قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة 22 يونيو، إن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المرتقبة لتسوية القضية الفلسطينية، تتضمن عرض الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين، قرية أبو ديس عاصمة لدولتهم المستقبلة، عوضًا عن القدس، وذلك مقابل الانسحاب من 3 إلى 5 قرى من بلدات عربية واقعة شمالي وشرقي المدينة المقدسة، فيما تبقى البلدة القديمة تحت سيطرة الاحتلال. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنه وفقًا للرؤية الأمريكية لخطة السلام، سيكون على إسرائيل في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في القدسالشرقيةالمحتلة، شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس. وذكر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الخطة الأمريكية المعروفة ب"صفقة القرن" والتي بات الإعلان عنها وشيكًا وفقًا لمصادر صحافية تعززها التحركات الدبلوماسية الأخيرة، لا تضمن إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة بما في ذلك المستوطنات "المعزولة"، فيما تكون منطقة الأغوار تحت سيطرة الاحتلال الكاملة. وأضافت الصحيفة أن الدولة الفلسطينية وفقًا للرؤية الأمريكية التي تترجمها "صفقة القرن" ستكون "دولة ناقصة" بدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وذلك مقابل ما وصفه هرئيل ب"حزمة من الحوافز المادية الضخمة" الممنوحة من السعودية ودول خليجية أخرى. فيما أشارت الصحيفة إلى ما اعتبرته "تخوفات" أردنية من أن تمنح الخطة الأمريكية موطئ قدم لدول للسعودية ودول خليجية أخرى في الحرم القدسي الشريف، ما يسحب الامتياز الأردني في الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة؛ علمًا بأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التقى، الإثنين الماضي، مع ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين في عمان، ونقل له التزامه ب"الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة" في القدسالمحتلة. وعقد هذا اللقاء للمرة الأولى منذ أزمة السفارة الإسرائيلية في عمان، في سبتمبر الماضي، حيث أنه على خلفية نصب البوابات الإلكترونية من قبل الاحتلال على مداخل الحرم المقدسي، أطلق أحد حراس سفارة الكيان الإسرائيلي في عمان النار على مواطنين أردنيين في داخل مبنى السفارة. يشار إلى أن الملك عبد الله سيسافر للاجتماع بالرئيس الأمريكي الإثنين المقبل، في البيت الأبيض، وسط تقديرات صحافية تشير إلى مخاوف أردنية من انحياز خطة ترامب للسلام للإسرائيليين، ما قد يثير احتجاجات داخلية في الأردن. وكانت تقارير صحفية قد أفادت بأن "هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية (أطرافها أمريكا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية)، بسبب المسوّدة التي صاغها كوشنر للخطة السلام الأمريكية، في وقت تتمسك فيه الأردن بإدخال تعديلات واضحة تتعلق بالإشراف الأردني على المقدسات في القدسالمحتلة، والمدينة القديمة". واعتبر هرئيل أن العرض الأمريكي، إذا تطابق مع التسريبات المتوفرة، فإنه لن يرضي طموحات الفلسطينيين، الذين قطعوا فعلا العلاقات مع الولاياتالمتحدة إثر إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر الماضي، ولا يمكن اعتبارها نقطة يمكن أن تستأنف منها المفاوضات المجمدة منذ العام 2014. في المقابل، أشارت صحيفة "معاريف"، في عددها الصادر اليوم، إلى تخوفات إسرائيلية من أن تتضمن "صفقة القرن"، إقامة قنصلية أمريكية في الأحياء الشرقية لمدينة القدسالمحتلة لتوفر الخدمات للمقدسيين، بالإضافة إلى التخلي عن السيادة الإسرائيلية، وبالتالي الانسحاب الإسرائيلي من أربعة أحياء في المدينةالمحتلة والتي خلف الخط الأخضر وهي: شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس. يأتي ذلك وسط ترقب وصول كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إلى البلاد، وذلك ضمن جولة إقليمية تضمنت كل من مصر والسعودية والأردن لمناقشة التوقيت المحتمل للإعلان عن "صفقة القرن".