نشرت وكالة الأناضول اليوم الثلاثاء تقريرا سلطت فيه الضوء على تحول مصر من تصدير الأرز إلى استيراده في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونظامه، وقالت الوكالة إن حكومة الانقلاب فتحت باب استيراد الأرز من الخارج بعد عقود من الإنتاج والاكتفاء الذاتي للسلعة الأبرز محليا وعالميا إلى جانب القمح، مشيرة إلى أن المزارعين انتابهم خوف من القضاء على زراعة الأرز في البلاد. وأضافت إن مصر كانت تنتج من الأرز 4.5 ملايين طن سنويا، تستهلك منها 3.5 ملايين والباقي يتم تصديره، لكن الإنتاج سيقل مع تقليص المساحات المزروعة بهذا المحصول، لافتة إلى أن الأرز من السلع الغذائية الأساسية للمصريين مثل الخبز تماما؛ لذلك كان يتم وضعه ضمن السلع التموينية المدعمة. ومطلع مايو الماضي، أقر برلمان العسكر، بشكل نهائي، تعديلات قدمتها حكومة الانقلاب لبعض أحكام قانون الزراعة، بما يمنح وزيري الزراعة والري سلطة إصدار قرار بحظر زراعة محاصيل حسب استهلاكها للمياه، وأصدرت حكومة الانقلاب بالتزامن مع التعديلات القانونية، قرارا يسمح بزراعة 724 ألف فدان من الأرز، الذي بدأت زراعته مطلع مايو الماضي مقابل 1.8 مليون فدان في 2017. وتأتي تلك القرارات في وقت تتخوف فيه مصر من تداعيات سد النهضة الإثيوبي، وأن يكون لسرعة ملء خزانه آثار مدمرة على المزارعين المصريين، خشية أن يقلل من حصتها من نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب سنويا)، مصدر المياه الرئيسي في البلاد. وحذر خبراء من مخاطر تقليص المساحة المزروعة بالأرز، والتوجه إلى استيراده. وقال الباحث والمحلل الاقتصادي أشرف إبراهيم، إن حكومة الانقلاب ترى استيراد الأرز من الخارج، أرخص من زراعته محليا، لكن هذا الوضع خطير ويضع الدولة في مأزق كبير. وأوضح إبراهيم في تصريحات صحفية أن اعتماد الاقتصاد على استيراد الغذاء الأساسي يجعله عرضه لتقلبات أسعار الغذاء العالمية، كما أن الطقس السيء عند بعض الدول سيؤثر سلبا على إمدادات الغذاء لضعف الإنتاج وبالتالي ارتفاع أسعاره. وأبدى تخوفه من أن الاعتماد على استيراد الغذاء الأساسي يضع ضغوطا على موارد النقد الأجنبي للدولة، لاسيما مع مصر التي تعاني من محدودية العملات الصعبة، في ظل الفشل الاقتصادي للسيسي ونظامه. ورأى أن استهلاك الأرز للمياه كان يمكن السيطرة عليه من خلال الاستعانة بالمراكز البحثية الزراعية في جميع الجامعات والمعاهد والمؤسسات المصرية، من أجل إنتاج سلالات أقل استهلاكا للمياه. وحذر نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، من أن استيراد الأرز من الخارج يعد بداية لتدمير زراعة هذا المحصول الحيوي في مصر، مضيفا أن مصر كانت تصدر الأرز للخارج حتى العام الماضي، لكن بعد قرار تقليص مساحة زراعة الأرز أصبحت دولة مستوردة للأرز.