نشرت المنظمة البريطانية "سبين ووتش" تقريرا يتهم جهات إماراتية بشن حملة مكثفة في بريطانيا، ضد الثورات العربية ولقمع انتشار الديمقراطية والتحريض على دولة قطر. وكشف التقرير الذي أعدته المنظمة وقدمته للبرلمان البريطاني، ويحمل عنوان "الإمارات العربية تخرب الديمقراطية في بريطانيا" عن رعب دولة الإمارات من جماعة الإخوان المسلمين. وحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة " أزاح التقرير الستار عن الحملة الإماراتية المكثفة للتأثير في بعض أبرز الصحفيين والبرلمانيين، والمعاهد الفكرية، وحتى رئاسة الوزراء البريطانية ضد الحركات الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي عام 2010. وحسب "ديفيد ميلر" أحد معدي التقرير وأحد مؤسسي منظمة "سبين ووتش"، فإن التقرير ارتكز بشكل كبير على رسائل إلكترونية تسربت إلينا من مجموعة الضغط البريطانية التي كانت الإمارات تدفع لها أموالا طائلة للتأثير على الصحفيين سواء لانتقاد جماعة الإخوان المسلمين أو انتقاض قطر. ومن بين ما يكشفه التقرير التهديدات الإماراتية بحرمان بريطانيا من صفقات تجارية مربحة إذا لم تصنف حكومة ديفيد كاميرون السابقة جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية كما يلقى التقرير الضوء أيضا على الضغوط الإماراتية على مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين الذي يقول التقرير إن رئيسه تلقى أموالا من احد أصدقاء ولي العهد الإماراتي تبين فيما بعد تورطه في مؤامرة على العملة القطرية. وحسب تصريحات "كريس وليامسون"، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال، أدت هذه التدخلات الإماراتية في اعتقاد برلمانيين بريطانيين إلى وجود مناخ سياسي وإعلامي مناهض للمسلمين في بريطانيا وخارجها وتسبب في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا. ولم يكتف الإماراتيون بالتأثير في السياسة الداخلية لبريطانيا بل إنهم وفق التقرير نفسه مارسوا ضغوطا على الحكومة البريطانية لتصنيف شخصيات قطرية بارزة ضمن خانة الإرهاب، كما استخدموا المنظمات غير الحكومية المزيفة والوهمية، ومولوا المؤتمرات الفخمة في لندن بغرض تشويه سمعة قطر، والضغط باتجاه حرمانها من استضافة كأس العالم. وينتهي التقرير إلى لفت الانتباه إلى الحاجة إلى تنظيم أكثر لمجموعات الضغط في بريطانيا وللصحافة البريطانية لمنع تأثير الحكومات الأجنبية ومنها حكومة الإمارات على وسائل الإعلام البريطانية.