أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    تعرف على تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات بداية الأسبوع    الجيش الأمريكي "يشتبك" مع 5 مسيرات فوق البحر الأحمر    يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال نتنياهو؟    مواعيد مباريات اليوم لمجموعة الصعود ببطولة دوري المحترفين    طقس اليوم حار نهارا مائل للبرودة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 30    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    انخفاض جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في المصانع والأسواق    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    عيار 21 يتراجع الآن لأدنى مستوياته.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    أيمن يونس يشيد بتأهل الأهلي والزمالك.. ويحذر من صناع الفتن    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف حساب الانقلاب فى مائة يوم
نشر في الشعب يوم 09 - 10 - 2013

الفريق الشاذلى اللاجئ السياسى يرفض تأييد عسكر الجزائر فى انقلابهم ضد الديمقراطية رغم التهديد بترحيله وسجن مبارك الذى ينتظره
نعم هذا أعجب شعب يتم الانقلاب على إرادته فيثور بعدها بساعات، وهذا أعجب قائد عسكرى ينقلب على الشرعية فلا يهنأ بالسلطة لساعات.
مظاهرات خمس ساعات مثل الوجبات السريعة تصور من الطائرات مع بعض الخدع السينمائية لتكون مسوغا للانقلاب، وقائد يخون قسمه وينقلب على قائده الأعلى، ورئيس أعلى محكمة فى مصر يقبل أن يكون واجهة للانقلاب، وشيوخ وقامات -كانت- تبارك الانقلاب وتشرب نَخبه، وإذا بالسحر ينقلب على الساحر وتنشق الأرض فى كل ربوع مصر عن جماهير أبية ترفض الانقلاب ولا ترضى إلا بكسره.
راهن قائد الانقلاب أنه سيسرق الوطن فى ساعات أو أيام فإذا بالتظاهرات والاحتجاجات تتحول إلى ثورة تتجاوز شهرها الثالث لم يمنعها صيام أو حر صيف كما لم يمنعها بغى البغاة وسلاحهم ورصاصهم وعتادهم، ثورة شعب يحتسب جهاده مرضاة لله وفداء للوطن، شعب يصر على التحدى لكسر الانقلاب، لأن الانقلاب لو مر لا قدر الله فسيستمرئ هذا أى قائد عام للقوات المسلحة فإذا جاءت نتائج الانتخابات التشريعية أو الرئاسية على غير هواه فإنه لا مانع من تكرار التجربة فإرادته أكبر من إرادة الشعب.
أولا- قمع المظاهرات والاعتصامات المناهضة للانقلاب
مائة يوم من القهر فى ظل حكم قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى، مائة يوم من القهر والكذب والخداع والتزييف والتلفيق، مائة يوم من القتل، والحرق، والفتن، والإهانة، والذل، والطوارئ، والمحاكمات العسكرية، والاعتقالات الباطلة والحبس الاحتياطى غير محدد المدة، وغياب الحريات، وتجاوز القيم والأعراف الوطنية ومعاهدات حقوق الإنسان التى وقعت عليها مصر.
¨ سفك للدماء فى مسجد المصطفى بالقرب من دار الحرس الجمهورى بطريق صلاح سالم، وفى طريق النصر بالقرب من المنصة، وفى أثناء فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة وكذا مسجد الفتح بميدان رمسيس.
¨ استخدام الذخيرة الحية والرصاص المحرم دوليا والغازات واستخدام الطيران فى قتل المتظاهرين السلميين، إضافة إلى:
¨ تحريق الخيام بمن فيها من الأحياء والجثث، ناهيكم عن رفع جثث الشهداء بالجرافات.
¨ تعويق إصدار تصاريح دفن لشهداء مناهضى الانقلاب ومنع كتابة السبب الحقيقى للوفاة تسهيلا لهروب الانقلابيين من العدالة.
¨ انتهاك حرمة المساجد بالحرق وإطلاق الرصاص بالإضافة إلى دخول المساجد بالأحذية.
ستة آلاف من الشهداء والمفقودين، يزيدون أو يقلون فما أرخص الإنسان فى مصر -حيث لا يوجد حصر بالأعداد، عشرات الآلاف من الجرحى!.
لا توجد مدينة أو قرية، إن لم أقل شارع أو عزبة إلا وفيه مصاب أو شهيد، حتى تحولت مصر كلها إلى طوفان من الغضب والرغبة فى الثأر من قادة الانقلاب.
لم يكن كل هذا ليتم إلا وسط بيئة فاسدة صنعها إعلام ملىء بالكذب والخداع والتزييف والتلفيق، ووسط بيئة قضائية بها كثير من رجال النيابة والقضاء الذين أفسدوا قضايا الثوار ليخرج جميع المتهمين من محبسهم وهم يخرجون ألسنتهم للشعب ولأسر الشهداء والجرحى فيما سمى بمهرجان البراءة للجميع.
فى المقابل فإن الشعب مستمر فى ثورته حتى يسترد ثورة 25 يناير من سارقيها وحتى يثأر لدماء الشهداء والمصابين.
ثانيا- قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان
وفى مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان، إضافة إلى قمع المظاهرات والاعتصامات المناهضة للانقلاب، فقد شهدت مصر تراجعا واضحا غير مسبوق فى ملف الحريات العامة والخاصة؛ حيث أصبح كل من يتصدى أو يرفض الانقلاب بصرف النظر عن ميله السياسى او انتمائه الفكرى إما إرهابيا وإما خائنا أو عميلا أو منعدم الأخلاق، وبمقارنة بسيطة يتبين للشعب المصرى أن أول شعارات ثورة يناير -وهو الحرية- قد شهد انتكاسة بل ضربة فى مقتل لصالح الانقلابيين.
وهو ما تماثل أيضا مع حرية الإعلام التى اختفت من المشهد المصرى الحالى وأصبح أصحاب الرأى المخالف من الإعلاميين والصحفيين إما معتقلين وإما مطاردين أو ممنوعين أو مفقودين وقد صاحب إعلان الانقلاب غلق العديد من الفضائيات المعارضة لقادة الانقلاب واقتحام مكاتبهم والاستيلاء على معداتهم واعتقال موظفيهم وضيوفهم والتنكيل بهم، كما حدث مع قنوات الجزيرة والأقصى والقدس والميادين ووكالة أنباء الأناضول والفضائيات الإسلامية المصرية، ويضاف إلى ذلك استهداف الصحفيين والإعلاميين، مما أدى إلى استشهاد العديد من الإعلاميين واعتقال العشرات منهم فى ظل صمت مخز لنقابة الصحفيين والجهات المعنية بحقوق الإنسان وحرية الإعلام. ويمكن إجمال انتهاكات الانقلابيين للحريات العامة وحقوق الإنسان فى:
¨ اعتقال وتلفيق التهم للرموز السياسية المناهضة للانقلاب العسكرى.
¨ وجود عشرة آلاف -تزيد أو تنقص- من المعتقلين أو المحبوسين على ذمة قضايا لفقتها لهم الأجهزة الأمنية، حبس أغلبهم بتهمة التحريض على القتل، إلا أننا لم نر قاتلا واحدا حتى الآن.
¨ مداهمة منازل مناهضى الانقلاب وتحطيم محتوياتها وسرقة ونهب الأموال وغيرها.
¨ اعتقال النساء وأخذهن رهائن وتلفيق القضايا لهن.
¨ مقتل العشرات بالسجون.
¨ عودة جهاز أمن الدولة وزوار الفجر من جديد.
¨ ملاحقة ومطاردة الحقوقيين واعتقال بعض محامى المعتقلين.
¨ إغلاق القنوات الفضائية المناهضة للانقلاب واعتقال العشرات من الصحفيين والإعلاميين وتلفيق التهم لهم وقنص بعضهم فى أثناء تأدية عملهم.
ثالثا- تهديد أمن مصر القومى
1- مناشدة أمريكا للتدخل فى شئون مصر الداخلية!
فى حديث قائد الانقلاب لجريدة الواشنطن بوست -فى الشهر الأول من الانقلاب- ورغم أنه وإعلامه الفاسد صدعوا رءوسنا بأنهم ضد التدخل الأجنبى وضد الاستقواء بالخارج، قال: "أمريكا تخلت عن ثورة الشعب ولن ننسى ذلك - عدم تقديم أمريكا للدعم الكافى وسط تهديدات بحرب أهلية" وهدد الولايات المتحدة "لقد تخليتم عن الشعب المصرى وأدرتم ظهوركم له، لذا فإنه لن ينسى ذلك" واقترح السيسى أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب فى تجنب المزيد من إراقة الدماء فى مصر، فعلى واشنطن استخدام نفوذها على الإخوان لفك اعتصامهم. وأوضح: "إن الإدارة الأمريكية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان المسلمين، وأود منها استخدام هذا النفوذ لحل الصراع" ثم عبر عن استيائه من عدم تواصل الرئيس الأمريكى أوباما معه تليفونيا.
وسير قادة الانقلاب القوافل إلى أوروبا وأمريكا وباقى دول العالم لتسويق الانقلاب باعتباره ثورة. وقد أعلن الدكتور محمد البرادعى -نائب رئيس الجمهورية المؤقت المستقيل- فى بداية الانقلاب أنه بذل جهودا مضنية لإقناع الغرب باستخدام القوة لإزاحة مرسى من منصبه. أى أن الغرب كان مساعدا ومشاركا فى الانقلاب حتى وإن أعلن غير ذلك. وقد أكدت مواقف الرئيس الأمريكى أوباما ومسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى أشتون صدق كل ذلك. إن الغرب لا يهمه سوى مصالحه وأمن الكيان الصهيونى وهو ما يضمنه له الانقلاب.
2- تهديدات وزير الخارجية المصرى لحركة حماس
قام وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى بتهديد حركة حماس: "رد مصر سيكون قاسيا إذا شعرنا بأن هناك أطرافا فى حماس أو أطرافا أخرى تحاول المساس بالأمن القومى المصرى". وأضاف: "إن الرد يتضمن "خيارات عسكرية أمنية، وليس خيارات تنتهى إلى معاناة للمواطن الفلسطينى".
إن هذه التصريحات تأتى فى إطار المشروع الغربى لتقسيم الأمة والقضاء على قوى الممانعة بها. تصريحات غير مبررة ومستهجنة ولا أريد أن أقول غير مسئولة لأنها تهدد الأمن القومى المصرى فغزة هى خط الدفاع الأول عن مصر فى مواجهة العدو الصهيونى.
إن خلط الصراع الداخلى بين سلطة الانقلاب وجماعة الإخوان المسلمين بالصراع الخارجى على حدود مصر وشيطنة حركة حماس بحكم انتمائها الفكرى لجماعة الإخوان المسلمين يضر ضررا بليغا بالأمن القومى المصرى فالعقيدة القتالية لجيش مصر الأبى يجب أن تظل كما هى بتحديد العدو فى الكيان الصهيونى المغتصب لأرض فلسطين وحلفائه.
3- تردى الأوضاع فى سيناء
ورغم مسئولية الفريق أول عبد الفتاح السيسى عن تردى الأوضاع فى سيناء بحكم منصبه السابق كمدير لجهاز المخابرات الحربية، إلا أنه -ومعه إعلام الانقلاب- حاول أن ينسب ذلك لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى.
إن مشكلات سيناء لا يمكن اختزالها فى البعد الأمنى فقط؛ حيث إن لها أبعادا سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية ومنذ سنوات، بما يترتب من ضرورة معالجة كل هذه الأبعاد وعدم اختزالها فى المعالجة الأمنية فقط. إن المعالجة الأمنية فى سيناء تمتد إلى عشر سنوات مضت إلا أن الإرهاب نمى وترعرع رغما عن هذه المواجهات الأمنية.
لقد شنت الأجهزة الأمنية حربا فى سيناء بحجة مواجهة الإرهاب استخدمت فيها المدرعات والبلدوزرات والمعدات الثقيلة وطائرات الأباتشى فى كل ربوع شمال سيناء وخاصة العريش ورفح والشيخ زويد حتى إن سيناء -كما يقول الأستاذ فهمى هويدى- أصبحت فى الإعلام المصرى والوجدان العام ساحة مسكونة بالبؤر الإجرامية من ناحية، وعصابات التهريب من ناحية ثانية.
ويضيف: "إننى أخشى من اعتبار الأصل فى السيناويين هو الاتهام وليس البراءة ومن تصنيف سيناء بحسبانها جبهة قتال وليست جزءا من وطن.. صحيح أن الجرائم التى ارتكبت فى سيناء تستحق الغضب وتستدعى الاستنفار والحساب إلا أن ذلك لا يبرر بأى حال الانتقام من أهالى سيناء.
ويستشهد برسالة وصلته من سيناء ترسم صورة صادمة ومفجعة إذ تحدثت عن "مسجد قصف بطائرات الأباتشى، سيارات أحرقت، بيوت تم تفتيشها ولم يعثر فيها على شىء. فأخرجت منها أنابيب البوتاجاز ثم أشعلت النيران فى أثاثها".
وتحدثت أيضا عن "الاستيلاء على محتويات بعض البيوت بما فى ذلك حلى النساء، وعن أشجار زيتون جرفت، وأبراج حمام دمرت، وأغنام قتلت، وعشش وخيام أحرقت". لقد قام الفريق السيسى بالاعتذار لأهالى سيناء بأن يكونوا قد أضيروا عن طريق الخطأ، ولكن قوات الأمن ظلت على ما هى عليه بعد الاعتذار، فهل هذه هى المكافئة لأهالى سيناء الذين كانوا شركاء للجيش فى تحقيق النصر؟
كما أن قيام الانقلابيين بهدم الأنفاق بين سيناء وغزة والتى تمثل لهم شريان الحياة فى دخول الغذاء والدواء سيحول غزة إلى مرجل يغلى فإذا انفجر فأول من سينفجر فيه سيناء المصرية إضافة إلى الكيان الصهيونى. إضافة إلى إقامة منطقة عازلة بطول 13 كيلو مترا على الحدود وبعرض نصف كيلومتر مما دمر ما يقرب ما يقرب نصف مدينة رفح المصرية.
إن الكيان الصهيونى المستفيد من حصار القطاع وتجويعه، وهو المستفيد من المنطقة العازلة التى لم يستطع نظام مبارك التابع القيام بتحقيقها منذ سنوات عندما ووجه بغضب أهالى رفح.
4- الموافقة على اختراق المجال الجوى المصرى وقتل مصريين
وفى إطار الأمن القومى المصرى فإن ما حدث فى سيناء فى ثانى أيام عيد الفطر المبارك -بعد شهر من الانقلاب- باختراق طائرة صهيونية دون طيار للمجال الجوى المصرى وقتلها لخمسة مصريين على أرض سيناء هو فضيحة بكافة المقاييس، والفضيحة الكبرى كما أذاعتها الوكالات العالمية أن ما تم كان بتنسيق مع قادة الانقلاب، كما أن الفضيحة الكبرى أن الذى يضيع الأمن القومى المصرى هو المسئول عنه.
لقد صرح محلل صهيونى بأن "انقلاب السيسى إذا فشل سنبكى دما لأجيال قادمة" وأضاف مرجليت المقرب من رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو: "السيسى يمعن فى القتل لإدراكه للفشل، وعلينا دعمه لإنجاح حكمه، فهذه قصة حياة أو موت ليست بالنسبة له، بل لنا أيضا”.
5 الانقلاب والفتنة الداخلية:
هل حقق السيسى الأمن لإخواننا الأقباط المسيحيين الذين تغنوا باسمه؟ إن الأجهزة الأمنية لها تاريخ مرير وسيئ فى ارتكاب حماقات الاعتداء على الكنائس ودور العبادة وحرقها بهدف زرع الفتن فى مصر لأن مناخ الفتنة هو الذى يضمن لهم الاستمرار وكانت أشهر أعمالهم قتل الأقباط المسيحيين بكنيسة القديسين بالإسكندرية فى يناير 2011 قبل ثورة 25 يناير 2011 كما أن هناك دلائل قوية على تورطها فى أحداث كنيسة أسوان وما تلاها من أحداث ماسبيرو فى سبتمبر أو أكتوبر 2011، إضافة إلى إشعال وإذكاء نار الفتنة بين أقباط مصر من مسلمين ومسيحيين شركاء الوطن وشركاء الثورة لأن هذا المناخ هو الذى يضمن استمرارهم.
6 - بيع أراض بشرق وغرب قناة السويس إضرارا بمصالح مصر
وقد تنازل رئيس الجمهورية المؤقت لرئيس وزراء حكومة الانقلاب عن صلاحياته فى بيع الأراضى، فقام الثانى بالتنازل عن أراض بحق الانتفاع بشرق وغرب قناة السويس لصالح دولة الإمارات، مما سيؤدى لتجميد مشروع تنمية محور قناة السويس لصالح ميناء دبى ولصالح خط السكة الحديد "إيلات - حيفا" وقيام الكيان الصهيونى بإنشاء مركز لوجيستى كامل بميناء إيلات.
7- طى صفحة "سد النهضة الإثيوبى" بما يضرب أمن مصر الحيوى المائى فى مقتل
ومنذ انقلاب يوليو 2013 ولا أحد يسمع شيئا عن "سد النهضة الإثيوبى" بعد أن كان الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية قد وضع هذه القضية على رأس سلم أولوياته. وفى ظل انشغال مصر بالصراع السياسى الداخلى تم بناء حوالى 25% من جسم السد -وفقا للأخبار المسربة- بما يضرب أمن مصر الحيوى المائى فى مقتل، وبما يهددنا ويهدد أرضنا الزراعية بالعطش خاصة ونحن دون خط الفقر المائى فى ظل حصتنا الحالية من المياه، فما بالنا لو نقصت هذه الحصة.
8 - تهديد مكانة مصر الإقليمية والدولية:
ولأن أسلوب الانقلابات العسكرية قد ولى منذ عدة قرون، فلقد سارع الاتحاد الإفريقى بعد الانقلاب مباشرة بتجميد عضوية مصر لمدة شهر أو أكثر ولم تعد عضوية مصر الكاملة حتى الآن. لقد تأثرت مكانة مصر بدرجة كبيرة عند أغلب دول العالم نتيجة للانقلاب ومن الصعب عودة هذه المكانة لمصر قبل عودتها للمسار الديمقراطى الكامل، ونزعم أن خارطة طريق الانقلابيين لا تعبر عن هذا المسار. وما زال عدد دول العالم التى اعترفت بسلطة الانقلاب العسكرى محدودا للغاية.
وما زال الحديث مستمرا فى كشف الانقلاب، ثورة سلمية لاستعادة الشرعية الديمقراطية ورفض الانقلاب
حمى الله مصر ووقاها شر الفتن
المجد والعزة لمصر والشهداء
ذكرى يوم عزة فى تاريخ مصر الحديث
السادس من أكتوبر 1973 م العاشر من رمضان 1394 ه، ذكرى يوم من أعز أيام مصر فى تاريخها الحديث، يوم غسلت فيه مصر عار الهزيمة عن ثوبها الجميل، ست سنوات خرجت فيها مصر من جب الهزيمة إلى عزة الانتصار، يوم لا ينافسه فى عزته سوى يوم 25 يناير 2011 ، يوم تحرر فيه الوطن ويوم تحرر فيه الشعب.
وفى ذكرى أكتوبر كل عام وفى ذكرى العاشر من رمضان كنت أبدأ يومى بتهنئة تليفونية لبطل حرب أكتوبر ورئيس أركانها الفريق سعد الدين الشاذلى، وكان الرجل يسعد بالتهنئة فى وقت تنكر له الجميع. وفى العام الماضى كانت اللفتة الكريمة من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية -لم يتوقعها أحد- بتكريمه للفريق الشاذلى، وكانت إشارة طيبة من السيد الرئيس بضرورة إعادة كتابة تاريخ حرب أكتوبر بشكلها الحقيقى وإعادة الحق لأصحابه.
ولقد استمعت من الفريق الشاذلى إلى حديث حاول أن يخفى فيه إحساسه بالمرارة لتزييف التاريخ، فذكر أن أولاده ذهبوا إلى بانوراما حرب أكتوبر بمدينة نصر ففوجئوا بالصورة الرئيسية لغرفة عمليات الحرب وصورة مبارك قد تم وضعها مكان صورة الشاذلى بجوار الرئيس السادات، وصورة يوسف صبرى أبو طالب مكان صورة مبارك فى جانب الصورة، مما اضطر أبناءه لرفع قضية أمام محكمة القضاء الإدارى خاصة وهم يمتلكون الصورة الحقيقية، فقام المزورون بمعالجة الأمر بتزوير جديد فى محاولة لتزوير وتزييف التاريخ.
وفاة الشاذلى ورحيل مبارك
فى يوم الجمعة 11 فبراير كانت جنازة الشاذلى بعد صلاة الجمعة من مسجد الصديق أبو بكر بمصر الجديدة، وفى المساء كان رحيل مبارك واحتفالنا بالنصر فى ميدان التحرير. فى نفس يوم رحيل الشاذلى عن دنيانا كان رحيل مبارك عن حكم مصرنا، وشتان ما بين الرحيلين.
رحم الله فقيد الأمة رحمة واسعة، كنت فى الجنازة وبالقرب من الشيخ المجاهد حافظ سلامة، ولم يحضر من المسئولين سوى محافظ القاهرة وبعض قيادات القوات المسلحة، رحل الشاذلى ونحن نعيش أجواء ثورة شعبنا العظيم.
سعد الدين الشاذلى والديمقراطية
أذكر هنا موقفا للمغفور له بإذنه الفريق سعد الدين الشاذلى انتصر فيه للديمقراطية، فى عام 1992 فازت جبهة الإنقاذ فى الجزائر فى الانتخابات التشريعية، وانقلب الجيش على الانتخابات والديمقراطية، وكان الشاذلى لاجئا سياسيا بالجزائر، فطلب منه العسكر إصدار بيان تأييد لهم ضد جبهة الإنقاذ، فرفض الشاذلى أن يقف ضد الديمقراطية رغم التهديد برحيله، ورغم علمه أنه بدخوله مصر سينفذ الحكم بسجنه ثلاث سنوات لإصداره كتاب عن حرب أكتوبر دون مراجعة بتهمة تسريب أسرار عسكرية، وفتحت له تونس وعدة دول أخرى أبوابها، وأبى الشاذلى وجاء إلى مصر ليدخل السجن وليكمل حفظ القرآن به، دخل بطل حرب أكتوبر السجن فى نفس الشهر أو الأسبوع الذى أفرج فيه نظام مبارك عن الجاسوس مصراطى وابنته بعد أن بال فى المحكمة وأهان مصر وقضاء مصر!!
سعد الدين الشاذلى والثغرة
أثار البعض بعض الشبهات والأقوال المغلوطة بحق الفريق الشاذلى، لم يطلب الفريق الشاذلى سحب الجيش من شرق القناة كما يدعى البعض، لأن عبور القناة والوصول إلى الممرات كان هدف الحرب الاستراتيجى، وقد تحقق، ولكنه رفض عبور الممرات لأن القوات البرية كانت تحتاج إلى حماية، وسلاح الطيران كان أضعف ما فى القوات المسلحة لضعف إمكانيته مقارنة بإمكانيات العدو، فلا يستطيع حماية القوات البرية، كما أن مدى الدفاع الجوى لحماية القوات البرية لا يتعدى الممرات، ولهذا رفض الشاذلى عبورها، وعندما اتخذ السادات قرارا بعبور الممرات بحجة التخفيف عن الجبهة السورية حدثت الثغرة، وحدث ما حدث من حصار للجيش الثالث الميدانى.
سعد الدين الشاذلى وحرب الخليج
أثناء حرب الخليج الثانية 2003 م دعوت الفريق الشاذلى لحضور صالون ثقافى يعقد فى منزلى، ورحب الرجل وطلب منى تجهيز خريطة كبيرة للعراق بتفاصيلها الطبوغرافية والإدارية، وكانت أمسية طيبة صال فيها الرجل وجال شارحا السيناريوهات المتوقعة، وتفاعل معه الحضور، وفى نهاية الجلسة استأذن الرجل فى أن يحتفظ بالخريطة وكانت سعادته كبيرة بالخريطة التى أعادته إلى ما يشبه غرف العمليات التى كان يصول فيها ويجول.
عاش الرجل بطلا مجاهدا مؤمنا بقضية وطنه وشرد من أجل قضيته وسجن وعاش زاهدا حافظا للقرآن.
كان صديقا لحزب العمل، وكان التواصل معه عبر صديقه الصدوق عضو المكتب السياسى للحزب الإعلامى الكبير محمد أبو الفتوح، ولا أنسى عندما زرته فى منزله ورغم أنه كان يقوم ببعض التجديدات به إلا أنه أصر أن يعطينى تبرعا لحزب العمل دون أن نطلب منه.
رحم الله رمز حرب أكتوبر المجيدة، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.