وأضاف منتصر، في تصريحات صحفية، أن مستحقات البنك لماسبيرو تبلغ نحو 32 مليار جنيه وأنها متراكمة منذ سنوات طويلة.. "بعد انتهاء الجهات المعنية بتقييم قطعة الأرض التابعة لماسبيرو سيتم طرحها للبيع واستغلال ثمنها في تسوية بعض مستحقات الهيئة للبنك"، بحسب ما قاله منتصر. وتابع أن الأراضي المعروضة من الشركة ستكفي لسداد كامل مديونيتها للبنك، مشيرا إلى أن هناك جهات تجري حاليا تقييما لأراضي الشركة والتحقق من تسجيلها وتراخيصها، تمهيدا لنقل ملكيتها للبنك. كما كشف أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في برلمان العسكر، عن قيام بنك الاستثمار القومى بالاستحواذ على كامل أسهم اتحاد الإذاعة والتلفزيون “ماسبيرو”، مقابل الديون المتلاحقة على الاتحاد، مشيرا إلى أن البنك يحصل على كل أرباح شركة “نايل سات” رهن الوفاء بالدين المقدر بالمليارات. من جانبه، قال حمدى عبدالهادى، ممثل الجهاز المركزى للمحاسبات، خلال اجتماع اللجنة في برلمان العسكر: إن شركة صوت القاهرة مملوكة للاتحاد بنسبة 100%، ولكنها مثقلة بالديون، حيث بلغت مديونياتها فى 2016 فقط 310 ملايين جنيه.
22 مليار خسائر المركزي للمحاسبات وأكد الدكتور حسين أمين عميد كلية الإعلام السابق بالجامعة الأمريكية ومدير مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة حاليا، أن ديون الإذاعة والتلفزيون تصل إلى 22 مليار جنيه في ظل عدم وجود موارد توقف نزيف الخسائر فضلا عن المساهمة في تعظيم الموارد. وطبقا لمستندات نشرت عبر الإنترنت، صادرة من الجهاز المركزي للمحاسبات، فإن نفقات الأجور والخدمات الترفيهية بماسبيرو وصلت ل مليار و4 ملايين جنيه خلال العام 2017- 2018، والتى بلغ إجماليها 2 مليار و200 مليون جنيه، حيث شكلت مخصصات المكافآت مليار و41 مليون جنيه بنسبة 87% من إجمالى موازنة الأجور. كما تم تخصيص مليون و500 ألف جنيه للإنفاق على الأغذية التى تصرف للعاملين، ومليون و100 ألف ملابس تصرف للعاملين، فيما تم تخصيص مبلغ 96 مليون جنيه تكلفة العلاج الطبى للعاملين، و3.5 مليون تكلفة خدمات ثقافية واجتماعية ورياضية وترفيهية للعاملين، بالإضافة إلى 151 مليون حصة الهيئة فى تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة. تسريح العمال المتتبع لمواقف سلطة الانقلاب الأعوام الماضية تكشف النوايا السيئة تجاه المبنى الأثرى العتيق والتاريخى لمصر، حيث كشفت لجنة مخصصة في برلمان العسكر، لمناقشة تردي أوضاع “ماسبيرو”، وأنّ أوضاع الاتحاد كارثية، ولا بد من تقديم الدعم له، فضلا عن أن الفساد أدى لتعيين 35 ألف موظف لا حاجة لهم في قوة العمل. الكيان الصهيوني الكاتب الصحفى محمد طرابية كشف عن اختفاء تراث ووثائق “لا تقدر بثمن”، بمقدار 41 ألفا و200 شريط، من مبنى التلفزيون بماسبيرو. وبحسب “طرابية”، فى مقال له تحت عنوان “حكاية (308) ملايين جنيه (تايهة) داخل التلفزيون المصرى!، وجّه تساؤلات، قائلًا: “ماذا فعلتم يا قيادات ماسبيرو فى القضية التى كشفها الجهاز المركزى للمحاسبات فى تقاريره الرسمية، حول اختفاء 41 ألفا و200 شريط من مبنى الإذاعة والتلفزيون منذ عام 2001، إضافة إلى 13 ألف شريط تمت إعارتها لمخرجين ومعدين ومنتجين منذ عام 1993 لم تعد حتى الآن؟ وأضاف “طرابية” أن الجهاز المركزي أشار إلى أن هذه الشرائط تحتوى على تراث سينما وتلفزيون وتاريخ مصر، ومسجل عليها حلقات نادرة وذات قيمة سياسية ودينية وتاريخية لا تقدر بثمن. إسرائيل تنتظر يأتي هذا بعد تداول تقارير كشفت أن الكيان الصهيوني يخطط للاستحواذ على أرشيف الدراما المصرية العتيقة من خلال أصحاب نفوذ قوي بدولة العسكر، من داخل مبنى ماسبيرو. وكان أسامة الشيخ الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون قد حذر من غزو إعلامي فضائي للسماء العربية تقوده دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقال عبر صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك”: “تحركات مريبة غير مصرية لشراء أرشيف الدراما المصرية من القطاع الخاص، وشبكات إقليمية تعتمد موازنات ضخمة أفلام ومسلسلات عربية”.