تزايدت أعداد الخيام في ميدان رابعة العدوية وسط توافد آلاف المتظاهرين المؤيدين للشرعية للانضمام للمعتصمين الرافضين للانقلاب العسكري الغاشم. وبدأ المعتصمون في وضع ألواح خشبية الواحدة في زوايا وتغطيتها بال"مشمع" لتتحول إلى سكن لأسرة مصرية جديدة قررت الانضمام للاعتصام. يشار إلى أن الميدان يتميز بانتشار الخيام التي أضفى عليها أصحابها طابعا خاصا، من بينها خيمة: "أطفال ضد الانقلاب" برسوماتها الطفولية الجميلة والأنيقة، وخيمة"ضباط ضد الانقلاب"، و"محامون مع الشرعية" وهذا يؤكد حرص كل أصحاب تخصص على التواجد والتعبير عن رأيهم في تأييد الشرعية والرئيس محمد مرسي. ومن بين الخيام "خيمة رابطة فناني الثورة"، التي تلفت النظر برسوماتها الكاريكاتيرية الساخرة حول الأوضاع في مصر، بجانب الصور الفوتوغرافية. من جانبه قال "محمد الديب"- مخرج ونائب رئيس الرابطة: إن الرابطة ليست وليدة اليوم أو أمس، وإنما كانت بدايتها في ثورة 25 يناير، كأول كيان ثوري في ميدان التحرير، مشيرا إلى أنها نشأت نتيجة كثرة الحالات الفنية الارتجالية، مما حدا بالمؤسسين إلى جمع الفنانين تحت إطار واحد يتمكن من توصيل رسائل ثورية قوية من خلال الرسومات أو الصور أو الشعر وغيرها من الأشكال الفنية. وأشار إلى أنهم قرروا القيام بذات الأمر في ميدان رابعة العدوية لرغبتهم في نقل حالة الصمود والثبات التي يعيشها المعتصمون، مؤكدا أنهم كرابطة لا ينتمون أو يعبرون عن تيار سياسي أو حزبي معين، وإنما هم فقط مؤمنون بأن دورهم واعتصامهم حاليا إنما هو لاسترداد ثورة يناير التي تمت سرقتها وسحبت الشرعية من الشعب. وأكد –الديب- أن مشاركة الرابطة في الاعتصام جاء من خلال رسم العديد من الجداريات والرسومات والأشكال التعبيرية. لافتا إلى أن أعضاء الخيمة وصل حتي الآن إلى نحو 500 من أصحاب المواهب المختلفة. وأنهم يستعدون لرسم جرافيتي كبير عند مداخل ومخارج الميدان. كما يعدون لكليب تحت عنوان:"الدم أقدس من خلاف"، ومن ضمن فعالياتهم أيضا قصيدة بعنوان :" رصاصك مش حا يمنعني". وأثناء التجول توقفنا عند خيمة مخصصة لتجميع طعام الإفطار للصائمين، وقال "جمعة عبد التواب" مسئول الخيمة: إن المكان مخصص لجمع التبرعات المادية والعينية لإفطار الصائمين، والتعاقد مع عدد من المطاعم والجهات المتخصصة في تحضير الوجبات لتقديم الإفطار لملايين المعتصمين. وأضاف -عبد التواب- أن الخيمة تشهد العديد من التبرعات مثل الوجبات والتبرع بعجول للذبح، وهو ما يعكس شهامة المصريين ومعدنهم الأصيل. وتنتشر في الخيمة الثلاجات، وأجولة الأرز والحبوب. من جهة أخرى امتلأ الميدان بخيام معدة كعيادات للتخصصات المختلفة لتلبية حاجات ملايين المعتصمين.