كشف شهود عيان أن قوات الجيش بدأت مؤخرا، باعتماد أسلوب جديد في محاربة الأنفاق المنتشرة على طول الحدود الفلسطينية المصرية، يتمثل بتدمير المنازل التي تتواجد فيها فوهات الأنفاق في مدينة رفح (المصرية) الواقعة أقصى شمال شبه جزيرة سيناء. وأوضح عدد من سكان المنطقة الحدودية في مدينة رفح (الفلسطينية) جنوب قطاع غزة، أن الجيش المصري بدأ منذ أسبوع بتدمير عدد من المنازل التي تتواجد بها فوهات أنفاق تُستخدم لتهريب السلع للقطاع بواسطة مواد متفجرة، بعد إخلاء ساكنيها واعتقال أصحابها. وأكدوا في أحاديث خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أن الجيش يستخدم هذا الأسلوب لأول مرة، حيث كان الجيش في السابق يكتفي بإغلاق النفق بعد هدمه بواسطة الحفارات، أو غمره بالمياه العادمة. ودمر الجيش المصري "بحسب السكان" حتى مساء الأحد حوالي "خمسة منازل خراسانية" يتراوح ارتفاعها ما بين طابقين إلى أربعة طوابق بشكلٍ شبه كامل، يتواجد بداخلها فوهات أنفاق، ويقع معظمها بجوار بوابة صلاح الدين المكتظة بالسكان. ولفت "أ.ب" وهو مالك أحد الأنفاق في مدينة رفح المصرية، في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء، إلى أنه فوجئ بإقدام الجيش بتدمير منزل للمواطن "ع" المكون من ثلاثة طوابق، لوجود فوهة نفق داخله. وأشار "ب" إلى أنهم لم يتوقعوا أن يستخدم الجيش المصري هذا الأسلوب يوما ما، خاصة أن المنطقة المذكورة تتميز بكثافتها السكانية العالية. وأضاف يقول:" الجيش كان يكتفي سابقًا بإغلاق النفق بعد هدمه بواسطة الحفارات، أو غمره بالمياه العادمة وغير ذلك من خطوات.. ". وأضاف:" الجيش يضيق الخناق بشدة على المهربين، ويعتقلهم ويصادر البضائع ويغلق الأنفاق بالهدم عبر الحفارات وغمرها بالمياه وبتفجير حوالي "18 نفقًا" في غضون أسبوع واحد. وحول الطريقة التي يقوم بها الجيش لتدمير الأنفاق، قال أحد سكان الحدود، ويدعى "م.ط" :" يأتي الجيش للمنزل الذي يتواجد به نفق أو أكثر، ولا يمكن للحفارات الدخول بسبب ضيق الطرق المؤدية له وعدم قدرت الحفارات على الدخول وهدم النفق". ويضيف:" يداهم الجيش المنزل ويعتقل صاحبه ومن ثم يُخلي ساكنيه وينزل لداخل النفق الذي يتواجد بداخله، ويضع به مواد متفجرة، ومن ثم يغادر المنزل ويأمر السكان المجاورين بإخلاء منازلهم حتى لا تحدث خسائر ببشرية، وبعد دقائق من مغادرته يتم تفجيره بالكامل". ولفت "ط" إلى أن هذه العملية كبدت أصحاب الأنفاق والمنازل خسائر مادية فادحة وكبيرة، ومن الواضح بأن الجيش سيواصل تدمير مزيد من المنازل خاصة القريبة من الحدود بمنطقة بوابة صلاح الدين-حسب قوله. وزاد قائلا:"الجيش يداهم يوميًا بعد ساعات العصر الأحياء ويفتشها، والمنزل الذي يتم العثور على نفق بداخله يتم تفجيره". بدوره، أكد "م.ع" وهو أحد سكان المنطقة الحدودية في رفح المصرية، بأن الجيش المصري-كما علم من مصادر مقربة منه- عازم على تدمير معظم المنازل التي يتواجد بها أنفاق على طول الحدود، واعتقال مالكيها وتقديمهم لمحاكمة وربما يصل الأمر لإصدار أحكام عالية ودفع غرامات مالية. ونوه "ع" في حديث هاتفي مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء إلى أن حالة من السخط والغضب تنتاب السكان في تلك المنطقة غير أن الجيش أوضح لهم أن الأنفاق المتواجدة على الحدود وخاصة داخل المنازل تشكل "خطرًا على الأمن القومي المصري لذلك يجب هدمها". أما "ح.ب" وهو من سكان منطقة (بلوك "O") في الجانب الفلسطيني من الحدود بين قطاع غزة ومصر فيؤكد لمراسل وكالة الأناضول للأنباء أنهم "يشاهدون يوميًا الدخان الكثيف المتصاعد بعد عملية تفجير المنازل والأنفاق على الحدود". ". وفي سياق متصل أكد "ع.ش"، صاحب نفق لتهريب مواد البناء في الجانب الفلسطيني، من الحدود، تعرض النفق للتفجير على يد الجيش المصري مطلع الأسبوع الماضي، ولم يتمكن من العودة لإصلاحه. وبرر ذلك بفعل "انحباس الغازات السامة بداخله حتى الآن من آثار المتفجرات"، مضيفا:" نخشى أن يتوفى العمال أو يُصابوا بأمراض في حال النزول له، حيث أنه بحاجة للتهوية لأسابيع حتى تخرج الغازات".