في مثل هذا اليوم، قبل 7 سنوات، استيقظ المصريون على وقع جريمة جديدة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، بالتعاون مع العسكر الذين من المفترض أن يحموا الميدان، إلا أنهم فتحوا المتاريس أمام المعتدين حسب كاميرات التلفزة. مبارك حاول بموقعة الجمل إنقاذ نفسه من مصيره المحتوم بالسقوط كثاني قطعة دومينو في الربيع العربي، ورغم سقوط 14 قتيلا و2000 مصاب حسب التقارير الرسمية لوزارة الصحة، إلا أن «موقعة الجمل» كان لها أثر عكسي على غير ما تشتهي سفن النظام الساقط، وأدت إلى عودة المصريين للالتفاف والإصرار على رحيل مبارك، بعد أن نجح خطابه في الليلة السابقة في كسب تعاطف البعض. ووصفت الموقعة، التي استمرت على مدى يومي 2 و3 فبراير 2011، بأنها النقطة الفاصلة في الثورة، بعد أن جاء الهجوم بالجمال والخيول وقنابل المولوتوف والرصاص الحي على المعتصمين المطالبين برحيل مبارك بميدان التحرير لينهي تعاطفا كان قد أبداه البعض مع خطاب ألقاه مبارك في مساء 1 فبراير 2011، وزادت المواجهات من تمسك الشباب باستكمال ثورتهم حتى رحيله. وبدأت أحداث «موقعة الجمل» في الساعات الأولى من اليوم التالي لخطاب مبارك، والذي وصف ب«العاطفي»، بعدما قال في محاولة لإقناع المعتصمين بالانسحاب من التحرير «لن أترشح لولاية جديدة.. وولدت وعشت في هذا البلد وحاربت من أجله وسأموت على أرضه». وفي الثانية صباحا من اليوم التالي، كانت السماء قد بدأت تمطر قنابل حارقة «مولوتوف» وكسر الرخام على المتظاهرين من على أسطح العمارات، فيما تحرك عاملون في السياحة من منطقة نزلة السمان بالهرم بالخيول والجمال، إلى الميدان لينضموا لمسيرة نظمها النظام انطلقت من ماسبيرو إلى الميدان، لتبدأ معركة مصير النظام على طريقة العصور الوسطى. وما أن رأى المعتصمون الجحافل المهاجمة حتى هبوا لصدهم لتندلع اشتباكات عنيفة استمرت ليومين، استخدم فيها أنصار مبارك الرصاص الحي والمولوتوف وهاجموا بالخيول والجمال، وسط صمت عساكر الجيش الذين نزلوا يؤمّنون الميدان، الذي كان في عهدة مدير المخابرات الحربية آنذاك، عبد الفتاح السيسي، إلا أن هجومهم انكسر أمام إرادة المعتصمين، والتفاف الجميع لحماية الثورة وإصرارهم على استكمالها بعد ظهور كذب خطاب مبارك العاطفي، حتى اضطر مبارك للتنحي في 11 فبراير 2011. ومن أبرز من اتهموا في موقعة الجمل "صفوت الشريف، فتحى سرور، والنائب السابق رجب حميدة ووزيرة القوى العاملة آنذاك عائشة عبد الهادى والمستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الحالي". ورغم نجاح الثورة إلا أن أحدا من رموز نظام مبارك لم يعاقب على موقعة الجمل، وقضت محكمة جنايات القاهرة في 10 أكتوبر 2012 ببراءة جميع المتهمين ال 24 في قضية موقعة الجمل وانقضاء الدعوى ضد المتهم الخامس والعشرين عبد الناصر الجابري لوفاته. وفي مايو 2013 حسمت محكمة النقض نهائيا مصير القضية، وحكمت بتأكيد حكم براءة المتظاهرين بعد أن رفضت الطعن المقدم من النيابة علي براءة المتهمين في القضية وأيدت حكم أول درجة. وأسهمت الموقعة التي وقعت عندما كان أحمد شفيق، رئيسا للوزراء، في سقوطه في سباق انتخابات الرئاسة 2012، بعدما رفض الشعب أن ينتخب رئيس وزراء موقعة الجمل رئيسا. "المواطنون الشرفاء" ومواقع "الجمل" وعلى مدار السنوات السبعة التي مرت من ثورة يناير كشف العسكر عن وجههم الحقيقي في التعامل مع ثورة الشعب المصري، حيث استعمل الانقلاب العسكري الآلاف من المواطنين والبلطجية والنساء الخارجات عن القانون، في حربه على الشباب المصريين الرافضين للانقلاب العسكري، في شوارع وميادين مصر منذ 2013، كما وجه الانقلاب العسكري اسلحته لصدور المواطنين، بلا رحمة في تكرار لمشاهد القتل التي نفذها مبارك في ال18 يوما بميادين التحرير. واستخدم السيسي جميع الأسلحة المحرمة دوليا وإنسانيا لكسر ثورة الشعب ضد انقلابه العسكري، ولكن مصيره سيكون كمصير مبارك، وهو إلى مزبلة التاريخ، وهو مصير محتوم طال أو قصر وقت انتظاره!!