في ظل الاستهداف المستمر للمظاهرات والاعتصامات واستمرار تساقط الشهداء حتى وصل الأمر لاستهداف النساء؛ قرر مجموعة من شباب النشطاء الذين غلبوا الإنسانية والضمير على الخلافات والانتماءات السياسية أن يعلنوا رفضهم واحتجاجهم ضد أي شكل من أشكال العنف أو انتهاك حقوق المتظاهرين السلميين. المجموعة بدأت عبر "جروب التيار الثالث" في جمع كل المعارضين لدماء المصريين التي تسيل كل يوم، لم يفكروا في انتماء سياسي أو أسباب ومبررات من تلك التي يرددها إعلام الفتنة لتسكت ضمائرهم وتلهيهم عن أعداد الشهداء التي تزيد، وجعلوا شعارهم "ضد العنف .. ضد الانتهاكات". وسعوا جاهدين أن يصل صوتهم إلى الشارع عبر عدة وقفات احتجاجية وسلاسل بشرية حملوا فيها اللافتات ذات اللون الأسود والشريطة البيضاء علامة على الحداد، فنظموا أول سلسلة بشرية في 7 يوليو في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين بمحافظة الجيزة ليعلنوا فيها رفضهم لكل الخطابات التحريضية للعنف وللتعتيم الإعلامي ومطالبين بمحاسبة كل مرتكبي العنف، ورفعوا لافتات حملت شعارات "الدم كله حرام" – "لا للتعتيم الإعلامي" – "القصاص من كل من قتل"، وأعادوا إحياء هتافات ثورة الخامس والعشرين من يناير في لافتاتهم بهتاف "طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس". ورغم أن البداية كانت ضعيفة من حيث عدد الحضور ونسبة المشاركة والتفاعل مع الشارع، إلا أنهم استمروا في تنظيم الوقفات والسلاسل خاصة في ظل استمرار مسلسل الدم وبعد مذبحة المتظاهرين أمام مقر الحرس الجمهوري؛ حيث نظموا واقفة خاصة احتجاجاً ومطالبةً بالقصاص ممن قتلوا أكثر 50 مصري في "مجزرة" أمام الحرس الجمهوري كما أطلقوا عليها في لافتاتهم، مؤكدين في شعاراتهم على حرمة الدم المصري حيث رفعوا لافتات كتب عليها: "علماني – اشتراكي – سلفي – إخواني .. المصري ما يتقتلش". ويحاول المشاركون في السلاسل البشرية التجاوب مع المارة وفتح باب النقاش معهم أياً كانت آراؤهم، وبالرغم من أن رسالتهم إنسانية في المقام الأول إلا أنها لم تسلم من الاعتراض من قلة تردد مبررات إعلام الفتنة والتحريض، وفي مقابل ذلك يحرص المشاركون - كما يقول كريم عمر منسق المبادرة على صفحة الجروب – على النقاش الهادئ والتدرج في الحوار العقلاني مراعاة لحالة الاحتقان الموجودة في الشارع. وعلى الفضاء الإلكتروني تجد المبادرة تجاوبا جيدا ومحاولات للتطوير من أجل أن يصل صوتها للشارع سواء من خلال اقتراحات من البعض بتنظيم سلاسل مماثلة في المحافظات، أو من خلال الاستعانة بشخصيات من المشاهير ممن يلتزمون الحياد والموضوعية، أو من خلال تدشين صفحة للمبادرة لتجذب عدد أكبر من المشاركات وتجمع عدد أكبر في السلاسل والوقفات، ومازالت المبادرة تسعى لتنظيم وقفات أخرى في شهر رمضان بعد صلاة التراويح.