انتقد الدكتور سيف عبد الفتاح، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حكومة الانقلاب التي أتت بعد تكسير كل ما يمت بصلة إلى القانون وبعد وصول رئيس مدني منتخب إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، متسائلا: كيف يأتي أحد وزراء الرئيس محمد مرسي ويعزله عن السلطة ثم يقوم بتعطيل الدستور الملقب بأبوالقوانين؟ وقال عبد الفتاح، في برنامج " على مسئوليتي" على الجزيرة مباشر مصر، إن القانون يستمد حجيته وشرعيته من الدستور ومن هنا يأتي مفهوم الشرعية الدستورية؛ مما يعني أن الانقلابيين ضربوا دولة القانون في مقتل. وخاطب عبدالفتاح الببلاوي قائلا : عن أي شرعية تتحدث؟ شرعية القوة و الدولة البوليسية؟ عليك أن تدرك جيدا أنك أتيت على ظهر الدبابات و لم تأت بانتخابات حتى تكون لك شرعية ؛ أما حديثك عن عدم المصالحة مع من تلوثت يدهم بالدماء فهو دليل أنك لا تنظر ليدك التي تقطر دما ولكني أبشرك بأنك ستأتي يوما صاغرا لمحاكمات شافية يا صاحب حكومة البلاوي والكوارث ؛ و سيعلم اللذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وأضاف: حينما يكون لدينا مؤسسة منتخبة كمجلس الشورى لا يمكن بأي حال من الأحوال حله و هدمه؛ فحكومة الببلاوي أتت بعد كل هذا التكسير في البناء القانوني لتصبح حكومة انقلاب لا حكومة قانون لأن كل مكوناتها مهما ادعت الليبرالية والمدنية لا يمكن أن تأتي عن طريق صندوق الانتخاب فقرروا المجئ على دبابات العسكر لتنفذ ما يمكن تسميته بقاطعة الطريق لا خارطة الطريق في تهديد صريح للأمن القومي المصري. وأشار عبد الفتاح إلى حادث ماسبيرو الشهير الذى دهست فيه دبابات الجيش متظاهرين مسيحيين واعتقلوا بعضهم فخرج الدكتور الببلاوي وهو نائب رئيس وزراء في حكومة عصام شرف بإستقالته كي يضغط على الحكومة كلها لتستقيل وما قاله عن أن حادث ماسبيرو من أخطر الكوارث التي مرت على مصر لأن المصريين يقتلون بعضهم وهذا شئ لا يمكن تحمله. وقال عبد الفتاح، "هنا أسأل الدكتور الببلاوي بدوري: كيف تحملت مقتل 3000 مصري بدم بارد وفقا لتعليماتك و أوامرك و أقيمت لهم المجازر و المخانق و المحارق ؟ أيام ماسبيرو كنا نتحدث عن 19 ضحية لا 3000 شهيد و أكثر من 10000 جريح وهو الآن في مكان عصام شرف و مسئول مسئولية مباشرة عن دم كل ضحايا فض اعتصامي النهضة ورابعة وفي كل مجازر الحرس الجمهوري والمنصة والنهضة ومسجد الفتح وهنا فقد عبدالفتاح أعصابه ليصيح " أنت شايف ولا بتستعمى؟!. وأضاف " إذا كان ما شهده ماسبيرو من أكبر المجازر فكيف تسمي ما فعلتك الدنيئة أنت و نظامك في هذه المقتلة التي حصدت الآلآف ؛ يبدو و الله أعلم أنه لم يكن يعني ما قال أيام ماسبيرو لأنه لو يملك هذا الإحساس لكان شعر بحقيقة جرمه الذي اقترفه و حتما سيحاسب عليه. وتابع : قال الببلاوي أيضا أيام ماسبيرو أن وظيفة الحكومة هي تحقيق الأمن ولأننا فشلنا فيه لابد أن نستقيل؛ وبدوري أذكره بما قال وأطالبه بتنفيذه وإذا كان الأمن بالنسبة للبلاوي يعني القتل والدم إذا فهو جاهل بأبسط قواعد الأمن الإنساني وهي العيش في عدل واستقرار وامان وعدل وغير ذلك هو ما يهدد الأمن القومي المصري مما يجسد مدى فشل حكومتك المتجردة من كل معاني المسئولية و الأمن و لم يعد مستبعدا أبدا أني حدث هذا من حكومة انقلابية. وأوضح انه من الطبيعي أن نقارن بين مواقف الببلاوي قبل و بعد الإنقلاب و كأنه يجهل أن المسئول عن مجزرة ماسبيرو هو المجلس العسكري و مع ذلك وجه خطابه لعصام شرف المغلوب عن أمره و لم يقدر على توجيه كلمة نقد واضحة للمجلس العسكري.