هللت صحف ومواقع إخبارية إلكترونية تابعة لمخابرات الانقلاب، اليوم الخميس، لقرار رئيس جمهورية فيتنام تران داي كوانغ، توريد مليون طن أرز أبيض للمواطنين بمصر. وكشف رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، عن أن زيارة رئيس جمهورية فيتنام إلى مصر أسفرت عن توقيع عدة اتفاقيات فى المجالات المختلفة لدعم الاقتصاد المصري، منها اتفاقية تعاون تجارى بين جمهورية فيتنام وجمهورية مصر العربية، تتضمن توريد مليون طن أرز أبيض من فيتنام إلى مصر. وأضاف شحاتة، في تصريحات اليوم، أن أسعار الأرز داخل السوق المحلية مستقرة حاليا، ويتراوح سعر الطن من 6800 إلى 8500 جنيه، وأن شعبة الأرز وأصحاب المضارب بدءوا في توريد الأرز المحلى المخصص لشهر سبتمبر المقبل لوزارة التموين والتجارة الداخلية، تمهيدا لصرفه لأصحاب البطاقات ضمن مقررات الشهر المقبل، حيث من المقرر أن يتم توريد ما يقرب من 40 ألف طن أرز خلال شهر سبتمبر. كوارث الأرز وقد أثار إعلان حكومة الانقلاب عن تخفيض المساحة المزروعة بمحصول الأرز بأكثر من 25% بدعوى تقليل استهلاك الماء، مخاوف خبراء ومراقبين من أثر ذلك على المواطن المصري وغذائه، وعلى خصوبة ثلث الأراضي الزراعية بمصر. وكانت وزارة الري بحكومة الانقلاب قد أعلنت عن تخفيض مساحة محصول الأرز من مليون ومئة ألف فدان إلى 724 ألفا ومئتي فدان، مما يعني انخفاض ما تنتجه مصر سنويا من الأرز إلى ثلاثة ملايين طن قريبا من 4.5 ملايين طن، حسب إحصاءات رسمية. وتوقع خبراء ومزارعون أن يؤدي ذلك لمضاعفة أسعار الأرز، الأمر الذي سيزيد تدهور أوضاع المصريين الاقتصادية، حيث يعتبر الأرز من السلع الغذائية الرئيسية ويأتي في الأهمية بعد القمح. وداعًا للأرز فى هذا الإطار، قال الدكتور عبد التواب بركات، مستشار وزير التموين في حكومة الدكتور هشام قنديل: إن سلطة الانقلاب العسكري بمصر تتعمد قتل أفضل محصول مصرى بالعالم. وأضاف "بركات" في حوار متلفز، أن "محصول الأرز كان سيد محاصيل مصر طوال مدة 10 سنوات، إلا أن فرمانا من دولة العسكر ممثلة فى وزير الزراعة الحالي بحكومة الانقلاب الذي أصدر قرارًا بتقليل نسب زراعة المحصول من مليون و100 ألف فدان، إلى 724 ألف فدان، ما يمثل كارثة على مصر". وتابع: حيث إن القرار سيحول مصر من دولة منتجة للمحصول إلى أكبر مستورد له، كما يحدث الآن مع القمح. وكشف مستشار وزارة التموين الأسبق عن أن الحكومة استوردت 125 طن رز "هندى" رفض المواطنون شراءه، ما أدى إلى انتهاء صلاحيته عند البقالين والتجار، وتسبب في إهدار للمال العام. "الفلاحين" تحذر من كارثة استيراد الأرز بدوره، حذر حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، من أن استيراد الأرز خطر يهدد زراعته في مصر، لما قد تحمله قشور المستورد من أمراض نباتية تنقل من المنشأ للتربة الزراعية المصرية مباشرة، رغم ما تبديه وزارة الزراعة من اتخاذ كافة التدابير لمنع ذلك، إلا أن الخطأ وارد، ما قد يتسبب في كوارث يمكن الوقاية منها الآن باستيراد الأرز الأبيض بدل الشعير. وأضاف أبو صدام، فى تصريح له، أنه رغم معارضته أساسا لاستيراد الأرز بأي شكل لما يمثله من إضعاف لمزارعي الأرز، إلا أنه إذا كان لا محالة من الاستيراد فإن الأرز الأبيض يعد أقل خطورة. وأوضح حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أنه يطالب وزارة الزراعة باتخاذ الإجراءات الكافية للاكتفاء الذاتي من الأرز مستقبلا بدلا من الاتجاه للاستيراد. شماعة الفشل كان الجنرال عبد الفتاح السيسي قد رفض سابقا إسقاط غرامات مالية فرضتها وزارة الري المصرية ضد مزارعين قاموا بزراعة محصول الأرز خارج نطاق المساحات التي قررتها الوزارة سابقًا، واعتبره تصرفا خطيرا وتجاوزا في حق مياه شعب مصر، وساوى بين مزارعي الأرز المصريين وبين الحكومة الإثيوبية التي تبني سد النهضة بسعة 74 مليار متر مكعب، في تهديد حقوق مصر المائية. كما هاجم المنقلب، في حفل افتتاح مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، يوم 18 نوفمبر الماضي، مزارعي الأرز في جملة اعتراضية ليس لها علاقة بحديثه قبلها عن مشروع الأسماك ولا بعدها عن الأسماك أيضًا. فساد دولة نقيب الفلاحين السابق عبد الرحمن شكري، اعتبر القرار وقتها يعد انعكاسا واضحا وجليا لحالة الفساد المستشرية بالدولة، وانحيازا لصالح رجال الأعمال والمقربين من النظام المنتفعين من عمليات الاستيراد المنتظرة للأرز بعد قرار خفض زراعته محليا. وتساءل شكري، في تصريحات صحفية، عن سبب استهداف محصول رئيسي للمواطن المصري كالأرز بحجة مواجهة أزمة الماء، في حين توجد محاصيل أقل أهمية تستهلك كميات مياه كبيرة كالموز. وكشف عن فساد أكثر من ثمانين ألف طن أرز تم استيرادها الموسم الماضي بسبب رداءتها. ويرى نقيب الفلاحين السابق أن النظام يعمل وفق خطة ممنهجة للقضاء على قطاع الزراعة عامة والمحاصيل الرئيسية خاصة، وأن تلك الخطة بدأت بمحاصيل القمح والقطن وقصب السكر، وتستهدف الآن الأرز.