شتان بين "جيش أكتوبر وجيش الانقلاب" من حيث العقيدة القتالية والأهداف والوسائل والأساليب القتالية، فالأول كانت عقيدته أن الصهاينة والمحتلين هم أعداء الوطن، أما الثاني فيرى في الصهاينة أصدقاء وفي أبناء الوطن المعارضين للانقلابات العسكرية وتردي الأوضاع المعيشية "أعداء" يجب قتلهم والزج بهم في المعتقلات. الفارق الثاني أن جيش العاشر من رمضان، كان يراعي حرمة النساء ويحرص عليهن ويضحي بدمائه من أجل حمايتهن والدفاع عن أعراضهن، أما الثاني فيقوم باعتقالهن واغتصابهن وانتهاك حرمات المنازل دون مراعاة للنساء، وكان الأول يراعي حرمة المقدسات، أما الثاني فجعل المساجد أهدافًا للتدريبات العسكرية، ولم يتردد في اقتحام المساجد وقصفها وقتل من بداخلها وشن حملات اعتقال بداخلها. الفارق الثالث أن جيش العاشر من رمضان، كان يهتم بأداء مهامه على أكمل وجه، ويركز على وظيفته الأساسية في الدفاع عن أرض الوطن، أما الثاني فيهتم ب"البيزنس"، فبعد 6 سنوات من انتصار أكتوبر، صدر القرار الجمهوري رقم 32 لسنة 1979 بإنشاء جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، والذي أصبح اهتماماته تنصب على الصناعات الغذائية والمدنية بعيدا عن المجال العسكري، ومن أبرز الشركات التابعة له: (الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات، الوطنية للبترول، الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، الوطنية للصناعات الغذائية، الوطنية لإنتاج وتعبئة المياه الطبيعية "صافي"، الوطنية للبطاريات، الوطنية للتبريدات والتوريدات، النصر للخدمات والصيانة، النصر للكيماويات الوسيطة، مكرونة كوين، العريش للإسمنت، العربية العالمية للبصريات، مجمع إنتاج البيض المتكامل، إنتاج مشمعات البلاستيك). الفارق الرابع أن جيش العاشر من رمضان، كان يحرص على ثروات ومقدرات الوطن ويحارب من أجل حمايتها، أما الجيش الثاني فلم يتردد في بيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل دفعة من الرز السعودي، ولم يتأخر في بيع أراضي سيناء لملك البحرين، أو بيع بعض الأراضي والأماكن الحيوية لأولاد زايد، ولم يتردد في التخلي عن جزء من حصة مصر من مياه النيل بالسماح للمنقلب عبد الفتاح السيسي بالتوقيع على اتفاقية الاعتراف ببناء سد النهضة الإثيوبي، ولم يقف في وجه توقيع اتفاقات ترسيم الحدود البحرية، والتي تم بموجبها التخلص من جزء من الحقوق البترولية المصرية للدول المجاورة. أما الفارق الخامس بين جيش العاشر من رمضان وجيش الانقلاب، هو "العقيدة القتالية" النابعة من إيمان قوي بالله، والتي تقدم مصلحة الوطن على مصلحة الحكام الخونة المأجورين، فتلك العقيدة القوية مكَّنت جيش أكتوبر "العاشر من رمضان" من عبور قناة السويس، التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم، وتحطيم أكبر ساتر ترابي ألا وهو خط بارليف، الذي كان جبلا من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة السويس في نحو (160) كيلو متر من بورسعيد شمالا وحتى السويس جنوبا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابي الذي كانت تفتخر به القيادة الصهيونية لمناعته وشدته. ويرى مراقبون أن الجندي المصري في حرب (1973م)، هو نفسه في حرب (1967م) من حيث الشكل والمظهر، ولكنه يختلف من حيث الباطن والجوهر، مشيرين إلى أن الإنسان يُقاد ويتغير من داخله لا من خارجه، وأنه لا يقود الناس في بلادنا شيء مثل الإيمان بالله تعالي.