للمرة الأولى منذ سنين طويلة، يشعر أصحاب أنفاق التهريب في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بوجود تهديد حقيقي بقرب اندثار "ظاهرة الأنفاق"، التي عجز نظاما الرئيسين الأسبق حسني مبارك والسابق محمد مرسي في اجتثاثها. ويقول أصحاب أنفاق لوكالة الأناضول في جنوبغزة: إن الجدية التي يهدم بها الجيش المصري تلك الأنفاق تشعرهم بالقلق الشديد، وتؤكد لهم أن الأنفاق في فصلها الأخير. وتواصل قوات الجيش المصري حملتها الأمنية التي تستهدف الحد من عمليات تهريب البضائع في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، ومحاولة القضاء على ظاهرة التهريب عبر الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود الفلسطينية - المصرية، عبر تدمير الأنفاق وإغلاقها بوسائل مختلفة، أبرزها الهدم بواسطة الحفارات. وتتخذ هذه القوات، ولاسيما بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي يوم 3 يوليو الجاري، العديد من الإجراءات المشددة في محافظة شمال سيناء، منها "مداهمة مخازن السلع والبضائع (قبل تهريبها إلى غزة)، ضبط شاحنات التهريب، نصب مئات الكمائن والحواجز الطيارة، وتدمير الأنفاق، وتكثيف التواجد الأمني على الحدود". في ظل هذه الأوضاع، غالبًا ما تبوء بالفشل محاولات أصحاب الأنفاق استئناف عملها، حيث يغلق الجيش المصري الأنفاق التي تعود إلى التهريب. ويقول "أبو العبد"، مالك أحد أنفاق تهريب الوقود على الجانب المصري، لمراسل وكالة الأناضول: "تتعرض الأنفاق منذ أسابيع، وخاصة بالأيام الخمس الأخيرة، إلى أعنف موجة إغلاقات وهدم من قبل الجيش، خاصة الأنفاق التي تهرب الوقود بأنواعه". ويمضي قائلا: "فوجئنا بهجوم الجيش مساء يوم الجمعة الماضي على منطقة أنفاق الوقود وسط حي البراهمة غرب مدينة رفح، برفقة حفارات كبيرة الحجم دمرت أنابيب وأتلفت خزانات بلاستيكية صغيرة وبرك تجميع الوقود، وصادرت صهريجًا بداخله كمية كبيرة من السولار المعد للتهريب". كما دمرت أنابيب وبرك وقود تعود إلى حوالي "ستة أنفاق" في حي البراهمة، في حملة تعد الأشد على الأنفاق.