حالة من الانهيار الاقتصادي في ظل حكم العسكر تبشر بخلق جيل هزيل من الأطفال، بعد حالة الحرمان التي تمر بها الأسر المصرية، بعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والسلع الغذائية، الأمر الذي أدى إلى تراجع نصيب الفرد من الغذاء، وينذر بكارثة غذائية في مصر يدفع ثمنها الجيل القادم. وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الثلاثاء، انخفاض متوسط نصيب الفرد المصري من اللحوم الحمراء بنسبة 29.4% إلى 9.6 كجم في 2016، مقابل 13.6 كجم عام 2015، لانخفاض الإنتاج والواردات من لحوم الأبقار والجاموس. وحسب الجهاز انخفض نصيب الفرد من القمح بنسبة 2.3% إلى 137.8 كجم مقابل 141.1 كجم، كما تراجع متوسط نصيب المصري من الأرز بنسبة 11.3% إلى 34.7 كجم مقابل 39.1 كجم، ومن الخضروات بنسبة 7.3% إلى 86.3 كجم مقابل 93.1 كجم، ومن الفاكهة بنسبة 1.6% إلى 62.6 كجم مقابل 63.6 كجم، ومن لحوم الدواجن والطيور بنسبة 5.6% إلى 10.1 كجم مقابل 10.7 كجم. وأوضح المركزي للإحصاء أن نسبة اكتفاء مصر الذاتي من اللحوم الحمراء بلغت 64.6% في 2016، كما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح 47.7%، ومن الأرز 99.7%، ومن الخضروات 103.4%، ومن الفاكهة 98.4%، ومن لحوم الدواجن والطيور 93.7%. ووفقًا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع لحكومة الانقلاب، فإن نحو 28% من الشعب المصري لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، ورغم تلك الإحصائيات الرسمية إلا أن المواطن المصري دائمًا ما يجد نفسه أمام مطالبات مستمرة بالتقشف من جانب السفيه ووزرائه وبرلمانه وحتى إعلامه. في الوقت الذي يُطالب السيسي المصريين بقبول الفقر والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر والتضحية من أجلها، وكانت أبرز تلك التصريحات عندما قال: "إحنا فقراء أوي. محدش قال لكم إننا فقراء أوي؛ أنا بقول لكم إحنا فقراء"، ومن قبل ضرب السيسي بنفسه مثلًا على تحمّل الفقر حين قال إن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات "ومحدش سمع صوتي" على حد زعمه. وأصبح أهم ما يميز مصر في عهد السيسي، ما يلي: – 40% من المصريين لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية – معدل البطالة في مصر وصل إلى 12.9 % – تحتل مصر المرتبة الخامسة في مؤشر البؤس العالمي – 9 ملايين طفل في مصر يعيشون تحت خط الفقر – 50 % من المصريين يعيشون على هياكل الدجاج، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن والسلع الأساسية . – 11 مليون مواطن ينفقون أقل من 330 جنيه شهريا – 80 % من الفقراء في مصر لا تصلهم خدمات الدعم او التأمين الاجتماعي – مصر تحتل المرتبة الثالثة لارتفاع معدلات الجريمة بسبب انتشار الفقر والبطالة – ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب بسبب الأزمات المادية المصريون ينافسون الكلاب الضالة وذكرت تقارير سابقة أن الفقراء ومحدودي الدخل بدأوا في منافسة الحيوانات الضالة في الحصول على هياكل الدواجن، إذ ظهرت ظاهرة اجتماعية في لجوء المواطنين إلى هياكل الداوجن وبقايا اللحوم التي تخرج من المطاعم والمجازر والتي يستخدمها الأثرياء في طعام الكلاب، فلا تسمح لهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة سوى بالاعتماد عليها بشكل أساسي. وانتشرت داخل الأسواق العامة في محافظات مصر الأكشاك التي تبيع بقايا الدواجن التي تحتوي على الأرجل والأجنحة والعظام والرقبة، بعد ارتفاع أسعار الدجاج إلى 25 جنيها كمتوسط لسعر الكيلو، تركها الفقراء واعتمدوا على فضلاتها، فبعضهم اتجه إلى شراء الهياكل والأرجل. ويصل سعر كيلو الهياكل (جناح الدجاجة ومعه عظام الصدر بعد إخلاء اللحوم منها والرقبة) إلى 13 جنيه للكيلو، بينما تراوح سعر كيلو الأرجل من 7 إلى 9 جنيهات للكيلو، وزاد الإقبال عليها بشكل كبير بعد رفع أسعار الدجاج. وهناك الأجنحة بمفردها دون الرقاب والهيكل العظمى، إلا أن سعرها مرتفع عن باقى الفضلات، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 16 جنيهًا، وهى بديل أيضا للبعض عن لحوم الدجاج. ولجأ آخرون إلى "عفشة المواشي" وهي "الفشة والكرشة والممبار والطحال وغيرها من أحشاء الماشية"، التي باتت البديل عن اللحم الأحمر الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 170 جنيها. وعن أسعار "العفشة" فقد وصل سعر كيلو "الكرشة" إلى 50 جنيها، و"الفشة" 30، و"الممبار" 55، وأرجل الماشية الواحدة 100 جنيه، ولحمة الرأس الكيلو 100 جنيه. وتتراوح أسعار اللحم المستورد من 75 إلى 100 جنيه للكيلو، أما باقي المجمدات فقد لاقت أيضًا رواجًا؛ لانخفاض أسعارها. وقال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، في تصريحات صحفية: إن سعر الهياكل في ارتفاع نتيجة لزيادة الطلب عليها، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من المصريين يعيشون عليها؛ بسبب انخفاض أسعارها مقارنة باللحوم والدواجن البيضاء. وأضاف السيد أنه من الصعب تحديد أعداد أو نسبة من يتناولون تلك الهياكل من المصريين في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن غلاء الأسعار دفع النسبة إلى الزيادة مقارنة بالفترة الماضية.