لا حديث في الأروقة الدولية هذه الأيام سوى الهجوم الوشيك الذي تستعد قوات التحالف السعودي الإماراتي لشنه على مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن، أما سكان المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين فينشدون السلام، وأن تنتهي المعارك المستعرة على مشارف مدينتهم بشكل سلمي. ومع اقتراب قوات يمنية مدعومة من قوات التحالف من المدينة التي شهدت تصعيدا للقتال في مطلع الأسبوع الجاري، كما ذكرت مصادر عسكرية دعت الولاياتالمتحدة جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بالعمل مع مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن لدعم العملية السياسية، بحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة". وقال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، في بيان له: إن بلاده تتابع عن كثب الموقف في الحديدة، وفي اتصاله بالمسئولين الإماراتيين قال "بومبيو": إنه أوضح لهم رغبة واشنطن في معالجة مخاوفهم الأمنية. ونقل عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، أن واشنطن تعارض أي محاولة من جانب الإمارات والقوات اليمنية التي تدعمها للسيطرة على المدينة، وكانت واشنطن حذرت أبو ظبي من شن هجوم على الحديدة تخوفا من تدمير البنية التحتية وتأزم الوضع الإنساني، وهو ما شدد عليه اليوم "بومبيو" خلال اتصاله بالمسئولين الإماراتيين، وأكد ضمان حرية دخول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية عبر ميناء المدينة الذي يمثل شريان حياة لملايين اليمنيين. وتزامن ذلك مع كشف الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتراش"، عن مفاوضات مكثفة يجريها المبعوث اليمني إلى اليمن لتجنيب الحديدة عملا عسكريا، وكانت منظمات إنسانية دولية عدة قد دعت إلى تجنيب المدينة ويلات حرب تسببت في مقتل نحو 10 آلاف شخص وتشريد ثلاثة ملايين آخرين على الأقل، وأثارت واحدة من أشد الأزمات الإنسانية مأساوية في العالم.