في رد قوي على التدخل الإماراتي السافر في اليمن واحتلال جزيرة "سقطرى" بسيطرة قوات محمد بن زايد هناك على منشآت الجزيرة الحيوية، نظم الشاعر اليمني المعروف خالد الراعي قصيدة هجاء قوية، رد فيها على (بلطجة) عيال زايد، وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة أبواقها الإعلامية للدفاع عن محاولات احتلالها جزيرة سقطرى اليمنية، خاصة بعد اتهامات بأنها تحاول ضمها إليها. الأبواق الإماراتية، وعلى طريقة "تشبيح" أبواق النظام السوري، تعمَّدت استخدام لغة استعلائية ومستفزة في تبرير احتلال بلادهم لسقطرى، وتسخيف وتخوين الأصوات المنتقدة لما بات يطلِق عليه اليمنيون "الاحتلال الإماراتي". ودولة الإمارات شريك أساسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، الذي ينفذ منذ 2015 ضربات في اليمن ضد الحوثيين، بذريعة دعم حكومة الرئيس المعترف به دولياً، عبد ربه منصور هادي. كما نشرت الإمارات قوات في سقطرى دون إبلاغ حكومة هادي، المسيطرة على الجزيرة التي بقيت بمنأى عن الحرب التي تجتاح اليمن، وتقع الجزيرة عند مخرج ممر مزدحم للنقل البحري يربط بحر العرب والمحيط الهندي بدول العالم، وتبعد نحو 1000 كم عن مدينة المكلا اليمنية الساحلية. "طنب" قريبة قصيدة "الراعي" التي انتشرت على نطاق واسع بين النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل، جاءت تحت عنوان "طنب قريبة يا مدوِّر سُقطرى"، رد فيها بكلمات مزلزلة على الطمع الإماراتي بالجزيرة اليمنية. تبسط الإمارات نفوذها على أرخبيل سقطرى بجميع جزره ال13، من خلال وجود عسكري وواجهات استثمارية وأخرى خيرية يديرها ضباط أمن إماراتيون، رغم أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبدى رفضا للخطوات الإماراتية. وتحول أرخبيل سقطرى اليمني إلى أرض إماراتية خارج حدود الإمارات، تشرف أبوظبي على القوات العسكرية فيه التي يفوق عددها 5000 عنصر ولديهم مناطق عسكرية مغلقة. وشرعت الإمارات في بناء قاعدة جوية لها غرب مطار سقطرى، كما جندت نحو ألف شاب من جزيرة سقطرى خضعوا لتدريبات كثيفة في الإمارات لعدة أشهر ووزعوا على نقاط عسكرية في الأرخبيل. وتدير الإمارات مطار سقطرى وتتحكم فيه، وتسير رحلتين بينه وبين أبوظبي لا تخضعان لأي تفتيش أو رقابة من قبل السلطات اليمنية، بينما منع الإمارتيون هبوط طائرة عمانية بدعوى أن الجزيرة أشبه بمنطقة عسكرية. وقد شغلت الإمارات شركة اتصالات إماراتية في سقطرى، كما فتحت مصنعا للأسماك بلا تنسيق مع الحكومة الشرعية، ويشرف على المشروع الإماراتي خلفان المزروعي أبو مبارك. وكشف ضباط سابقون في أمن مطار سقطرى عن أن الإماراتيين يقومون أيضا بعمليات تهريب لثروة حيوانية وبيئية نادرة من سقطرى، ويقومون بأعمال وحفريات في مناطق أثرية بهدف بناء قصور لهم مطلة على البحر. بلطجة إماراتية يشار إلى أن مصادر إعلامية غربية أكدت أن أبوظبي ضمت هذه الجزيرة تحت السيادة الإماراتية، وأنها تنوي تنظيم استفتاء لضمها لاحقاً إلى الإمارات رسمياً. وبحسب صحيفة "الإندبندبت" البريطانية، أنشأت الإمارات قاعدة عسكرية وشبكة من الاتصالات وقامت بعملية إحصاء للسكان، ودعتْهم إلى أبوظبي بالطائرات من أجل الحصول على العناية الصحية وأذون العمل. ويبلغ عدد سكان سقطرى 60 ألف نسمة، يعيشون بسلام ووئام مع الطبيعة ومنذ آلاف السنين، ويقول مراقبون إن الإمارات تحاول تحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية دائمة ومنتجع سياحي، حيث تعتبر "اليونسكو" الأشجارَ السقطرية جزءاً من التراث العالمي. ومرَّت على الجزيرة، خلال الأعوام ال150 الأخيرة، سلطات عديدة، حيث حكمت خلالها سلطنة المهرة العمانية وبريطانيا وجنوبي اليمن، واليمن بعد الوحدة، ولكنها تعرضت للتهميش وظلت علاقتها مع الحكومة المركزية التي تزعمها الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.