استنكر الكاتب الصحفي طه خليفة الموقف المخزي لرئيس الوزراء الانقلابي-حازم الببلاوي- من مجازر فض اعتصامي مؤيدي الشرعية برابعة العدوية والنهضة والتي ارتكبتها ميليشيات الانقلاب الدموي، والأكثر من ذلك هو تبريره لمثل هذه الأعمال الوحشية وغير الإنسانية. وقال خليفة في مقال له بجريدة الراية القطرية:" أتصوّر أن حكم التاريخ قد لا يكون في صالح الدكتور حازم الببلاوي، ليس فقط لأنه رئيس الحكومة الذي حصلت تلك المجازر في عهده، وما زالت الدماء تسيل في الشوارع كل يوم، إنما لأنه خرج ليبرّر مجددًا الاستخدام المُفرط للقوة في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في حواره مع قناة أمريكية مؤخرًا، فلم يتحرّج أن يدعي في ردّه على أسئلة المذيعة أن "هناك أوقات ترتكب فيها جرائم وحشيّة، لكن هذا لا يعني أن يصبح هذا أسلوب حياة"، علاوة على تشبيهه الصادم لضحايا عملية الفضّ بما فعلته أمريكا في فيتنام والحرب العالمية الثانية!". وأضاف الكاتب :" كنت أظنّ أنه بعد أسبوعين مما حصل وبعد كل ما يتكشف من جوانب تلك المأساة أن يسعى رئيس الحكومة الانقلابية لتطبيب جراح أسر وأحبّة الضحايا، ومحاولة ترميم جدار السلم الأهلي الذي يتمزّق بكلمات مقبولة وليست استفزازيّة، لكنه ما زال على موقفه المتشدّد مما حصل، وهذا منطق يصعب فهمه من رئيس حكومة لا يشعر بوخز الضمير لسقوط أكبر عدد من الضحايا في اعتصامات ومظاهرات في تاريخ مصر الحديث في عهده وفي زمن قصير، فهو في حديثه يعترف للمذيعة بأنه لم يشعر بتأنيب الضمير، إنما الذي يشعر به هو السوء لمقتل أناس هنا وهناك". وأوضح الكاتب أن تلك الازدواجية التي تعامل بها رئيس الوزراء الانقلابي تظهر جلياً عندما نعرف أن الببلاوي سبق وأن استقال من قبل من حكومة الدكتور عصام شرف اعتراضا علي ضحايا ماسبيرو، فقال:" ولماذا نذهب بعيدًا فهو - الببلاوي نفسه - قدّم استقالته من حكومة الدكتور عصام شرف في نوفمبر 2011، وكان وزيرًا للماليّة ونائبًا لرئيس الوزراء احتجاجًا على مجزرة "ماسبيرو" وقال بعدها لبرنامج "العاشرة مساءً" إن الحكومة التي لا تكون غير قادرة على حماية دماء مواطنيها عليها أن تستقيل، ولن نقلل من شأن 26 نفسًا بشرية سقطت في "ماسبيرو" مقارنة بألف أو أكثر في "النهضة" و "رابعة"، فمقتل نفس واحدة بغير حق يعادل قتل الناس جميعًا. وتساءل خليفة: لماذا لم يستقل الببلاوي؟، أليس هؤلاء مواطنين مصريين، أم هم من الأغيار؟، هنا يظهر التناقض والازدواجية لدى بعض دعاة الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر التي تسودها الكراهية ودعوات استئصال الخصم من جذوره، ألم تتفاخر جبهة الإنقاذ في بيانها بأن مصر رفعت رأسها عاليًا بعد فض الاعتصامات؟، نعم ارتفع عاليًا، لكن على أشلاء وأجساد وجماجم الألوف من أبنائها".