نشرت صحيفة «سبينواتش» البريطانية المعنية بالتحقيقات، تقريرا كشف أن الإمارات وحكامها عملوا على إفساد الديموقراطيات في مختلف أنحاء العالم، وبشكل خاص في عدة دول كبرى حتى تتمكن من التأثير على قراراتها. وأضافت الصحيفة أن عيال زايد عملوا على إفساد الديمقراطية البريطانية من خلال الضغط القوي عليها والتدخل في شؤونها، حيث حصلت وكالة التحقيق التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها على وثائق تكشف مدى تأثير أبوظبي على عملية صنع القرار في بريطانياوالولاياتالمتحدة. وبحسب الصحيفة فإن رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، تعرض للمضايقات فعلياً للتحقيق مع جماعة الإخوان المسلمين، وتلقى تهديدات بفقدان عقود مهمة تتعلق بالدفاع والنفط ما لم يقم بحظر الجماعة. وقدمت صحيفة «سبينواتش» في تقريرها المكون من 50 صفحة، تفاصيل كيفية قيام دولة الإمارات بدفع الأموال مقابل التأثير في الولاياتالمتحدة، والتسلل إلى الإعلام البريطاني لتشويه المنافسين، والتهديد بالتدخل في تقارير اللجان البرلمانية المختارة، وشراء ولاء السياسيين بالرحلات الفخمة، والتبرع للمراكز البحثية ومحاولة التأثير عليها. ويكشف التقرير عن لوبي سياسي إماراتي متطور وعنيف وسري في دولة الإمارات، هدفه قتل الديمقراطية في الشرق الأوسط، مثلما حدث في مصر وما يحدث في سوريا وليبيا واليمن. وخلال السنوات القليلة الماضية، قيل إن حملة الضغط المكثفة الإماراتية ساعدت في تشكيل سياسة الحكومة البريطانية تجاه المسلمين في الداخل، وكذلك التأثير في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، لكن خارج أروقة السلطة، تتهم الإمارات بتلويث سمعة المسلمين في الغرب وتضخيم التغطية الإعلامية والرأي العام ضدهم، وإثارة الخوف من الإسلام. وحصلت سبينواتش على رسائل بريد إلكتروني مسربة تعرض بالتفصيل كيف تتبع الإمارات استراتيجية الضغط على المملكة المتحدة، والجهد الهائل الذي تبذله للتأثير على الصحافة البريطانية والنواب في البرلمان. وبينما كانت الإمارات تستخدم أموالا يُقال إنها الأكثر إنفاقًا من قبل أي دولة في العالم في ممارسة الضغط والتدخل في الشؤون الداخلية، فقد قدم التقرير ملاحظات مطولة عن نفوذ أبو ظبي في المملكة المتحدة.