نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية تحليلًا للمحلل السياسي "عاموس هرئيل"، علَّق فيه على صفقة القرن التي تسعى أمريكا لتنفيذها بالتعاون مع العديد من الأنظمة العربية، والتي تتعلق بالتخلي عن إقامة دولة فلسطينية متكاملة، وإنما ستكون على أجزاء متفرقة، حيث أكد أن دول الخليج- وفي مقدمتها السعودية والإمارات- ستكون بمثابة عامل الضغط الاقتصادي من خلال التمويل الذي سيتم تقديمه لتنفيذ تلك الصفقة. وقال هرئيل: "إذا كان هذا بالفعل هو الاقتراح النهائي، فالناتج سيعتبر (دولة ناقصة) بعيدة جدا عن المطالب الفلسطينية، ولذلك يمكن الافتراض أن رام الله ستعتبرها نقطة لا يمكن أن تشكل بداية للمفاوضات، وسيكون الإغراء الذي ستعرضه الإدارة على الفلسطينيين هو اقتصادي بشكل أساسي، حزمة ضخمة من الحوافز، وبالتأكيد ممولة جزئيا من دول الخليج العربي". واستنادًا إلى هرئيل، فإن الأمريكيين سيعرضون بالفعل على الفلسطينيين، أن تكون عاصمتهم في بلدة أبو ديس، وليس في القدسالشرقية، وفي المقابل، تقترح الخطة انسحاب إسرائيل من ثلاث إلى خمس قرى وأحياء عربية في شرق المدينة وشمالها، وستبقى القدس القديمة في يد إسرائيل. وأضاف هرئيل "إضافة إلى ذلك، يبدو أن ترامب لن يدرج في اقتراحه إخلاء المستوطنات الإسرائيلية المعزولة، وبالتأكيد ليس التوصل إلى تسوية في الكتل الاستيطانية، كما سيبقى غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وستظل الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح بدون جيش وبدون أسلحة ثقيلة". ولا تجد هذه الخطة قبولا من الجانب الفلسطيني، الذي يصر منذ عدة أشهر على وصفها بأنها "صفعة القرن"، بمقابل ترقب إسرائيلي للخطة. وقبل يومين، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أن كبار المسئولين في نظام الانقلاب بمصر وسلطات الأردن والسعودية والإمارات المتحدة، أبلغوا الموفدين الأمريكيين جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات أنهم لا يعارضون طرح مبادرة السلام الأمريكية الجديدة، أو ما يعرف بصفقة القرن، سواء وافق عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أم لم يوافق عليها.