تتمتع قوات الجيش الموجودة الآن في سيناء بخسة لا مثيل لها، وهو ما كشف عنه تسريب أخير بثته قناة "سيناء بلس"، فقوة من الجيش المصري تصطحب شابا صغيرا تم اعتقاله، وتجعله ينام على الأرض وسط فيافي الصحراء وهو مغمى العينين، ويسخر منه الضابط ويقول له: "متخفش مش هنقتلك ياد"، ويصرح الطفل "أمي أمي ارحموني ارحموني"، فيجيبه الضابط ساخرا: "متخافش أبوك هييجي يأخذك"، ثم بمنتهى الخسة يطلق رصاصات على رأسه وظهره، حتى إن ضابط الاحتياط الذي قتل الطفل ويدعى محمد عامر، وهو مهندس يعترف بتصفيته الصبي الذي ظهر في الفيديو الذي نشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وأذاع بيان القوات المسلحة أن من تمت تصفيته قتل في تبادل لإطلاق النار, وكان بحوزته أسلحة وغيرها، فخالف الواقع ليثبت مجددا أن سيناء خارج التغطية. وعلق عبد الرحمن عز، الناشط بثورة يناير، "ممكن الجيش المصري في سيناء يتوقف عن تصوير أطفال سيناء أثناء قتلهم، على الأقل يقتلون بدون شوشرة وبدون إزعاج لضمائرنا المحتضرة". تجويع وتهجير يقول المراقبون: إن من استمرأ الدماء كالسيسي وعصابته وجنوده لا يعتنون بحلول شهر رمضان الكريم أو ينتظر منهم تخفيف الضغط على أهل سيناء، فلا يبتعد السيسي عن هدفه الذي رسمه له رئيس وزراء الكيان نتنياهو، فبعدما كان هدفه تهجير 50 ألفا من رفح والشيخ زويد، زاد عليه العريش وتهجير نحو 350 ألفا من السكان، فالحصار أشد ما يكون. تجويع وفقر وانعدام مستويات المعيشة، فعاد الناس للحطب، واستغنوا عن الكهرباء، واشتروا كرتونة البيض ب100 جنيه، وباتت صفيحة البنزين ب1000 جنيه، حتى مزارع الخوخ والمشمش لا تجد من يحصدها، أما مزارع الزيتون فقد حصدها الجيش بالنيران وأنهى 80% من الأشجار الموجودة في شمال سيناء. يقول هشام لطفي من سيناء: "هل تعلم عزيزى المواطن أن العملية العسكرية في #سيناء بقالها 88 يوما؟ وطبعا إحنا اللي بندفع التمن من صحتنا ونفسيتنا بسبب قلة البنزين والمواصلات وإيقاف التعليم ومنع السفر.. ده غير قفل الطرق وأصوات الرصاص والانفجارات ليل ونهار، طبعا كلام مش هيفرق مع أغلب الناس بس برضه بنقوله". اعتقالات متزامنة ولا تفتر قوات السيسي بسيناء عن اعتقال الطلاب والأطفال، ففي 18 أبريل الماضي اعتقلت الطالب محمود غنام محمود سعيد من شمال سيناء، وقالت والدته إن قوات الأمن اعتقلته كوسيلة ضغط على والده المُختفي عندهم منذ 4 سنوات، ولا أحد يعرف مصيره حتى الآن. ويمكث العديد من الأطفال في سجون السيسي أغلبهم بالعازولي بالإسماعيلية بين طلاب الإعدادي والثانوي، ضمن مسلسل التهجير، ولا عزاء لقرار وزير الدفاع الصادر قبل أيام، في حين يقول موقع "واللا العبري" إن مصادر في القيادة الجنوبية الإسرائيلية تتحدث أن الجيش المصري وسّع عملياته العسكرية لتصل إلى منطقة المثلث الحدودية "مصر فلسطينالمحتلةغزة"، ورغم قوته الغاشمة؛ يجد صعوبة في إلحاق الضرر أو القضاء على "داعش" سيناء. قتل وحرق واستغرب نشطاء في "سيناء ميديا" من الاستمرار في الغناء لعسكر يقتلون الأطفال، "تسلم الأيادي، وقالوا ايه علينا" وقال الحساب: "هما دول اللي لسه فيه ناس بتقول جيشنا وحامينا..لا ده جيشنا وبيقتل فينا.. جيشنا وبيحرق قلوبنا علي أهالينا.. جيشنا وبيحرق ويجرف أراضينا.. جيشنا وبيقف بالبيادة علي جثث الأبرياء من أبناء سيناء". واستعرض النشطاء كيف "تقوم قوات الجيش بحرق أشجار الزيتون بعد تجريف الأراضي بشمال سيناء وسط ضحكاتهم (خليها تولع)، جرافات تجرف وجنود تحرِق.. هذه هي حربهم المزعومة مع #الإرهاب .. فالأطفال إرهاب، وأشجار الزيتون إرهاب، وأشجار النخيل إرهاب، وأبناء سيناء الشرفاء إرهاب.. نعم هذه هي حربهم الكاذبة". ظلم حارق الصحفية السيناوية منى الزملوط كتبت قائلة: "الناس في رفح طبخت علف البهايم والأطفال ريحتها طلعت من القرف من قلة المياه.. وشوية مطبلاتية قالوا عليهم كبار سيناء بيتفرجوا على الظلم ومستمتعين، وكل واحد استأجر له شوية لجان تدافع عنه براتب شهري. لا هم نصروا الجيش ولا هم نصروا مدنيين. مثل الأنعام يأكلون ثم يتبولون لنا على الفيسبوك نفاياتهم". وتابعت "حريم في السجون بتتاخد من الشوارع عيني عينك وتختفي بالشهر عادي ترجع براحتها.. وشوية مناديب صحوات أصبحوا الإله في سيناء لهم من يعبدهم ويقدسهم ويطوف حولهم يطلب الرزق.. يا رب ما تلاقوا تاكلوا ولا مدارس ترجع ولا بنزينة تفتح. يا رب أخرج لنا نيرانا من البحر والأرض. وأمطارا من السماء. واخسف بالظالمين والمنافقين الأرض.. ولا تجعل عليها إلا الصالح الذي لا يخاف إلا إياك، ولا يعبد إلا إياك، ولا يتوكل إلا عليك.. وأخرج من أجسادهم حق هذا الطفل… اللهم ذل المنافقين والظالمين من شيوخها وكبارها وعواقلها، وأرسل عليهم غضبك فإنهم لا أنكروا المنكر ولا نصروا مظلوما ولا ستروا امرأة، ولا دافعوا عن أرض أو عرض أو قضية.