كشفت وكالة الأنباء الفرنسية، عن تفاصيل صادمة بخصوص أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث أشارت المعطيات الجديدة إلى تورط نظام الانقلاب في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد في الإمارات بمساعدة السعودية في إخفاء خاشقجي، وسط احتمالات تتزايد باغتياله. ولفتت الوكالة- في تقريرها اليوم- إلى أن إعلان وزارة الخارجية التركية عن أن السعودية سمحت بتفتيش مبنى قنصليتها في إسطنبول من قبل أجهزة الأمن التركية في إطار التحقيق في اختفاء خاشقجي، وسط تأكيدات من الشرطة التركية أنه لم يخرج منها أبدًا على قدميه، بالإضافة إلى شهادة خطيبته. وأشارت فرانس برس إلى أن مسئولين أتراكًا قالوا إنه بحسب عناصر التحقيق الأولى، فإن خاشقجي اغتيل في القنصلية، وهي معلومات نفتها الرياض بشكل قاطع، وقالت “واشنطن بوست”، نقلا عن مسئول أمريكي أُطلع على المسألة من نظرائه الأتراك: إن جثة خاشقجي قطعت على الأرجح ووضعت في صناديق قبل أن تُنقل عبر طائرة خارج البلاد. وسلطت الوكالة الضوء على ما ذكرته شبكة “تي آر تي وورلد” التركية العامة الناطقة بالإنجليزية، اليوم الثلاثاء، بأن السلطات التركية تشتبه بمجموعة من السعوديين قدمت إلى إسطنبول في نفس يوم اختفاء الصحفي، وأنها غادرت حاملة معها صور كاميرات المراقبة المنصوبة في القنصلية. وبحسب معلومات صحيفة “صباح” الموالية للحكومة، فإن طائرتين خاصتين تملكهما شركة قريبة من السلطات السعودية هبطتا في إسطنبول، في 2 أكتوبر، وغادرتا في اليوم نفسه، إحداهما إلى دبي في الإمارات والأخرى إلى مصر، ومن هذين البلدين عادتا إلى السعودية كما قالت الصحيفة، وهو ما يعيد إلى الأذهان دور عسكر مصر في التعذيب بالنيابة عن عدة أنظمة أخرى، حيث رجح محللون أنه في حالة بقاء خاشقجي حيًّا فإنه الآن في مصر أو الإمارات لتعذيبه بتعليمات من ابن سلمان. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يجري التدقيق عن كثب بمداخل ومخارج القنصلية، وكذلك طريق المطار ذهابًا وإيابًا، مشيرا إلى أنه ينتظر نتائج التحقيق، داعيًا السلطات السعودية إلى إثبات أن خاشقجي غادر فعلا القنصلية كما تقول. وقالت صحيفة الصباح، إن الأشخاص الذين قدموا على متن هاتين الطائرتين حجزوا غرفًا في فنادق قريبة من القنصلية السعودية حتى 5 أكتوبر، وبعضهم تسنى له الوقت لوضع أغراضه في الغرف ثم العودة وأخذها في اليوم نفسه، لكن لم يمض أي منهم الليلة هناك، كما شوهدت ست سيارات أيضا تخرج من القنصلية بعد ساعتين ونصف الساعة على دخول خاشقجي، كما أضافت الصحيفة التركية متحدثة عن احتمال أن يكون الصحفي لم يقتل، وإنما نقل على متن إحدى هاتين الطائرتين لمصر أو الإمارات. وفيما يتعلق بخطة تأمين الواقعة، قالت صحيفة “صباح” التركية أيضا إن الموظفين الأتراك في مقر القنصل الذي يبعد نحو 200 متر عن مبنى القنصلية، حيث شوهدت أيضا بضع سيارات تدخل وتخرج إليه خلال ذلك النهار، مُنحوا يوم إجازة بشكل سريع في 2 أكتوبر من قبل القنصلية؛ لمنعهم من متابعة ما يجري أو تعطيل خطتهم.