اليقين في نجاحهم ومعرفة قدراتهم النوعية على مواجهة الأزمات، من أهم أسباب الإطاحة بالإخوان كمعارضة في زمن المخلوع، وكنواة لمشروع سلطة في السنة الماضية. لم يستطع أي من الفصائل ذيول الانقلاب تحقيق أية نجاحات في أي مجال طيلة زمن المخلوع. على الطرف الآخر وجدنا الكثير عملياً في نفس العقود، وعلى المستويات الطلابية والنقابية والعمل الخيري والبرلماني المحدود تزويرياً، حتى على مستوى السياسة الخارجية، حقق الإسلاميون الإخوان إنجازات يشار إليها على مستويات الإغاثة الإنسانية، واستعادوا منظمات عربية مهنية إلى مقرها بالقاهرة، بعدما كانت خرجت من مصر إبان حقبة كامب ديفيد الساداتية. لهذا سيفشل مجهضو الثورة لا محالة. لم يجد المصريون عند حلفاء الانقلابيين - سواء من اليمين أو اليسار أو القومجية - رؤية أيديولوجية ولا سلوكاً أخلاقياً فردياً على مستوى التعامل المجتمعي. كثيرون منهم جربوا فينا طيلة العقود الماضية النهب وسوء الإدارة، فما الجديد عندهم؟ ومن الجدد فيهم؟ وما تاريخهم؟ وما هي سوابق خبراتهم وأعمالهم نصف الناجحة؟. على سبيل المثال، في الحكومة الانقلابية الآن نحو أحد عشر وزيراً لم نسمع لأي منهم رؤية مستقبلية، ولم نقرأ أن واحداً منهم صنع لمجتمعه الصغير أو الكبير شيئاً يذكر. ربما سمعنا هتافات مسجوعة لوزير العمل "أبو عيطة" محمولاً على أكتاف حوارييه القومجية. لا الطبيب فيهم ولا المهندس ولا الثري أو المتوسط الحال أسس جمعية خيرية أو مدرسة أو مستوصفاً طبياً، الشهادة لله بعض القومجية أسسوا أو عملوا في دكاكين حقوقية تغترف من معونات أجنبية بالعملة الصعبة. المواطن الصحفي مراسلاً ومصوراً من يعتقلون المراسلين يفوتهم أن المواطن الصحفي ينافس ويحل محل المراسل والمصور المحترف منذ سنوات. لا عزاء للأغبياء. الحرية لمراسل بني سويف الزميل العزيز محمد ربيع.