"محامي الشعب" ذلك ما كان يطلق على منصب النائب العام حتى قدوم انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، فأصبح مهمته الوحيدة الحفاظ على أمن وأمان الانقلاب وجنرالاته، وسحق معارضي الانقلاب بالقرارات والمصادرات والتي آخرها اليوم الأربعاء عندما أصدر النائب نبيل صادق، قرارا بمتابعة وضبط وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي وصفها بأنها تبث الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية، ما جعل أحد النشطاء يعلق بالقول" متخيلين إحنا وصلنا لفين و مؤسساتنا بقى شكلها إيه في عهد السيسي حتى وصف شبه دولة بقى كتير علينا والله". وأعاد ظهور الفتاة "زبيدة" المختفية قسرياً وحوارها مع الإعلامي عمرو أديب، تحت تهديد السلاح في احد مقار أمن الدولة، إغلاق جنرالات الانقلاب العسكري كل المنافذ أمام إتاحة حرية التعبير والرأي، وإغلاق المجال العام باتت وسائل التواصل هى أبرز ساحات التعبير، من خلال صفحات الأحزاب والكيانات السياسية أو الشخصيات المعارضة، التي لا تجد متنفسا للتعبير عن نفسها في وسائل الإعلام التي باتت تحت "التأميم" من أذرع السفيه السيسي.
وبعد إصرار جنرالات الانقلاب على "تأميم" وسائل الإعلام لتكريس نظرية "الصوت الواحد"، وعدم انشغال تلك الوسائل بما يهم المواطن بقدر "تلميع" العسكر، باتت مواقع التواصل ساحة لكشف العديد من جرائم سلطات الانقلاب، وبعد التفنن في تعذيب زبيدة بكل أصناف التعذيب السيساوية، و0خرها الاغتصاب، وبعد فضح قناة BBC للجريمة، تحاول المخابرات الحربية ومعها الإعلام المأجور والنائب العام، بتفنن في تلفيق تصريحات زبيدة، تحت الإكراه والتعذيب مرة أخرى، لطمس الحقائق المتوارية خلف عيون زبيدة الذابلة…انظروا في عيونها، فهي لا تكذب وإن تكلمت! قوى الشر! وحذر بيان رسمي صادر عن مكتب نائب عام الانقلاب، من "محاولة قوى الشر النيل من أمن وسلامة الوطن ببث ونشر الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي"، وهى نفس ألفاظ وعبارات يستخدمها السفيه السيسي. وقابل نشطاء ومراقبون ذلك بالاستنكار والرفض، وقال صاحب حساب حزين يا بلدي:" احنا مصدقينكم في قصة زبيده وأنها ماكنتش مختفيه قسريا ولا تم اغتصابها وان امها كدابه بأمارة ال 5 بتوع الميكروباص اللي اتقتلوا عشان قتلوا ريجيني وسرقوا أوراقه ومتعلقاته الشخصيه". وقالت صاحبة حساب مسلمة:" كل اجهزة الدولة الان تقف علي قدم وثاق من اجل زبيدة وامها والنائب العام يأمر بالقبض علي مروجي اكاذيب الاعلام هي دي دولة السيسي العسكر هي إنجازات السيسي خلاص خلصت !!؟؟". وقالت الدكتورة مي عزام :" هل حوار عمرو أديب معها أنهى الشك فيما صرحت به والدتها لبى بى سى انجليزى واتهامها للأمن بتعذيبها واغتصابها ثم اخفائها قسريا ؟". وقال الكاتب جمال الجمل:"أؤكد تماما.. أن bbc مزورة، وخالفت الحقيقة لأنها تجرأت وبثت كلام عن اختفاء واغتصاب زبيدة ولم تنشر الحقيقة عن "اختفاء الحقيقة ذاتها" وعن اغتصاب مصر كلها إخص عليكي يا bbc يا ممولة يا منحازة يا معارضة الخارج". انقلاب مفضوح وتبرز تخوفات من وجود تأثيرات لشخصيات وكيانات معارضة للانقلاب فرصة مناسبة للتلاقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في واقع "افتراضي" في الأساس، ولكن له تأثيرات محتملة على أرض الواقع، مثلما حدث في 25 يناير 2011 واندلاع ثورة شعبية ضد المخلوع مبارك. ولا يمكن تجاهل ما يصطلح على تسميته "قوة السوشيال ميديا"، والتأثيرات المباشرة لردود أفعال الشعب المصري حيال قضايا معينة والتي ساهمت في الضغط للإطاحة بعدد من مسئولي الانقلاب مثل إقالة أحمد الزند من منصب وزير العدل، ويبقى أن الانقلاب يرغب بشدة في السيطرة على هذا "الواقع الافتراضي" أيضا، ولكن ثمة صعوبات تتعلق بعدم القدرة على ضبط هذا الإيقاع، ولكن برزت عدة محاولات في هذا السياق. وقالت الناشطة رانيا سالم:" عايزة أقول حاجة مهمة لإعلامنا المضلل الكفتة حرفيا و إعلاميين النظام المعرصيين ان للأسف و بقول للأسف بجد مش بسف ارتباطنا بوسائل إعلامية عالمية زي بي بي سي واشنطون بوست و نيويورك تايمز و سي ان ان و الجارديان الخ كل يوم بيزيد و أنتم اهم اسبابه ! غبائكم يدرس". وقالت النائبة والقيادية في جماعة الإخوان عزة الجرف:" مخبر يسألها ومخبر يحمل طفل يقال أنه لها وهي في حالة يرثى لها نفسيا وصحيا تثبته الصور القديمة لها، الفيديو المسجل والممنتج أكبر دليل على المهانة التي عانتها ويعانيها شعب بأكلمه، لعن الله الانقلاب العسكري وكل من خطط له وموله وفوضه ونفذ له، إنقلاب غبي مفضوح مصيره معروف!". وقال الكاتب الصحف سليم عزوز :" لا تنسى وأنت تهدد برفع قضية على بي بي سي، أن الفنانة يسرا قالت إنها ستقاضي جرنال نيويورك تايمز. ولم يحدث.فضلاً عن أن الدعوى لن تقام أمام محكمة عابدين للأمور المستعجلة.