ما حدث في مصر انقلاب عسكري مكتمل الأركان قانونيا وسياسيا يرفضه غالبية الشعب المصري بالشوارع والميادين، بغض النظر عن رؤية الدول الأجنبية للاحداث الجارية، ومن بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصة بعد تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي أمس جون ماكين بأن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري.. يقول د. إبراهيم العناني أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة أنه بلا شك أن هناك بوادر تغيير واضحة في الموقف الأمريكي، فقد بدأ موقفا مترددا وغير واضح من جانب الرئاسة الأمريكية منذ بداية انقلاب 3 يوليو ثم جاء لاحقا تصريح وزير الخارجية الأمريكي بقوله أن ما حدث تصحيح للمسار الديمقراطي ثم نفته جهات مسئولة ثم أخيرا تصريحات عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ماكين وجراهام الذي وصفه بالانقلاب، مما يكشف في مجمله ميل الموقف الأمريكي تجاه ما حدث على أنها انقلاب لأن هذا هو التحليل السليم من الناحية القانونية والسياسية التي تقطع بأن ما حدث بمصر انقلابا عسكريا متكامل الأركان ضد الشرعية وضد الدستورية وضد الديمقراطية. ولفت "العناني" ل"الحرية والعدالة" إلى أن رد فعل الرئاسة المصرية يؤكد أن الموقف الأمريكي أكد أنه انقلابا حيث قال المتحدث الإعلامي للرئاسة الانقلابية: إن تصريحات عضوي مجلس الشيوخ خرقاء تزييف للحقائق بما يخالف الأعراف الدبلوماسية والأخلاقية في التعامل مع الضيوف خاصة من الدبلوماسيين ببلد كبير وعريق مثل مصر. وشدد "العناني" على أن موقف غالبية الشعب المصري هو رفض الانقلاب وهو منتفض الآن بالشوارع والميادين وهو من يرسم خريطة مستقبله بيده ويقرر مصيره، ويؤكد رفضه للانقلاب 3 يوليو التي قامت على تجمعات مصنعة بطرق نعرفها كيف تمت وهي لا تمثل الشعب بأي حال، وانكشف أمرها أمام الرأي العام العالمي والمصري. يرى د. محمد شرف عضو جبهة الضمير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي شريك في كل ما حدث ومحرضة عليه وبالتالي لا يعول كثيرا على على موقفها ولكن على بعض أصحاب الضمير ممن يسمون الأمور بمسمياتها الحقيقية رغم أن أجندتهم مختلفة. وفيما يخص عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ماكين وجراهام أوضح "شرف" ل"الحرية والعدالة" أنهم في الشئون الخارجية سياساتهم واحدة لكن مشكلتهم مع شعوبهم لأنهم لابد أن يكونوا متسقين مع شعوبهم بالداخل، ولذلك عرفوا الانقلاب بأنه انقلاب. وكشف "شرف" أن التوجه ضد النظام المصري المنتخب بدأ بالذات مع وقوف مصر مع صمود غزة، ومشكلتنا أن الأزمة كانت تدار عالميا وإقليميا وتنفذ داخليا، وكلنا نعلم الأدوات التنفيذية، بل إن هناك قوى وتيارت مصرية رفضت تسليم الرئيس المنتخب السلطة وتأخرت نتيجة الانتخابات الرئاسية بهدف تولي مرشح آخر، وكان مقررا الانقضاض على الثورة ومعسكره. وشدد"شرف" على أن الرقم الأصعب في المعادلة الآن صمود شعب مصر في الميادين وإصراره على نيل مطالبه، مؤكدا أن جميع من بالميادين يمثلون كافة تيارات المجتمع المصري وفئاته على تنوعها، رافضا الزعم أنهم إخوان فقط بل هم جميعا مواطنين مصريين خرجوا دفاعا عن أصواتهم الانتخابية وحق المواطنة واستكمال المسار الديمقراطي وهو أهم مكتسبات ثورة 25 يناير. وأكد "شرف" أن زمن الانقلابات العسكرية انتهى وعقارب التاريخ لن ترجع للوراء .