مصطفى الخطيب قال الكاتب البريطاني "نك كوهين" إن أوربا والولايات المتحدة تحتاجا أن يقبلا بأن الإخوان المسلمين قد يكونوا حمقى لكنهم لم يلغوا الديمقراطية.؛ مضيفا، "قد نحتقر الإخوان، لكن الانقلاب هو انقلاب". وأوضح كوهين في مقال له أمس الأحد في صحيفة "أوبزرفر" البريطانية أنه عندما قامت قوات الدولة بمذبحة في حق 600 متظاهر، فهي دولة قاتلة؛ وهي تقتل أيضا إمكانية الوصول لحل وسط. وأوضح كوهين أن مرتكبي تلك المجازر كأنما يقولون أنه لا عودة عما يفعلون؛ وهم يدركون تماما أنهم يسفكون دماءا كثيرة جدا في مقابل نشاط سياسي عادي وذلك للوصول لصفقاتهم. وأشار الكاتب إلى امتلاك هؤلاء للبلطجية وأنهم لا يهمهم مخالفتهم لكل "المعايير الأساسية للسلوك المتحضر". كما أوضح الكاتب أن باقي العالم قد لا يلقي بالا للثوار أو الثورة المضادة أو الإرهاب في مصر، وذلك للعديد من الأسباب؛ ولا أشعر بغضب حقيقي في الممارسة الفعلية. ويجد الكاتب نفسه في موقف صعب، ذلك أن الشرق الأوسط له خصوصية فالخيار هو بين الأنظمة القمعية التي تندلع الثورات ضدها وهي أنظمة علمانية أو شبه علمانية ، وبين الإسلاميين. وبالنسبة له فهو ليس خيارا على الإطلاق. وقد أظهر الكاتب اختلافه الكبير مع الإخوان المسلمين بقوله إنهم "يصفون حظر الأممالمتحدة ل"الاغتصاب الزوجي" ودعوتها لحرية العمل والحركة والسفر للمرأة وحرية استخدام موانع الحمل بأنه أداة لتقويض العائلة كأساس للمجتمع ومقدمة لهدم المجتمع ككل وإعادته إلى الحالة التي كان فيها قبل الإسلام". بل ويدعي الكاتب أن الإخوان لم يتطرقوا حين صياغة الدستور الجديد إلى حقوق الأقلية المسيحية في مصر! ورغم إقرار كوهين أنه ليس لديه الشجاعة للتعاطف مع رجال ونساء الإخوان المسلمين ، إلا أنه أستدرك مؤكدا أن الإخوان المسلمين رغم ذلك ليسوا "الحزب النازي" ، فهم لم يلغوا الديمقراطية ولم يجبروا المعارضة على النزول تحت الأرض، ورأى أن الاعتماد على الجيش للإطاحة بالإخوان كان في غاية السذاجة. وأوضح الكاتب أن قيادات الجيش المصري قمعت الإخوان منذ 1952؛ واقترفت السرقة بجانب القتل، حيث بنت مجمعات للمصانع الخربية والتي أبقت على المصريين فقراء حيث تمنعهم من منافسة السلع التي احتكرتها تلك النخبة وتتحكم فيها. وأضاف الكاتب أن زياد العليمي القيادي في الحزب الديمقراطي المصري الاجتماعي قال بعد الانقلاب ان التقدميين المصريين يمكن ان يعتمدوا على الجيش لاستبعاد الإخوان. "وقد اخذ هؤلاء مقاعد في الحكومة الانتقالية؛ لكني اتعجب ان كان هؤلاء بعدما شاهدوه من قوة متوحشة الأسبوع الماضي هل سيظلوا هم أو غيرهم سيصدقون أنهم سيحاسبون العسكر". وتساءل كوهين أنه على الرغم مما سبق، "فهل من الصعب القول بأن على حكومات الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة أن تلتزم بمبادئها وأن تسمي الانقلاب انقلابا". وشدد الكاتب على أن المساعدات والعلاقت الدبلوماسية يجب أن تكون بناء على اطلاق سراح السجناء السياسيين، واستعادة الحريات المدنية، والعودة للديمقراطية حتى لوكان ذلك يعني هودة الرئيس مرسي للسلطة حتى الانتخابات القادمة. وأضاف كوهين أنه ينبغي على الليبراليين الغربيين أن يتواصلوا ويخبروا نظرائهم في العالم العربي بأن فكرة المجتمع الصالح المبني على حكومة تسيطر عليها المؤسسة العسكرية هو أمر غير محتمل عادة. وفي الحالة المصرية هو ليس فقط غير محتمل بل مستحيل.