قالت شيماء بهاء الدين باحثة بمركز الحضارة للدراسات السياسية، إن الخطورة الأكبر في إخلاء سبيل المخلوع مبارك تكمن في عدد من الدلالات دلالة التوقيت، وما يراد له من ترك آثار نفسية وانطباعات معينة لدى عموم الناس ورافضي الانقلاب بوجه خاص. وأوضحت بهاء الدين، في تصريحات خاصة، أنه في التوقيت الذي يُعتقل فيه قادة التحالف الوطني لدعم الشرعية من الإخوان المسلمين وغيرهم، يتم إخلاء سبيل مبارك. وكأن المطلوب أن ينسى الناس أن ثمة ثورة قد قامت دفع ثمنها أبناء الوطن من أرواحهم، فضلا عن أن يشعر دعاة الشرعية أنهم بلا قيادة بينما تعود القيادة القديمة، مما يكشف أن الانقلابيين قد نسوا أن ثورة 25 يناير لم تكن لها قيادة محددة، كما تزامن معها حملة اعتقالات للمعارضة استهدفت الإسلاميين تحديدًا. وأضافت في إطار دلالات التوقيت أيضا، كون إخلاء السبيل هذا جاء عقب انقلاب 3 يوليو الممهد له في 30 يونيو، إنما يكشف أن 30 يونيو هذا إنما كان مشهد تمثيلي قام عليه دولة مبارك ورجاله وإن بدا أنه غاب بشخصه. ولا يفوتنا أنه أيضًا أخلي سبيل أحمد عز أحد أبرز رجال نظام مبارك، وهو ما يعني أن فواتير الانقلاب إنما تدفع لداعميه الآن.وما يدعم ما سبق إنما هو طريقة تعامل الأبواق الإعلامية للانقلاب مع هذا الخبر وما تلاه من خبر وضع مبارك تحت الإقامة الجبرية، فلا رفض أو حديث عن حقوق الشهداء، وإنما توضيح كيف أن الإقامة الجبرية تهدف إلى حمايته وسط تلك الظروف التي تمثل خطرًا عليه. وهذا ليس بالأمر المستغرب من تلك الوسائل الإعلامية المملوكة لرجال أعمال نظام مبارك من الفاسدين. وكشفت "شيماء" أن البراءات المتوالية وبطء التحقيقات يكشف أزمة القضاء المصري، والإجراءات القضائية بشكل عام، في ظل ممانعة وإصرار من البعض على عدم الإصلاح، على نحوٍ يمكن للفساد. وطالبت "شيماء" بتبني عدد من المسارات في ظل كل ما سبق أهمها العمل على إعادة اجتذاب قوى ثورية شاركت في 25 يناير ثم ابتعدت عن المسار لتشارك في 30 يونيو تحت شعارات خادعة، حيث هناك عدد من المؤشرات من شأنه أن يجلي الحقيقة أمامهم. وتابعت:الاهتمام بالمسار القانوني، فمازال مبارك بانتظار إعادة المحاكمة في قضية قتل المتظاهرين، وبالتالي فلا يجب برأيها أن يشغلنا إخلاء السبيل عما هو أهم، وإنما يجب تجميع الخيوط القانونية لدعم مسألة إعادة المحاكمة في ضوء الأدلة الجديدة التي توصلت لها لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس محمد مرسي. ومن الضروري أيضا كشف الشخصيات والقنوات الإعلامية التي تباكت على مبارك ثم دعت ل 30 يونيو ثم الآن نجدها ترحب بإخلاء سبيل مبارك، على نحو يفضح توجهها الحقيقي. ونبهت "شيماء" إلى أنه في هذا الإطار يجب الالتفات إلى ما تروج له بعض أبواق الانقلاب من أن الرئيس محمد مرسي قد حاول الانتحار أو أنه في غيبوبة، إذ ربما يكون ذلك تمهيدًا لعملية تصفية حقيقية للرموز على نمط ما حدث في عربة الترحيلات بأبو زعبل، وسوق أسباب كاذبة.